ماجد بن محمد العريفي

~ اقول بما قاله الله عز وجل في كتابه، وبما قاله رسوله بسند حجة

ماجد بن محمد العريفي

Monthly Archives: يونيو 2016

مختصر التوضيح لشرح الجامع الصحيح الحديث ٢٦

30 الخميس يونيو 2016

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

مختصر التوضيح لشرح الجامع الصحيح الحديث ٢٦
باب مَنْ قَالَ إِنَّ الإِيمَانَ هُوَ الْعَمَلُ

لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧٢} [الزخرف: ٧٢]. وَقَالَ عِدَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٣)} [الحجر: ٩٢، ٩٣]: عَنْ قَوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ. وَقَالَ: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (٦١)}.
٢٦ – عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – سُئِلَ أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: “إِيمَانٌ باللهِ وَرَسُولِهِ”. قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: “الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ”. قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: “حَجٌ مَبْرُورٌ”. 
*************

١- معنى الإرث في الآية: صيرورتها لهم.
٢- قَالَ النووي: والظاهر المختار أن معناه: لنسألنهم عن

أعمالهم كلها. أي: الأعمال التي يتعلق بها التكليف، وقول هؤلاء الذين نقل عنهم البخاري (أن المراد) عن قول: لا إله إلا الله، مجرد دعوى للتخصيص بذلك، فلا تقبل.
٣- العدة: الجماعة قلَّت أم كثرت.
٤- والمبرور: هو الذي لا يخالطه إثم.
٥- إن قُلْت: كيف يجمع بين الآية السالفة في السؤال. وقوله – صلى الله عليه وسلم -: “لن يدخل أحد الجنة بعمله”؟ فالجواب: أن دخول الجنة بسبب العمل، والعمل برحمة الله.
٦- كيف نجمع بين الآية السالفة في السؤال والآية الأخرى وهي: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان } 

فالجواب: أن في القيامة مواطن -أعاننا الله الكريم على أهوالها- ففي موطن يسألون، وفي الآخر لا يسألون، كما سيأتي في تفسير حم السجدة عن ابن عباس ، وجواب آخر أنهم لا يسألون سؤال الاستخبار.
٧- بدأ في هذا الحديث بالإيمان ثم الجهاد ثم الحج. وفي حديث ابن مسعود بدأ بالصلاة لميقاتها ثم بر الوالدين ثم الحج وفي حديث أبي ذر لم يذكر الحج ، وفي حديث أبي موسى (السالف: أي الإسلام أفضل؟ قال: “من سلم المسلمون من لسانه ويده” (وفي حديث ابن عمرو) السالف: أي الإسلام خير؟ قال: ” (تطعم) الطعام” إلى آخره . وقد جمع العلماء بينها وبين ما أشبهها بوجوه، ذكر الحليمي منها وجهين: أحدهما: أنه جرى على اختلاف الأحوال والأشخاص، فاعلم أن كل قوم بما تدعو الحاجة إليه دون ما لم تدع حاجتهم إليه، وذكر ما لم يعلمه السائل وأهل المجلس من دعائم الإسلام (ولم يبلغه)علمه، وترك ما علموه. ولهذا أسقط ذكر الصلاة والزكاة والصيام في حديث الباب، وأثبت فيه الجهاد والحج.

ولا شك أن الصلاة والزكاة والصوم مقدمات على الحج والجهاد، فقد يكون الجهاد في حق شخص أولى من غيره، وهو من تأهل له أو عند التعين، 

وكذا نقول في بر الوالدين، وقد قال – صلى الله عليه وسلم -: “ففيهما فجاهد”.

الجواب الثاني: أن لفظة “من”: مراده، والمراد: من أفضل الأعمال كما يقال: فلان أعقل الناس، والمراد: من أعقلهم، ومنه الحديث: “خيركم خيركم لأهله” ومعلوم أنه لا يصير بذلك خير الناس،
٨- الرابعة: قدم الجهاد في (هذا الحديث على الحج) مع أن الحج أحد الأركان والجهاد فرض كفاية؛ (لأنه قد يتعين كما في سائر فروض الكفايات، وإذا لم يتعين لا يقع إلا فرض كفاية) وأما الحج فالواجب منه مرة فقط، فإن قابلت واجب الحج بمتعين الجهاد كان الجهاد أفضل لهذا الحديث؛ ولأنه شارك الحج في الفرضية، وزاد (فيه) بتعدي نفعه إلى سائر الأمة؛ ولكونه ذبا عن بيضة الإسلام، ولكونه بذلا للنفس والمال وغير ذلك.
٩- الآية دالة على نيل الدرجات بالأعمال، (وأن الإيمان قول وعمل، ويشهد له الحديث المذكور، وهو مذهب أهل السنة كما سلف في أول الإيمان) ، وهو مراد البخاري بالتبويب، وأراد به الرد على المرجئة كما سلف.
١٠- إن في هذا الحديث: جعل الإيمان من العمل، وفرق في أحاديث أخر بين الإيمان والأعمال، وأطلق اسم الإيمان مجردا على التوحيد، وعمل القلب، والإسلام على النطق، وعمل الجوارح، وحقيقة الإيمان مجرد التصديق المطابق للقول والعقد، وتمامه بعمل الجوارح. فلهذا لا يكون ناجيا مؤمنا إلا بذلك، فإطلاق الإيمان إذا على كلها وعلى بعضها صحيح، فالتصديق أفضل الأعمال (على هذا إذ هو شرط فيها.
اختصره ماجد بن محمد العريفي

يوم السبت ٣٠-٧-١٤٣٧هـ

مختصر التوضيح لشرح الجامع الصحيح الحديث ٢٥

21 الثلاثاء يونيو 2016

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

مختصر التوضيح لشرح الجامع الصحيح الحديث ٢٥
باب {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: ٥]

٢٥ – عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: “أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّى دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ”. 
*********

١- معنى (“تَابُوا”): خلعوا الأوثان، وأقبلوا عَلَى عبادة الله تعالى، ومنه قوله تعالى في الآية الأخرى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} .. إلى قوله: {فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} ، 
٢- وهذِه الآية التي ذكرها البخاري حُكي عن أنس أنها آخر ما (نزل) من القرآن ، 
٣- ومعنى: {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} المداومة عليها بحدودها.
٤- ومعنى: (“عَصَمُوا”: منعوا) ، والعصم: المنع، والعصام: الخيط الذي يشد فم القربة، سمي به؛ لمنعه الماء من السيلان.
٥- ومعنى قوله: “إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلَامِ” أنه إن صدر منهم شيء يقتضي حكم الإسلام مؤاخذتهم به من قَصاص أو حَدٍّ أوغرامة متلف أو نحو ذَلِكَ استوفيناه، وإلا فهم معصومون.
٦- ومعنى “وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ”: أن أمر سرائرهم إليه، وأما نحن فنحكم بالظاهر، فنعاملهم بمقتضى ظاهر أفعالهم وأقوالهم.
٧- في فوائده:

وجوب قتال الكفار إِذَا طاقه المسلمون حتَّى يسلموا، أو يبذلوا الجزية إن كانوا ممن تُقبل منهم.
٨- وجوب قتال تاركي الصلاة أو الزكاة، وفيه رد على قول المرجئة: إن الإيمان غير مفتقر إلى الأعمال.
٩- قتل تارك الصلاة عمدًا مع اعتقاده وجوبها -وهو مذهب الجمهور-. والصحيح عندنا أنه يقتل بترك صلاة واحدة بشرط إخراجها عن وقت الضرورة، وقال أحمد بن حنبل في رواية أكثر أصحابه عنه: تارك الصلاة عمدًا يكفر ويخرج من الملة .
١٠- لو ترك صوم رمضان حبس، ومنع الطعام والشراب نهارًا.
١٢- لو منع الزكاة أخذت منه قهرًا، ويعزر على تركها.
١٣- أن من أظهر الإسلام، وفعل الأركان كففنا عنه، ولا نتعرض إليه إلا لقرينة تظهر منه.
١٤- قبول توبة الزنديق، وإن تكرر منه الارتداد والإسلام، وهذا هو الصحيح، وقول الجمهور، ولأصحابنا فيه خمسة أوجه.
١٥- اشتراط النطق بكلمتي الشهادة في الحكم بإسلام الكافر، وأنه لا يكَفُّ عن قتالهم إلا بالنطق بهما.
١٦- هذا الحديث مبين ومقيد لما جاء (من) الأحاديث المطلقة، ومنها مناظرة عمر للصديق في شأن (قتال) مانعي الزكاة، إذ فيه: فقال عمر لأبي بكر: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ قَالَ – صلى الله عليه وسلم -: “أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إله إِلَّا اللهُ. فَمَنْ قَالَ: لَا إله إِلَّا اللهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي دمه ومَالَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهمُ عَلَى اللهِ؟ ” فقال الصديق: والله لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ .
١٧- الحكم بالظاهر كما سلف.
١٨- أن الاعتقاد الجازم كافٍ في النجاة، وأبعد من أوجب تعلم الأدلة وجعله شرطًا للإسلام، والأحاديث الصحيحة متظاهرة عَلَى ذَلِكَ، ويحصل من عمومها العلم القطعي بأن التصديق الجازم كاف.
١٩- عدم تكفير أهل البدع.
اختصره ماجد بن محمد العريفي

يوم الجمعة ٢٩-٧-١٤٣٧هـ

مختصر التوضيح لشرح الجامع الصحيح الحديث ٢٤

20 الإثنين يونيو 2016

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

 باب الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ

٢٤ – عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الَحيَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: “دَعْهُ، فَإِنَّ الحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ”. 

********

١- قوله: (مَرَّ عَلَى رَجُلٍ) قَالَ أهل اللغة: مَرَّ عليه، ومَرَّ به أي: اجتاز.

٢- وقوله: (يعظ أخاه) قَالَ أهل اللغة: الوَعْظُ: النُصْحُ، والتذكير بالعواقب، وقال ابن فارس: هو التخويف، 

٣- ومعنى: (يَعِظُ أَخَاهُ فِي الحَيَاءِ) أي: ينهاه عنه، ويقبح له فعله، ويخوفه منه. فإنّ كثرته عجز، فزجره – صلى الله عليه وسلم – عن وعظه، وقال: “دعه” أي: عَلَى فعل الحياء، وكُفّ عن نهيه؛ “فإن الحياء من الإيمان”.

وفي رواية أخرى في الصحيح: “الحياء خير كله” وفي رواية: “الحياء لا يأتي إلا بخير”.

٤- وقال ابن قتيبة: معنى الحديث أن الحياء يمنع صاحبه من ركوب المعاصي كما يمنع منه الإيمان، فسمي إيمانًا كما يسمى الشيء باسم ما قام مقامه،

٥- وفي الحديث التنبيه عَلَى الامتناع من قبائح الأمور ورذائلها، وكل ما يستحيا من فعله.

اختصره ماجد بن محمد العريفي

يوم الخميس٢٧-٧-١٤٣٧هـ

مختصر التوضيح لشرح الجامع الصحيح الحديث ٢٢

16 الخميس يونيو 2016

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

مختصر التوضيح لشرح الجامع الصحيح الحديث ٢٢
باب تَفَاضُلِ أَهْلِ الإِيمَانِ فِى الأَعْمَالِ
٢٢ -عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضى الله عنه ، – عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: “يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ. فَيُخْرَجُونَ مِنْهَا قَدِ اسْوَدُّوا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرِ الْحَيَا -أَوِ الْحَيَاةِ، شَكَّ مَالِكٌ- فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي جَانِبِ السَّيْلِ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهَا تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً؟ “. قَالَ وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَمْرٌو “الْحَيَاةِ”. وَقَالَ: “خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ”. 
*********

١- المثقال: وزن مقدر، والله أعلم بقدره، وليس المراد المقدر، المعلوم، فقد جاء مبينًا، “وكان في قلبه من الخير ما يزن بُرَّة” 
٢- الحبة من الخردل هنا مثل؛ ليكون عيارًا في المعرفة، وليس بعيار في الوزن؛ لأن الإيمان ليس بجسم يحصره الوزن أو الكيل، ولكن ما يشكل من المعقول فإنه يرد إلى عيار المحسوس؛ ليفهم، قاله الخطابي .
٣- المراد بحبة الخردل: زيادة عَلَى أصل التوحيد، وقد جاء في الصحيح بيان ذَلِكَ. ففي رواية فيه: ” (فأَخْرِجوا) من قالَ: لا إله إلا الله وعمل من الخير ما (يزن) كذا” ثمَّّ بعد هذا يخرج منها من لم يعمل خيرًا قط غير التوحيد .

قَالَ القاضي: هذا هو الصحيح أن معنى الخير هنا أمر زائد عَلَى الإيمان؛ لأن مجرده لا يتجزأ، إنما يتجزأ الأمر الزائد عليه، وهي الأعمال الصالحة من ذِكْرِ خفي، أو شفقة عَلَى مسكين، أو خوف من الله، ونية صادقة (في) عمل وشبهه. بدليل الرواية السالفة. وذكر القاضي عن قوم أن المعنى في قوله: “من إيمان ومن خير” وما جاء معه أي: من اليقين .
٤- (الحيا) المراد: كل ما يحيا به الناس، والحيا: (المطر، والحيا: الخصب)، فيحيون بعد غسلهم فيها فلا يموتون، وتخصب أجسامهم.
٥- الحِبَّة -بكسر الحاء وتشديد الباء-، وهي: اسم لبذر العشب، هذا هو الصحيح من الأقوال.
٦- فإن قُلْتَ: لم شبههم في الحديث بالحبة؟ قُلْتُ: (لأوجه) بياضها، وسرعة نباتها لأنها تنبت في يوم وليلة، وهو أسرع النبات، ومن حيث ضعف النبات.
٧- في الحديث أنواع من العلم منها ما ترجم له، وهو تفاضل أهل الإيمان في الأعمال، فإنه المراد من: “خير” كما سلف.
٨- ومنها إثبات دخول طائفة من عصاة الموحدين النار، وقد تظاهرت عليه النصوص، وأجمع عليه من يعتد به. 
٩- ومنها إخراجهم من النار، ومنها أن أصحاب الكبائر لا يخلدون في النار، وهو مذهب أهل السنة خلافًا للخوارج والمعتزلة . وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة على ما ذكرناه عن أهل السنة، 
١٠- ومنها أن الأعمال من الإيمان لقوله – صلى الله عليه وسلم -: “خردل من إيمان”. والمراد: ما زاد عَلَى أصل التوحيد كما أسلفناه.
اختصره ماجد بن محمد العريفي

يوم الاربعاء ٢٧-٧-١٤٣٧هـ

مختصر التوضيح لشرح الجامع الصحيح الحديث ٢٣

16 الخميس يونيو 2016

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

٢٣- أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: “بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ، وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثُّدِيَّ، وَمِنْهَا مَا دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ”. قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: “الدِّينَ”.
*******

١- هذا الحديث أخرجه البخاري هنا، وفي فضل عمر، 
٢- قَالَ ابن بطال: معلوم أن عمل عمر في إيمانه أفضل (من عمل من)بلغ قميصه ثديه، وتأويله – صلى الله عليه وسلم – ذَلِكَ بالدين يدل عَلَى أن الإيمان الواقع عَلَى العمل يسمى دينًا كالإيمان الواقع عَلَى القول.
٣- وقال أهل التعبير: القميص في النوم: الدين، وجره يدل عَلَى بقاء آثاره الجميلة، وسننه الحسنة في المسلمين بعد وفاته ليُقتَدى به. قَالَ القاضي: (أخذوه) من قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} يريد نفسك، وإصلاح عملك ودينك، عَلَى تأويل بعضهم؛ لأن العرب تعبِّر عن العفة بنقاء الثوب والمئزر، وجَرُّه عبارة عما فَضُل عنه وانتفع الناس به، بخلاف جَرِّه في الدنيا للخُيلاء فإنه مذموم .
٤- في الإشارة إلى بعض فوائده:

 أن الأعمال من الإيمان؛ فإن الإيمان والدين بمعنًى.
٥- تفاضل أهل الإيمان.
٦- بيان عظم فضل عمر – رضي الله عنه -.
٧- تعبير الرؤيا وسؤال العالم بها عنها.
٨- إشاعة العالم الثناء عَلَى الفاضل من أصحابه إِذَا لم يخش فتنة بإعجاب ونحوه، ويكون الغرض التنبيه عَلَى فضله؛ لتعلم منزلته، ويعامل بمقتضاها، ويرغب في الاقتداء به، والتخلُّق بأخلاقه.
يوم الخميس ٢٨-٧-١٤٣٧هـ

مختصر التوضيح لشرح الجامع الصحيح الحديث ٢١

14 الثلاثاء يونيو 2016

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

باب مَنْ كَرِهَ أَنْ يَعُودَ فِى الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِى النَّارِ مِنَ الإِيمَانِ.

٢١ – عَنْ أَنَسٍ – رضى الله عنه -، عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: “ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لله، وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِى النَّارِ”. 

*********

١- هذا الحديث تقدم شرحه في باب: حلاوة الإيمان .

اختصره ماجد بن محمد العريفي

يوم الاربعاء ٢٧-٧-١٤٣٧هـ

مختصر التوضيح لشرح الجامع الصحيح الحديث ٢٠

14 الثلاثاء يونيو 2016

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

  باب قَوْلِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم -: “أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللهِ”

وَأَنَّ المَعْرِفَةَ فِعلُ القَلْبِ؛ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} [البقرة: ٢٢٥].
٢٠ -عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – إِذَا أَمَرَهُمْ، أَمَرَهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ، قَالُوا: إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ. فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الْغَضَبُ فِى وَجْهِهِ ثُمَّ يَقُولُ: “إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللهِ أَنَا”. 
**********
١- فمعنى قوله تعالى: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} بما قصدتموه، وعزمت عليه قلوبكم، فكَسْبُ القلب عزمه ونيته، فسمي الاعتقاد فعلًا للقلب.

وأخبر تعالى أنه لا يؤاخذ عباده من الأعمال إلا بما اعتقدته

قلوبهم، فثبت أن (العقد)من صفات القلوب خلافًا للكرامية وبعض المرجئة حيث قالوا: إن الإيمان قول باللسان دون عقده بالقلب، وفي الآية دلالة للمذهب الصحيح المختار الذي عليه الجمهور أن أفعال القلوب إِذَا استقرت (يؤاخذ بها)وأما قوله عليه الصلاة والسلام: “إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِى مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ به أَوْ تتكَلَّمْ” فمحمول عَلَى ما إِذَا لم يستقر، وذلك معفو عنه بلا شك؛ لأنه لا يمكن الانفكاك عنه بخلاف الاستقرار، وستأتي المسألة مبسوطة في موضعها إن شاء الله تعالى.
٢- وقولها: (أَمَرَهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ)، أي: يطيقون الدوام عليه. وقال لهم – صلى الله عليه وسلم – ذلك؛ لئلا يتجاوزوا طاقتهم فيعجزوا، وخير العمل ما دام وإن قل .
٣- وقولهم: (لسنا كهيئتك يا رسول الله)، قالوه رغبة في الزيادة في الأعمال؛ لما علموا من دأبه فيها مع كثرة ذنوبهم، وغفران ما تقدم لَهُ وما تأخر، (فعند ذَلِكَ)غضب – صلى الله عليه وسلم – إذ كان أولى منهم بالعمل؛ لعلمه بما عند الله، (وعظيم) خشيته له.(قَالَ)تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ} 
٤- وفي الحديث جمل من الفوائد والقواعد:

ما قررناه من القصد في العبادة وملازمة ما يمكن الدوام عليه والرفق بالأمة، فالدين يسر.
٥- أن الصالح ينبغي لَهُ أن لا يترك (جده) في العمل؛ (اعتمادًا) على صلاحه.
٦- لَهُ الإخبار بحاله إِذَا دعت إليه حاجة وينبغي أن يحرص عَلَى كتمانها؛ خوف زوالها من (إشاعتها).
٧- الغضب عند ردِّ أمر الشرع ونفوذ الحكم في حال غضبه.
٨- بيان ما كانت عليه الصحابة من الرغبة التامة في الطاعة والزيادة في الخيرات.
اختصره ماجد بن محمد العريفي

يوم الاربعاء ٢٧-٧-١٤٣٧هـ

مختصر التوضيح لشرح الجامع الصحيح الحديث ١٩

12 الأحد يونيو 2016

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

 باب مِنَ الدِّينِ الْفِرَارُ مِنَ الْفِتَنِ
١٩ – عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: “يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتَّبعُ بِهَا شَعَفَ الجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ”. 
**********

١- قوله: “يُوشِكُ” هوأي: يسرع ويقرب،
٢- وقوله: “شعف الجبال” وهي رءوس الجبال، وشَعَفُ كل شيء: أعلاه، 
٣- وقوله: (“يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ”) أي: من (فساد ذاتِ البين) 
٤- وخصت الغنم بذلك؛ لما فيها من السكينة والبركة -وقد رعاها الأنبياء والصالحون صلوات الله عليهم وسلامه- مع أنها سهلة الانقياد، خفيفة المؤنة، كثيرة النفع.
٥- إنما ذكر شعف الجبال لفراغها من الناس غالبًا.
٦- فضل العزلة في أيام الفتن؛ لإحراز الدين؛ ولئلا تقع عقوبة فتعم، إلا أن يكون الإنسان ممن لَهُ قدرة عَلَى إزالة الفتنة، فإنه يجب عليه السعي في إزالتها، إما فرض عين، وإما فرض كفاية بحسب (الحال) والإمكان.
٧- وأما في غير أيام الفتنة (فاختلف)العلماء أيها أفضل: العزلة أم الاختلاط؟

فذهب الشافعي والأكثرون إلى تفضيل الخلطة؛ لما فيها من اكتساب الفوائد، وشهود الشعائر، وتكثير سواد المسلمين، وإيصال الخير إليهم ولو بعيادة (المرضى)، وتشييع الجنائز، وإفشاء السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتعاون عَلَى البر والتقوى، وإعانة المحتاج، وحضور (جماعاتهم)، وغير ذَلِكَ مما يقدر عليه كل أحد.

وذهب آخرون إلى تفضيل العزلة؛ لما فيها من السلامة المحققة لمن لا يغلب عَلَى ظنه الوقوع في المعاصي، ومنها الاحتراز من الفتن.
اختصره ماجد بن محمد العريفي

يوم الاربعاء ٢٧-٧-١٤٣٧هـ

مختصر التوضيح لشرح الجامع الصحيح الحديث ١٨

09 الخميس يونيو 2016

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

١٨ – أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ – رضى الله عنه – وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ، وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: “بَايِعُونِى عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَزْنُوا ، وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ، وَلاَ تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلاَ تَعْصُوا فِى مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ به فِى الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللهُ، فَهُوَ إِلَى اللهِ إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ، وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ”. فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ. 

*************

١- وأخرجه البخاري -أعني: هذا الحديث- في خمسة مواضع: هنا والمغازي والأحكام ، وفي وُفود الأنصار.

، وفي الحدود 
٢- ذكر البخاري هذا الحديث هنا؛ لأن الأنصار لهم من السبق إلى الإسلام بهذِه البيعة التي عقدت عَلَى الإسلام مع أن المهاجرين كانوا أسلموا ولم يبايعوا مثلها، فالأنصار هم المبتدئون بالبيعة عَلَى إعلام توحيد الله وشريعته حتَّى يموتوا، فحبهم علامة الإيمان -كما سلف في الحديث السالف- مجازاة لهم عَلَى حبهم من هاجر إليهم، ومواساتهم لهم في أموالهم، كما وصفهم الله تعالى، واتباعًا لحب الله تعالى لهم. قَالَ تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} وكان الأنصار ممن تبعه أولًا، فوجبت لهم محبة الله، ومن أحبه الله وجب عَلَى العباد حبه.
٣- النقباء -واحدهم نقيب- وهو الناظر عَلَى القوم. ونقباء الأنصار هم الذين تقدموا لأخذ البيعة لنصرة النبي – صلى الله عليه وسلم -.
٤- هذِه العقبة هي العقبة التي بمنًى التي تنسب إليها جمرة العقبة. وقد كان بهذِه العقبة بيعتان لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – بايع الأنصار فيهما عَلَى الإسلام، ويقال فيهما: العقبة الأولى والعقبة الثانية. وكانت الأولى أول بيعة عقدت عَلَى الإسلام، وكان المبايعون في الأولى اثني عشر رجلًا من الأنصار كما ذكره النووي- ويأتي (خلافه) – ثمَّ كانت العقبة الثانية في السنة التي تليها، وكانوا في الثانية سبعين رجلًا من الأنصار أيضًا، كما ذكره .

وإيضاح ذَلِكَ أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يعرض نفسه عَلَى القبائل، فلقي رهطًا من الخزرج ستة عند العقبة في الموسم فقال: “ألا تجلسون أكلمكم؟ “. فعرض عليهم الإسلام، وكانت يهود أهل كتاب وعلم، وكانوا (هم) أهل شرك وأوثان، وكانوا قَدْ غزوهم في بلادهم، فكانوا إِذَا كان بينهم شيء قالوا لهم: إن نبيًّا يبعث الآن قَدْ أطل زمانه نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم. فلما كلم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أولئك النفر قَالَ بعضهم لبعض: تعلموا والله إنه لَلنبي الذي توعدكم به يهود، فلا يسبِقنَكم إليه. فأجابوه وصدقوه.

وقالوا: إنا تركنا قومنا وبينهم حروب، فننصرف وندعوهم إلى ما دعوتنا إليه، فعسى الله أن يجمعهم بك، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك. فانصرفوا إلى المدينة، ودعوا إلى الإسلام حتَّى فشا فيهم، ولم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.

والستة هم: أسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث-وهو ابن عفراء-، ورافع بن مالك بن العجلان، وقطبة بن عامر، وعقبة بن نابي، وجابر بن عبد الله بن رئاب، ومنهم من يسقط جابرًا ويجعل بدله عبادة بن الصامت.

فلما كان العام المقبل قدم مكة من الأنصار اثنا عشر رجلًا منهم خمسة من الستة المذكورين فلم يكن فيهم جابر والسبعة الباقون: معاذ بن الحارث -وهو ابن عفراء أخو عوف-، وذكوان بن قيس -قتل يوم أحد- وعبادة بن الصامت، ويزيد بن ثعلبة، والعباس بن عبادة بن فضلة.

ومن الأوس: أبو الهيثم بن التيهان، وعويم بن ساعدة، فبايعهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عند العقبة عَلَى بيعة النساء، ولم يكن أمر بالقتال بعد،
٥- قوله” وحوله عصابة” العصابة: الجماعة.
٦- البهتان: الكذب، لأنه يبهت من شدة فكره، ويبقى مَبْهُوتا منقطعًا. 

وقال الخطابى: معناه هنا قذف المحصنات وهو من الكبائر.
٧- إنما أضيف البهتان إلى الأيدي والأرجل وليس لها صنع في البهت لوجهين:

أحدهما: أن معظم الأفعال تقع بهما، ولهذا أضيفت الأفعال والأكساب إليهما. قَالَ تعالى: {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: ٣٠].

وثانيهما: معناه: لا تبهتوا الناس بالعيب كفاح كما يقال: فعلت هذا بين يدي فلانٍ أي: بحضرته.
٨- قوله: “ولا تعصوا في معروف” هو نحو قوله تعالى: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} أي: في طاعة الله؛ وقيل: في كل بِرٍّ وتقوى.

قَالَ الزجاج: والمعنى: لا يعصينك في جميع ما (تأمرهن) به؛ فإنك لا تأمر بغير المعروف.
٩- قوله: “فمن وفي منكم” أي ثبت عَلَى ما بايع به، 
١٠- قوله: (“ومن أصاب من ذَلِكَ شيئا فعوقب به”) … إلى آخره المراد: غير الشرك.

أما الشرك: فلا يسقط عنه عذابه بعقوبته عليه في الدنيا بالقتل وغيره، ولا يعفي عمَّن مات عليه بلا شك.
١١- في الحديث دلالة لمذهب أهل الحق أن من ارتكب كبيرة ومات ولم يتب فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه. وحاصله أن من مات صغيرًا أو كبيرًا ولا ذنب لَهُ، بأن مات عقب بلوغه أو توبته أو إسلامه قبل إحداث معصية فهو محكوم له بالجنة بفضل الله ورحمته، ولا يدخل النار ولكن يَرِدُها.

كما قَالَ تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} وفي الورود: الخلاف المشهور. وسيأتي إيضاحه في موضعه -إن شاء الله-. وإن مات مُصِرًّا عَلَى كبيرة فهو إلى الله تعالى، إن شاء عفا عنه فدخل الجنة في أول مرة، وإن شاء عاقبه بالنار، ثمَّ أخرجه فأُدخل الجنة، ولا يخلد أحد في النار مات عَلَى التوحيد، 

وأخطأ من كَفَّر بالذنب وهم الخوارج، ومن قَالَ: لا بد من عقاب الفاسق وهم المعتزلة.
١٢- فيه دلالة لمذهب الأكثرين. كما نقله القاضي عياض أن الحدود كفارة لأهلها .
اختصره ماجد بن محمد العريفي

يوم الاحد ٢٤-٧-١٤٣٧هـ

مختصر التوضيح لشرح الجامع الصحيح الحديث ١٧

07 الثلاثاء يونيو 2016

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

مختصر التوضيح لشرح الجامع الصحيح الحديث ١٧
 باب عَلاَمَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ

١٧ – عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: “آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ”. 
**********

١- هذا الحديث أخرجه البخاري (رباعيًّا عاليًا هنا) وفي فضائل الأنصار.
٢- الأنصار لقب إسلامي، سموا بذلك لنصرتهم النبي – صلى الله عليه وسلم – وهم ولد الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة العنقاء -لطول عنقه- بن عمرو مزيقيا -الخارج من اليمن أيام سيل العرم- بن عامر بن ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول، بن مازن، وهو جماع غسان بن الأزد، واسمه ذراء عَلَى وزن فعال بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد كهلان أخي حمير بن يعرب بن يقطن، وهو قحطان وإلى قحطان جماع اليمن، وهو أبو اليمن كلها، ومنهم من ينسبه إلى إسماعيل فيقول: قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نبت بن إسماعيل، هذا قول الكلبي.

وقال حسان بن ثابت الأنصاري:

إمّا سألت فإنا معشر نجبٌ … الأزد نسبتنا والماء غسان
٣- “آية الإيمان” علامته ودلالته و”حب الأنصار” من حيث كانوا أنصار الدين ومُظهريه، وباذلي أنفسهم وأموالهم، وقتالهم الناس كافة دونه علامة ودلالة قاطعة عَلَى الإيمان، فمن عرف حق الأنصار ومبادرتهم ونصرهم ومحبتهم لَهُ – صلى الله عليه وسلم – أحبهم ضرورة بحكم صحة إيمانه، ومن كان منافقًا لم يسره ما جاء منهم فيبغضهم.

وهذا جارٍ في أعيان الصحابة كالخلفاء، وبقية العشرة، والمهاجرين، بل في كل الصحابة إذ (كل واحد منهم له) سابقة وسالفة، وغناء في الدين وأثر حسن فيه.

فحبهم لذلك المعنى محض الإيمان، وبغضهم محض النفاق،
٤- فمن وقع لَهُ بغض في واحد منهم -والعياذ بالله- لشيء من ذَلِكَ فهو عاص تجب عليه التوبة، ومجاهدة نفسه بذكر سوابقهم وفضائلهم، وما لهم (عَلَى كل)من بعدهم من الحقوق؛ إذ لم يصل أحد من بعدهم لشيء من الدين والدنيا إلا بهم، وبسببهم قَالَ تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} الآية ، نبه عَلَى ذَلِكَ القرطبي ففيه: الحث عَلَى حب الأنصار، وبيان فضلهم لما كان منهم من مناصحتهم لله تعالى ولرسوله وللمهاجرين وسائر المسلمين، وإعزازهم للدين، وإيثارهم به على أنفسهم وغير ذَلِكَ.

اختصره ماجد بن محمد العريفي

يوم الاحد ٢٤-٧-١٤٣٧هـ

← Older posts

اشترك

  • Entries (RSS)
  • Comments (RSS)

الأرشيف

  • أغسطس 2022
  • يوليو 2022
  • مايو 2022
  • أبريل 2022
  • فبراير 2022
  • يناير 2022
  • ديسمبر 2021
  • نوفمبر 2021
  • أكتوبر 2021
  • سبتمبر 2021
  • أغسطس 2021
  • يوليو 2021
  • يونيو 2021
  • مايو 2021
  • أبريل 2021
  • يناير 2021
  • ديسمبر 2020
  • نوفمبر 2020
  • أكتوبر 2020
  • نوفمبر 2017
  • أكتوبر 2017
  • سبتمبر 2017
  • أغسطس 2017
  • يوليو 2017
  • يونيو 2017
  • مايو 2017
  • أبريل 2017
  • مارس 2017
  • فبراير 2017
  • ديسمبر 2016
  • سبتمبر 2016
  • أغسطس 2016
  • يوليو 2016
  • يونيو 2016
  • مايو 2016
  • أبريل 2016
  • مارس 2016
  • أكتوبر 2015
  • أغسطس 2015
  • يونيو 2015
  • أبريل 2015
  • مارس 2015
  • فبراير 2015
  • نوفمبر 2014
  • أكتوبر 2014
  • أغسطس 2014
  • يوليو 2014
  • يونيو 2014
  • أبريل 2014
  • مارس 2014
  • فبراير 2014
  • يناير 2014
  • ديسمبر 2013
  • نوفمبر 2013
  • أكتوبر 2013
  • سبتمبر 2013
  • أغسطس 2013

التصنيفات

  • Uncategorized

منوعات

  • تسجيل
  • تسجيل الدخول

المدونة على ووردبريس.كوم.

  • تابع متابع
    • ماجد بن محمد العريفي
    • ألديك حساب ووردبريس.كوم بالفعل؟ تسجيل الدخول الآن.
    • ماجد بن محمد العريفي
    • تخصيص
    • تابع متابع
    • تسجيل
    • تسجيل الدخول
    • إبلاغ عن هذا المحتوى
    • مشاهدة الموقع في وضع "القارئ"
    • إدارة الاشتراكات
    • طي هذا الشريط