قال ابو كندا
واما معنى قول الله تعالى { فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ }
قال الطبري وأما قوله”فسواهن” فإنه يعني هيأهن ودبَّرهن وقوَّمهن.
والتسوية في كلام العرب، التقويم والإصلاح والتوطئة، كما يقال: سوَّى فلان لفلان هذا الأمر. إذا قوّمه وأصلحه وَوَطَّأه له. فكذلك تسوية الله جل ثناؤه سمواته: تقويمه إياهن على مشيئته، وتدبيره لهنّ على إرادته.أ،هـ
وذكر ابن ابي حاتم : عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ قَالَ بَعْضُهُنَّ فَوْقَ بَعْضٍ، بَيْنَ كُلِّ سَمَائَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ.
عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ فِي قَوْلِهِ: فَسَوَّاهُنَّ يَقُولُ: سَوَّى خَلْقَهُنَّ.
< قال ابو كندا الرواية مقبولة عندي >
عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ بَعْضُهُنَّ فوق بعض، وسبع أرضين بعضهن تحت بعض.< قال ابو كندا اسناده عند عبد الرزاق صحيح >
قال الطبري : فإن قال لنا قائل: فإنك قد قلت إن الله جل ثناؤه استوَى إلى السماء وهي دخان قبل أن يسويها سبع سموات، ثم سواها سبعًا بعد استوائه إليها، فكيف زعمت أنها جِماع؟
قيل: إنهن كنّ سبعًا غيرَ مستويات، فلذلك قال جل ذكره: فسوَّاهن سبعًا.أ،هـ
قال ابو كندا: ومن دلالات ( سواهن ) ان السموات السبع متساوية فلا تزيد سماء عن سماء ولا تنقص.
قال الله عز وجل { الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ }
قال الطبري : طبقا فوق طبق، بعضها فوق بعض.
وعن قتادة، في قوله: ( مِنْ تَفَاوُتٍ ) قال: من اختلاف. < قال ابو كندا الرواية صحيحة >
قال الراغب تـ( ٥٠٢): المطابقة من الأسماء المتضايفة، وهو أن تجعل الشيء فوق آخر بقدره، ومنه: طابقت النعل.
قال ابو كندا ومعنى قول الراغب ( أن تجعل الشيء فوق اخر بقدره ) اي يساويه في المساحة
قال الله تعالى { وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17)}
قال الطبري “ولقد خلقنا فوقكم أيها الناس سبع سموات، بعضهن فوق بعض، والعرب تسمي كل شيء فوق شيء طريقة. وإنما قيل للسموات السبع سبع طرائق؛ لأن بعضهنّ فوق بعض، فكلّ سماء منهنّ طريقة” .أ،هـ
وعن أبي هريرة: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ” إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ “. البخاري
قال ابو كندا وهذا يدل ان السماء لها ابواب ، وأن للابواب ملائكة يفتحونها بأمر الله ، كما رواه البخاري في حديث المعراج بسنده الى الرسول ﷺ وفي ” ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فعرج بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمَّا جِئْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ : افْتَحْ. قَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا جِبْرِيلُ. قَالَ : هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ، مَعِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ : أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ. فَلَمَّا فَتَحَ عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا”. البخاري
—————
كتبه
ماجد بن محمد العريفي