ماجد بن محمد العريفي

~ اقول بما قاله الله عز وجل في كتابه، وبما قاله رسوله بسند حجة

ماجد بن محمد العريفي

Monthly Archives: يوليو 2021

سبحان

24 السبت يوليو 2021

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

الوسوم

لغة, التفسير, سورة البقرة, سبحان

قال ابو كندا

‏كلمة سبحان

‏تدل على ثلاثة دلالات يختلف ترتيبها بترتيب الجملة في القرآن وهي

‏التعظيم والتنزية والتبرئه

‏واقصد بالتنزيه هو تنزيهه مما يقوله الناس من النقائص وغيرها

‏واما التبرئه فهي : التبرئة من الخطأ والظلم وغيرها

فإن قلت سبحانك

‏فأنت تعظمه بتنزيه وتبرءه

‏مثل قوله { لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين }

‏{قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق}

‏وان قلت سبحان الله

‏فانت تنزهه بتعظيم وتبرأة

‏{سبحان الله عما يصفون }

‏{سبحان الله عما يشركون }

وان قلت سبحان ربي

‏فأنت تبرأه بتعظيم وتنزيه

‏{قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ }

‏وان قلت سبحانك وبحمدك

‏فأنت تعظمه وتشكره بالعتراف له انك بنعمة ليس فيها نقص متعمد او بالخطأ

‏والله تعالى اعلم

البقرة ٣٠-٦

23 الجمعة يوليو 2021

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}

قوله { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }

قال ابو كندا الواو هنا واو الحال أي : وحالنا نحن ، نسبح بحمدك ونقدس لك فنحن اصلح للارض.

قال الطبري : وأصلُ التسبيح لله عند العرب: التنزيهُ له من إضافة ما ليس من صفاته إليه، والتبرئة له من ذلك، كما قال أعشى بني ثعلبة:

أَقُولُ -لمَّا جَاءَنِي فَخْرُه-: … سُبْحَانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الْفَاخِرِ

يريد: سُبحان الله من فَخر علقمة، أي تنزيهًا لله مما أتى علقمة من الافتخار، على وجه النكير منه لذلك.أ،هـ

قال ابو كندا يتضح من هذا القول واقوال اخرى ان معنى التسبيح : هو تنزيه وتبرئه مع تعظيم

وقال الواحدي : قال: وأصل التسبيح في اللغة، التبعيد من قولك: سبحت في الأرض، إذا تباعدت فيها، ومن هذا قوله تعالى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: ٤٠]

وقال الطبري أما قوله:”ونحن نسبِّح بحمدك” فإنه يعني: إنا نعظِّمك بالحمد لك والشكر، كما قال جل ثناؤه: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) [سورة النصر: ٣] ، وكما قال: (وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) .أ،هـ

وعن أبي ذر، أن رسول الله ﷺ سئل أي الكلام أفضل؟ قال: ” ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده ” [١]

وذكر الرازي : قَوْلُهُ: بِحَمْدِكَ قَالَ صَاحِبُ «الْكَشَّافِ» بِحَمْدِكَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ.

أَيْ نُسَبِّحُ لَكَ ، حَامِدِينَ لَكَ ، وَمُتَلَبِّسِينَ بِحَمْدِكَ .

وَأَمَّا الْمَعْنَى ففيه وجهان: الأول: أنا إذا سبحانك فَنَحْمَدُكَ سُبْحَانَكَ يَعْنِي لَيْسَ تَسْبِيحُنَا تَسْبِيحًا مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقَاقٍ بَلْ تَسْتَحِقُّ بِحَمْدِكَ وَجَلَالِكَ هَذَا التَّسْبِيحَ .

الثَّانِي: أَنَّا نُسَبِّحُكَ بِحَمْدِكَ فَإِنَّهُ لَوْلَا إِنْعَامُكَ عَلَيْنَا بِالتَّوْفِيقِ لَمْ نَتَمَكَّنْ مِنْ ذَلِكَ

قال ابو كندا : قوله { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ } اي نحن نشكرك ونحمدك على نعمك علينا ونبرئك وننزهك عن النقص والخطأ فلم نرى منك الا خيرا ونعمة .

{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)}

وقال ابو كندا : فإذا قال المصلي في الركوع سبحان ربي العظيم وفي السجود سبحان ربي الاعلى ، فكأنه يقول ابرئ ربي الذي رزقني واصلحني ورباني من العيوب والاخطأ والنقص ، فالنقص مني والزلل مني والخطأ مني وليس من ربي عز وجل .

————-

[١] صحيح مسلم

البقرة ٣٠-٥

13 الثلاثاء يوليو 2021

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

الوسوم

الملائكة, التفسير, الخليفة, سفك الدماء, سورة البقرة

قوله { قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}

وعَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلُهُ: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ قَالَ: كَانَ اللَّهُ أَعْلَمَ أَنَّهُ إِذَا كَانَ فِي الأَرْضِ خَلْقٌ أَفْسَدُوا فِيهَا وَسَفَكُوا الدِّمَاءَ، فَذَلِكَ حِينَ قَالُوا: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا يَعْنُونَ النَّاسَ. [٢]

وفي رواية الطبري عن قتادة في قوله:”أتجعل فيها من يُفسد فيها” قال: كان الله أعلمهم إذا كان في الأرض خلق أفسدوا فيها وسفكوا الدماء، فذلك قوله:”أتجعل فيها من يفسد فيها” [٣]

وعن الْحَسَنُ قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلائِكَةِ: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالَ لَهُمْ إِنِيِّ فَاعِلٌ.

أَفْضَوْا بِرَأْيهِمْ فَعَلَّمَهُمْ، عِلْمًا، وَطَوَى عَنْهُمْ عِلْمًا عَلِمَهُ وَلَمْ يَعْلَمُوهُ، فَقَالُوا بِالْعِلْمِ الَّذِي عَلَّمَهُمْ.

{ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ } قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ . [٤]

وعن ابن جُريج، قال: إنما تكلموا بما أعلمهم أنه كائن من خلق آدم، فقالوا:”أتجعلُ فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء”؟. [٥]

وقال الثعلبي : وقال أكثر المفسرين: أرادوا كما فعل بنو الجانّ قاسوا بالشاهد على الغائب،

قال ابو كندا وأقرب الاقوال لقلبي هو قول الحسن وقتادة وابن جريج.

قال الطبري وبمثل قول قتادة قال جماعة من أهل التأويل، واشار الى ترجيحه .

فقال الطبري : فإن قال قائل: فإن كان أولى التأويلات بالآية هو ما ذكرتَ، من أن الله أخبر الملائكة بأن ذرّية خليفته في الأرض يفسدون فيها ويسفكون فيها الدماء، فمن أجل ذلك قالت الملائكة:”أتجعل فيها من يفسد فيها”، فأين ذكر إخبارِ الله إياهم في كتابه بذلك؟

قيل له: اكتفى بدلالة ما قد ظهرَ من الكلام عليه عنه، كما قال الشاعر:

فَلا تَدْفِنُونِي إِنَّ دَفْنِي مُحَرَّمٌ … عَلَيْكُمْ، وَلَكِن خَامِرِي أُمَّ عَامِرِ

فحذف قوله”دعوني للتي يقال لها عند صَيدها”: خامري أمّ عامر.

إذ كان فيما أظهر من كلامه، دلالة على معنى مراده.

فكذلك ذلك في قوله:”قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها”، لما كان فيه دلالة على ما ترك ذكره بعد قوله:”إنّي جاعل في الأرض خليفة”، من الخبر عما يكون من إفساد ذريته في الأرض، اكتفى بدلالته وحَذف، فترك ذكره كما ذكرنا من قول الشاعر. ونظائر ذلك في القرآن وأشعار العرب وكلامها أكثر من أن يحصى.

قال ابو كندا هو الأصح والاولى ،لورود الروايات في ذلك بأسنيد مقبولة ، وهو أيضا من باب { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ(80)} فإبراهيم لم ينسب المرض لله عز وجل مع ان الله عز وجل هو الذي قضا وقدر المرض.

وايضا فيه دلالة على ان سؤال الملائكة ليس للاستنكار او الاستخبار او اتعجب انما هو سؤال ابتدائي يتضمن اشارة الى رغبتهم او طلبهم للخلافة بدل من ادم بقولهم { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } كرها للمعصية. من باب قوله { قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) }

فأظهروا كرههم للمعاصي بقولهم { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ } لأنهم يعلمون ان الله عز وجل يكره الفساد في الارض وسفك الدماء ،

واظهروا استعدادهم للخلافة بذكر محاسنهم بقولهم { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } وهذا لا يتنافى مع طبيعة الارض فقد صرح الله عز وجل بإمكان ذلك فقال { وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأرْضِ يَخْلُفُونَ }

لهذا ناسب الجواب من الله تعالى بقوله { إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}

واما قول من قال انهم قاسوه على الجن فهو ضعيف ولا ينبغي القول به ، لعدة اسباب

الاول : لم يرد فيه رواية مقبولة صرحت بأن الملائكة قالوا هذا القول قياسا على فعل الجن .

كما قَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ الْجِنَّ كَانُوا فِي الأَرْضِ يُفْسِدُونَ وَيَسْفِكُونَ الدِّمَاءَ وَلَكِنْ جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ أَنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ، فَقَالُوا بِالْقَوْلِ الَّذِي عَلَّمَهُمْ. [٦]

الثاني : ان الروايات المقبولة التي ذكرت ان الجن سكنوا الارض وافسدوها ، لم تنقل عن الرسول ﷺ ، فهي اذا اسرائليات لا تصدق ولا تكذب، وعلى هذا قد يكون من سكن الارض قبل ادم

كان صالحا لا يفسد ولا يسفك كالملائكة او كائنات اخرى لا نعلمها ، فلما اخبر الله عز وجل ان بني ادم سيسفكون ويقتلون تعجبوا وقالوا ضعنا مكانهم فنحن اصلح منهم واقوى .

الثالث : ان هذا القول يتضمن قول لا ينبغي ان نقول به ، وهو ان قياس الملائكة كان صحيحا ولم يخطؤا بل صدقوا، فقد كثر الفساد في الارض وسفك الدماء ، ويقتضي هذا القول انهم اعلم من الله عز وجل – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا –

لذلك اقول لا ينبغي القول بأن الملائكة قاست على الجن.

قال ابو كندا والناظر في احاديث الرسول ﷺ يعلم ان الله اخبره انه سيكثر الفساد والقتل اخر الزمن ، فكما اخبر الله عز وجل رسوله ﷺ لا يمنع انه اخبر ملائكته.

قال ابو كندا أما ان سئلتم لماذا قال الله عز وجل { قالوا اتجعل فيها } ولم يقول (وقالوا) او (فقالوا ) ؟

الجواب ان هذه القصة من ضمن خطاب تعديد النعم عليهم ، فليس من المهم ترتيب القصة، المهم ابراز النعمة التي تفضل عليهم بها ، والنعمة التي في قوله { قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }

هي رغبة الكائنات في الخلافة ، بل أن افضل الكائنات في ذاك الوقت وهم الملائكة رغبوا في ذلك ، الا ان الله عز وجل اختار بني ادم عليهم .

قال ابو حيان : وَالْجُمْلَةُ الْمُفْتَتَحَةُ بِالْقَوْلِ إِذَا كَانَتْ مُرَتَّبًا بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْمَعْنَى، فَالْأَصَحُّ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ أَنَّهَا لَا يُؤْتَى فِيهَا بِحَرْفِ تَرَتُّبٍ، اكْتِفَاءً بِالتَّرْتِيبِ الْمَعْنَوِيِّ، نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى:

قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها، أَتَى بَعْدَهُ، قالَ إِنِّي أَعْلَمُ،

وَنَحْوَ: قالُوا سُبْحانَكَ، قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ،

وَنَحْوَ: قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ،

قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ ،

قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ، قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ ،

قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي، قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ .

وَقَدْ جَاءَ فِي سُورَةِ الشُّعَرَاءِ مِنْ ذَلِكَ عِشْرُونَ مَوْضِعًا فِي قِصَّةِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ، فِي إِرْسَالِهِ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمُحَاوَرَتِهِ مَعَهُ، وَمُحَاوَرَةِ السَّحَرَةِ، إِلَى آخَرِ الْقِصَّةِ، دُونَ ثَلَاثَةٍ، جَاءَ مِنْهَا اثْنَانِ جَوَابًا وَوَاحِدٌ كَالْجَوَابِ، وَنَحْوُ هَذَا فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ

وقال ابن عاشور : وَفَصَلَ الْجَوَابَ وَلَمْ يَعْطِفْ بِالْفَاءِ أَوِ الْوَاوِ جَرْيًا بِهِ عَلَى طَرِيقَةٍ مُتَّبَعَةٍ فِي الْقُرْآنِ فِي حِكَايَةِ الْمُحَاوَرَاتِ وَهِيَ طَرِيقَةٌ عَرَبِيَّةٌ قَالَ زُهَيْرٌ:

قِيلَ لَهُمْ أَلَا ارْكَبُوا أَلَاتَا … قَالُوا جَمِيعًا كُلُّهُمْ آلَافَا

أَيْ فَارْكَبُوا وَلَمْ يَقُلْ فَقَالُوا.

وَقَالَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ:

قَالَتْ بَنَاتُ الْعَمِّ يَا سَلْمَى وَإِنْ … كَانَ فَقِيرًا مُعْدَمًا قَالَتْ وَإِنْ

وَإِنَّمَا حَذَفُوا الْعَاطِفَ فِي أَمْثَالِهِ كَرَاهِيَةَ تَكْرِيرِ الْعَاطِفِ بِتَكْرِيرِ أَفْعَالِ الْقَوْلِ ، فَإِنَّ الْمُحَاوَرَةَ تَقْتَضِي الْإِعَادَةَ فِي الْغَالِبِ فَطَرَدُوا الْبَابَ فَحَذَفُوا الْعَاطِفَ فِي الْجَمِيعِ وَهُوَ كَثِيرٌ فِي التَّنْزِيلِ.

وَرُبَّمَا عَطَفُوا ذَلِكَ بِالْفَاءِ لِنُكْتَةٍ تَقْتَضِي مُخَالَفَةَ الِاسْتِعْمَالِ وَإِنْ كَانَ الْعَطْفُ بِالْفَاءِ هُوَ الظَّاهِرُ وَالْأَصْلُ، وَهَذَا مِمَّا لَمْ أُسْبَقْ إِلَى كَشْفِهِ مِنْ أَسَالِيبِ الِاسْتِعْمَالِ الْعَرَبِيِّ.

وَمِمَّا عُطِفَ بِالْفَاءِ قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَقالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ فَقالَ الْمَلَأُ } فِي سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ [٢٣، ٢٤] .

وَقَدْ يُعْطَفُ بِالْوَاوِ أَيْضًا كَمَا فِي قَوْلِهِ: { فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ } إِلَخْ فِي سُورَةِ الْمُؤْمِنُونَ [٣٢، ٣٣]

وَذَلِكَ إِذَا لَمْ يَكُنِ الْمَقْصُودُ حِكَايَةَ التَّحَاوُرِ بَلْ قَصْدُ الْإِخْبَارِ عَنْ أَقْوَالٍ جَرَتْ أَوْ كَانَتِ الْأَقْوَالُ الْمَحْكِيَّةُ مِمَّا جَرَى فِي أَوْقَاتٍ مُتَفَرِّقَةٍ أَوْ أَمْكِنَةٍ مُتَفَرِّقَةٍ.

وَيَظْهَرُ ذَلِكَ لَكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: { قالُوا اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ } [غَافِر: ٢٥] إِلَى قَوْلِهِ: { وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى }[٢٦] ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: { وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ } [٢٧] ثُمَّ قَالَ: { وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ } [٢٨]الْآيَةَ فِي سُورَةِ غَافِرٍ،

وَلَيْسَ قَوْلِهِ: { قالُوا أَتَجْعَلُ } جَوَابا لـ(إذ) عَامِلًا فِيهَا لِمَا قَدَّمْنَاهُ آنِفًا مِنْ أَنَّهُ يُفْضِي إِلَى أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُمْ: { أَتَجْعَلُ فِيها } هُوَ الْمَقْصُودَ مِنَ الْقِصَّةِ وَأَنْ تَصِيرَ جُمْلَةُ (إِذْ) تَابِعَةً لَهُ إِذِ الظَّرْفُ تَابِعٌ لِلْمَظْرُوفِ.

قال ابو كندا فصل الجواب ولم يعطف بالواو والفاء فيها دلالة او اشارة الى ان الله عز وجل ذكر لنا الملخص من الخطاب ، او مانحتاجه من ذكر هذا الموقف

قال الزجاج ومعنى (يَسفِكُ) يصُب، يقال سفك الشيءَ إذا صبَّه

قال ابو كندا ولا ارى ان دلالات السفك هي دلالات الصب وان اتفقا في المعنى العام

قال ابو كندا ويبقى سؤال يحيرني هل القتل او سفك الدماء من الفساد في الارض فكان العطف من باب عطف الخاص على العام ، او ان الفساد في الارض غير سفك الدماء !!!

—————-

[٢] قال ابو كندا اخرجه ابن ابي حاتم والرواية مقبولة

[٣] قال ابو كندا والرواية مقبولة

[٤] رواه ابن ابي حاتم قال ابو كندا الرواية مقبولة

[٥] قال ابو كندا اخرجه الطبري والرواية مقبولة

[٦] قال ابو كندا اخرجه ابن ابي حاتم والرواية مقبولة

نهى الرسول ﷺ لمن اراد الاضحية ودخلت العشر ان يمس من شعره ولا من بشره

09 الجمعة يوليو 2021

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

الوسوم

#الاضحية, لا يمس من شعره, الاضاحي, الحديث, صحيح مسلم

ثلاثون يوما قضيتها في …

كان انيسي فيها مسلم ابن الحجاج وعبدالعزيز الراجحي.

مسلم ابن الحجاج جمع احاديثه في كتابه الموسوم بـ”صحيح مسلم” يذكرها لنا وعبدالعزيز الراجحي يعلق على الاحاديث وانا فقط استمع واقرأ الاحاديث.

بدأت من كتاب الحج الى كتاب الاشربة – كان المعدل التقريبي ثلاث ساعات تزيد ولا تنقص يوميا.

والله يا اخوان اني ندمت بعد ما قرأت الكتاب واستمعت الى التعليق عليه ، تمنيت اني قرأته قبل عشر سنوات ، ولو اني فعلت ذلك ، لعبدت الله من غير افراط ولا تفريط،

ووفرت المال والجهد واستمتعت بحياتي اكثر من استمتاعي الان والحمدلله،

ولَمَا اصابتني فوبيا تغير الفتوى مع تغير الزمان.

“صحيح مسلم” يا اخوان يذكر لك الحلال والحرام والتشريعات كلها وتاريخ التشريع وبداية التشريع وتعامل الصحابة مع هذا التشريع، فتفهم ما اراده الله مما فرضه الله علينا .

مسلم بن الحجاج كان متجردا في تأليفه لهذا الكتاب ، كان منهجه ذكر ماصح عنده على شروطه من الاحاديث دون ان يدخل عقله او مايراه راجحا في الكتاب،

كان يعنون الكتاب ثم يسرد الاحاديث ، دون استحسان او استصحاب او المصلحة تقتضي او درء المفاسد على جلب المصالح ، او الاصلح للمسلمين .

تجرد مسلم بن الحجاج من هذا كله فجعل من يقرأه يفهم مايريد الله من تشريعه فيطبق القارئ مايريده الله لا مايريد عقل الشيخ فلان او منطق المفكر علان.

فكانت الفتوى لا تتغير بتغير الزمن لأن الفتوى معتمدة على قال الله وقال رسوله.

وليتضح المقال اضرب المثال ها نحن اليوم نرى بعض الفقهاء يغير حكم من احكام الله عز وجل .

ألا وهو ، النهي عن قص الشعر والاظافر لمن اراد ان يضحي ،

مع ان حديث ام سلمة واضح وصريح وهو عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا» صحيح مسلم

وذكره مسلم من طريق اخر فقال عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، تَرْفَعُهُ، قَالَ: «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ وَعِنْدَهُ أُضْحِيَّةٌ يُرِيدُ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَأْخُذَنَّ شَعْرًا، وَلَا يَقْلِمَنَّ ظُفُرًا»

دقق في كلمات الحديث ستجد ان الرسول ﷺ قال اذا دخل العشر ، فهناك وقت محدد بشرط محدد بنهي محدد.

فالوقت المحدد هو “اذا دخلت العشر”

والشرط المحدد “واراد احدكم ان يضحي”

والنهي المحدد ” فلا يمس من شعره وبشره “وفي رواية ولا يقلمن اظافره ” .

وهذا نص صريح صحيح في المسئلة.

فيأتي بعض الفقهاء في زماننا هذا ويضربون بهذا الحديث عرض الحائط ويقولون يجوز لك الاخذ من شعرك وتقصيص اظافرك، وأن النهي نراه للكراهية .

ثم يستشهدون بحديث عائشة عن عِبادةٍ اخرى مهجورة في هذا الزمان وهي : اهداء الهدي الى مكة ، وهذه العبادة ليس لها وقت محدد ولها احكام غير احكام الاضحية ، والحديث هو أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُهْدِي مِنَ الْمَدِينَةِ فَأَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِهِ، ثُمَّ لَا يَجْتَنِبُ شَيْئًا مِمَّا يَجْتَنِبُ الْمُحْرِمُ» صحيح مسلم

وذكر مسلم طريق اخر فقال عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «فَتَلْتُ قَلَائِدَ بُدْنِ رَسُولِ اللهِ ﷺ بِيَدَيَّ، ثُمَّ أَشْعَرَهَا وَقَلَّدَهَا، ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى الْبَيْتِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ، فَمَا حَرُمَ عَلَيْهِ شَيْءٌ كَانَ لَهُ حِلًّا»

تأملوا في كلمات هذا الحديث ستجدون ان عائشة تتحدث عن عبادة اخرى غير الاضحية وهي بعث الهدايا والبدن الى مكة ،

ولهذه العبادة احكام تختلف عن الاضحية ،

ولأن السلف كانوا يهتمون بها، كثرت اسئلتهم عنها ، ولولا ان اخشى الاطالة عليكم لذكرت احكامها ولبينت لكم الاختلاف لأن الناس كانوا يبعثونها من كل مكان وخاصة الخلفاء والولاة والتجار كانوا يحرصون عليها ، فتجدهم يبعثون الهدي من خرسان والشام واليمن فتطول المدة اكثر من شهر، وقد يحدث للهدي في الطريق مالم يكن في الحسبان ،

وحتى اوضح لكم اكثر عن هذه العبادة المهجورة اذكر لكم هذا الحديث الذي في صحيح مسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ذُؤَيْبًا أَبَا قَبِيصَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَبْعَثُ مَعَهُ بِالْبُدْنِ ثُمَّ يَقُولُ: «إِنْ عَطِبَ مِنْهَا شَيْءٌ، فَخَشِيتَ عَلَيْهِ مَوْتًا فَانْحَرْهَا، ثُمَّ اغْمِسْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، ثُمَّ اضْرِبْ بِهِ صَفْحَتَهَا، وَلَا تَطْعَمْهَا أَنْتَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رُفْقَتِكَ»

ارأيتم ايها الاخوة الفرق بين الاضحية وهدي البدن،

إن الفقيه الذي يبيح اخذ الشعر للمضحي بحجة حديث عائشة ، كمن يقول بجواز صلاة الظهر او العصر ثلاث ركعات بحجة ان الرسول ﷺ صلى المغرب ثلاث ركعات.

ثم ان حلق اللحية نهى عنه الرسول ﷺ سواء كنت ستضحي أم لا.

واما بعض الفقهاء فقد شددوا اكثر فقالوا “المضحي “و “المضحي عنه ” لا يجوز الاخذ من الشعر ولا الاضافر.

اخواني عليكم بالحديث ودعوكم من الفقهاء، لأن الاحاديث ثابتة لا تتغير وعقول الفقهاء متغيرة ويصيبها النقص والضعف.

نعود الى صحيح مسلم هذا الكتاب عجيب ومن عجائبه ، أنك اذا قرأته كما ألفه مسلم دون تبويبات النووي ، ستشعر انك تقرأ كتاب في السيرة وكتب السيرة تهوي النفوس اليها من العامة وطلبت العلم والعلماء،

وأما ان قرأته بتبويب النووي ستشعر بأنك تقرأ كتاب في الفقه ، وكتب الفقه لا تهوى اليها كل النفوس .

كتبه

ماجد بن محمد العريفي

14- 8- 2018

اشترك

  • Entries (RSS)
  • Comments (RSS)

الأرشيف

  • أغسطس 2022
  • يوليو 2022
  • مايو 2022
  • أبريل 2022
  • فبراير 2022
  • يناير 2022
  • ديسمبر 2021
  • نوفمبر 2021
  • أكتوبر 2021
  • سبتمبر 2021
  • أغسطس 2021
  • يوليو 2021
  • يونيو 2021
  • مايو 2021
  • أبريل 2021
  • يناير 2021
  • ديسمبر 2020
  • نوفمبر 2020
  • أكتوبر 2020
  • نوفمبر 2017
  • أكتوبر 2017
  • سبتمبر 2017
  • أغسطس 2017
  • يوليو 2017
  • يونيو 2017
  • مايو 2017
  • أبريل 2017
  • مارس 2017
  • فبراير 2017
  • ديسمبر 2016
  • سبتمبر 2016
  • أغسطس 2016
  • يوليو 2016
  • يونيو 2016
  • مايو 2016
  • أبريل 2016
  • مارس 2016
  • أكتوبر 2015
  • أغسطس 2015
  • يونيو 2015
  • أبريل 2015
  • مارس 2015
  • فبراير 2015
  • نوفمبر 2014
  • أكتوبر 2014
  • أغسطس 2014
  • يوليو 2014
  • يونيو 2014
  • أبريل 2014
  • مارس 2014
  • فبراير 2014
  • يناير 2014
  • ديسمبر 2013
  • نوفمبر 2013
  • أكتوبر 2013
  • سبتمبر 2013
  • أغسطس 2013

التصنيفات

  • Uncategorized

منوعات

  • تسجيل
  • تسجيل الدخول

المدونة على ووردبريس.كوم.

  • تابع متابع
    • ماجد بن محمد العريفي
    • ألديك حساب ووردبريس.كوم بالفعل؟ تسجيل الدخول الآن.
    • ماجد بن محمد العريفي
    • تخصيص
    • تابع متابع
    • تسجيل
    • تسجيل الدخول
    • إبلاغ عن هذا المحتوى
    • مشاهدة الموقع في وضع "القارئ"
    • إدارة الاشتراكات
    • طي هذا الشريط