اصبت قبل ثلاثة اشهر بألم في الظهر مما اعاقني عن المشي كثيرا ، والمشكلة ان عقلي مرتبط بالمشي ، فكلما مشيت تعمق عقلي في التأمل والتفكر ورسم الخطط ، وكأن المشي هو دينمو العقل .
فإن اكثرت في المشي ازدد العقل تأملا وافكارا وخططا مع توثيق الانامل لهذا كله بصحف من الكلمات.
لذلك ان رأيتني يوما امشيي ببطئ ، فعلم ان عقلي هائم في مرحلة التأمل في المسائل او المشاكل وهذه المرحلة – عافاني الله واياكم – ليس لها مدة، – قد تتعدى اكثر من يوم ومع ذلك قد لا اجد لها حل ، فأدعها حتى يحلها الله عز وجل لي مع الايام او يهونها علي ،
او يدلني على دليل قطعي في المسئلة اثناء القراءة العامة او الاستماع الى دروس العلماء في اليوتيوب ،
او يأتي قرار يحل المشكلة ، كقرار – عقود الايجار-
او يكتشف عقلي انه كبر المشكلة وهي صغيرة لا تحتاج التفكر بها ،
وقد تأتي مشكلة اكبر منها فتهونها علي – .
وحين تراني مسرعا في المشي فاعلم اني بدأت برسم الخطط لدراسة المسئلة والرد على الاقوال الاخرى او اني عرفت المخارج لحلول المشكلة ،
وعندما تشاهدني اسرع اكثر فاعلم اني اعيش خيال النجاح.
وان رأيت من بعيد رجلا يدور في نطاق صغير ، فلا تظن اني مريض نفسي ، فعقلي الان يصدر اوامره لأناملي حتى توثق كل هذه الافكار.
كل هذا توقف بعد اصابة الظهر ،
لا اخفيكم ، قد حاولت استرجاع الافكار ، فنجحت في المسائل الدينية فقط لأنها كانت مقيدة في الجوال ، لذلك بدأت بترتيبها حتى اخرجت < كتاب الحجة من احاديث الصحبة > و< مختصره > و<الزبدة منه > بحذف الاحاديث المكرره ، وجعلتها بنسخ الـ pdf
ولكن للاسف لم انجح بسترجاع الافكار الاجتماعية التي كنت اجد لها خططا، لأن نفسي الكسولة لعبت على عقلي فكانت تؤجل كتابتها الى ما بعد التقاعد، بحجة ، ما الحاجة من كتابتها وانت لن تستطيع ان تنفذها او تتكلم عنها الا بعد التقاعد .
ندم عقلي كثيرا على مطاوعة نفسي، وتمنى انه لم يطاوعها بل قرر ان لا يستمع اليها ابدا.
اعلم انكم ستقولون كيف اقتنع بحجتها وحجتها ضعيفه ، عندها سأقول لكم اعلم ان حجتها ضعيفة ولا تمشي هذه الحجة على “عقلي” ، لكن، طبيعة “الذكر ” العطف على “الانثى ” لضعفها ، فيقبل منها اي حجة رحمة بها.
– فاعذروه عذركم الله –
حاول عقلي ان يسترجع الافكار الاجتماعية فتذكر فكرة السفر بسفن من جيزان الى جدة الى رابغ الى حقل، مع امكانية اخذ السيارة في السفينة كرحلات جيزان الى فرسان ، لكنه توقف عن كتابتها فالدولة حفظها الله بدأت في ذلك.
وتذكر فكرة كبار السن المتقاعدين الذين اصبحوا غرباء في هذا الزمن المتطور لدرجة انهم يفرحون كالاطفال اذا وجدوا اي رجل من زمنهم ليستأنسوا ببعضهم وكأنهم اصدقاء من اربعين سنة، وكانت الفكرة انشاء ديوانيات في كل حي ، حتى يجتمعوا فيها ، ويكون في كل ديوانية عامل يخدمهم وايضا يمر عليهم الممرض في كل يوم ساعة – فحالي ان حييت بعد التقاعد كحالهم –
ولكن عندما بدأت اكتب الافكار توقفت لأن نظام احيائنا ومنازلنا الكبيرة ، عقبه في انجاح الفكرة ، قد تنجح في مكة او جدة لكن اكيد لن تنجح في اغلب المدن ، فكبار السن لا يحتاجون قصر خالي ، بل يحتاجون الى من يؤانسهم من جيلهم وان سكنوا شقة صغيرة.
توقفت عن الكتابة في ذلك وعندي امل ان رؤية ٢٠٣٠ ستحل المشكلة ، فنحن تحت ظل قيادة تفكر في عز شعبها ،
واني اسجل اعجابي هنا في روح ولي العهد حفظه الله ، هذه الروح المتوقدة في رفع شأن شعبة ، فهو الفارس المحنك الذي يفتخر به الشعب ويتردد اسمه في كل مكان بأعماله الخيرة مع الشعب والاصدقاء وافعاله مع الاعداء ، وهو الطموح الحكيم وهو الداهية الجسور ، يخافه الاعداء ويهابه الحكماء ويحبه الشعب .
من يتابع المجتمع الدولي يشاهد له كل يوم قصة نجاح، وافضل المشاهد عندي شخصيا عندما يجتمع قردوغان واخوانه مع المجوس والخونة ليحيكوا موأمرة خبيثة ضده فيجندلهم بإشارة منه فتهوي صادراتهم في عام واحد فقط بمقدار 98% و تبلغ 3.76 مليون دولار.
مما جعلهم من هول الصدمة يأكلون (الصبار) بشوكه فلا رأوا الشوك الذي يقض مضجعهم ولا سدوا جوعهم .
ولات حين مندم .
فكان ولي العهد حفظه الله قدوة لشباب شعبه ، في الاحساس بالمسؤلية والعمل باخلاص وجدية ، وهذا الاحساس رأيته في الدكتور (جساس العتيبي )والاخصائي (احمد القرني )عندما اعتنوا بعلاجي ، حتى استطعت المشي من دون الالم . فعد الى طبيعتي.
وبدأت الافكار تعود وبدا العقل يسجل فكرة تلو فكرة ، وبدأت النفس تتعذر ولكن العقل لم يرضخ لها هذه المرة
فكانت اول فكرة بعد العلاج هي فكرة تشجيع الناس لحفظ القران
تذكر عقلي فكرة للتشجيع الناس على حفظ القران كبيرهم وصغيرهم ، من دون ضياع المال العام او اموال اوقاف القران على المدرسين من دون نتيجة تذكر .
فالمدرس ياسادة كما شاهدته الان ، هو كـ(العريف ) في الحصة الدراسية ، لا يهمه هل حفظ الطلاب ام لا ، المهم عنده ان يبقى الطلاب حتى يشاهدهم المصلين والراتب اخر الشهر .
لكم ان تتخيلوا نصف ساعة (فعلية) كل اربعة ايام في الاسبوع براتب ١٥٠٠ ريال في الشهر ولا يشترط فيه ان تكون حافظا ، فالمهم انك متفرغ فقط ، اي ان النصف ساعة ٩٣ ريال ، وحتى تدركوا ما اقول ساضرب لكم مثال واقعي ، كنت ادرس بمعهد لتعليم اللغة الانجليزية بكامبردج ، فسألت المدرسين والمدرسات كم تأخذون على التدريس ، فكانوا يقولون ٢٠ باوند في الساعة والتي تقف في الاستقبال (كيتي) كانت تأخذ في الساعة ١٥ باوند والهندية الاخرى تاخذ ١٠باوند .
واما عريفنا فيأخذ في النصف ساعة ١٨ باوند ، وهو جالس .
فيصيبه الملل ،
عندها يبدأ بتكوين العلقات مع وجهاء الحارة حتى يستفيد منهم بتبرع مجزي او يشتغل سائق لهم، او مدرس خصوصي لاطفالهم ، اما مخرجات حلقة تحفيط القران التي اعطي الراتب من اجلها فهي صفر.
فهذه الوظيفة هي وظيفة من لا صنعة له ،كما رأيتم اخذ اجر من دون ان يحاسب على المخرجات.
ولأن اكثر من يشتغل هذه الشغلة من غير السعودين ، تذهب هذه الاموال الى خارج المملكة ، والذي يدرس الاقتصاد سيرعبه هول الخسارة التي يخسرها الوطن .
هذا كله من الناحية الاقتصادية اما من الناحية الشرعية فقد حذر الرسول ﷺ من اخذ الاجر على تعليم القران .
وبعد ان فندت ملاحظاتي
سأذكر لكم ماتوصلت اليه من الحلول
الحل هو تشجيع الطالب على حفظ القران بوضع الاجر للطالب وليس للمدرس.
اي الغاء مدرسي الحلقات الا مدرسي الحرمين فقط .
فلو قلنا كل من يحفظ ثلاث اجزاء له ١٠٠٠ريال
واذا حفظ ستة فله ٢٠٠٠، واذا حفظ تسعة فله ٣٠٠٠، واذا حفظ ١٢ جزء فله ٥٠٠٠، واذا حفظ ١٥ فله ٦٠٠٠، واذا حفظ ١٨فله ٧٠٠٠، واذا حفظ ٢١ فله ٩٠٠٠، واذا حفظ ٢٤ فله ١٠٠٠٠ ، واذا حفظ ٢٧ فله ١١٠٠٠، واذا حفظ ٣٠ جزء فله ١٥٠٠٠ ، فيصبح مجموع ما اخذ ٦٩٠٠٠ريال للمواطن الحافظ .
واما المقيم الحافظ فله النصف اي ٣٥٠٠٠ريال تقريبا.
هذه المبالغ ستشجع العائلة الى دفع الطالب او الطالبة الصغير والكبير لحفظ القران حتى يستفيدوا من المبالغ .
ثم ينبغي ان تكون اختبارات المراحل كل ثلاث شهور ، وهي ١١ مرحلة اي لا يختم الطالب الا بعد ثلاث سنوات.
وهذه المدة تفيد الطالب بكثرة المراجعة فهو مطالب في كل اختبار بمراجعة ماحفظه سابقا الى ماوصل اليه ، وايضا هو فائدة اقتصادية بتخفيف الصرف على مراحل طويلة .
اما ان سألت كيف يحفظ الطالب من دون مدرس ، اقول لك الحاجة ستجعلهم يخترعون طريقة ليحفظوا القران، سيتقاطون على مدرس وسيحاسبونه محاسبة دقيقة .
فلا تحمل هم ذلك.
وحتى تدرك الهدر المالي لبيت مال المسلمين والاوقاف ، دون مخرجات جيدة.
لك ان تتصور ان عدد حلقات القران لعام ١٤٣٨-١٤٣٩ في المملكة 19814 حلقة قران كما نشرته جريدة الوطن في يوم الجمعة ١٠-٥-٢٠١٩،
ولو فرضنا ان راتب المدرس لكل حلقة ١٥٠٠ في الشهر وانهم يأخذون فقط ٨ شهور اي ١٢٠٠٠ في السنة لاصبح المبلغ السنوي لكل مدرسي حلقات القران في السنة ٢٣٧٬٧٦٨٬٠٠٠ مائتين وسبعة وثلاثين مليون ريال كل سنة،
ولو تفائلنا وقلنا كل ١٠ حلقات يتخرج منها خاتم واحد سيكون معدل الحفاظ ١٩٨٢ طالب تقريبا ، مع اني اعرف العشرات من الحلقات لها ١٨ سنة لم تخرج طالب واحد خاتما للقران- واذا علمت ان المعدل الطبيعي عند الحلقات هو ثلاث سنوات ليختم الطالب القران حفظا-
ستكون الحسبة كالتالي ٢٣٧,٧٦٨,٠٠٠ في ثلاث سنوات يساوي = ٧١٣٬٣٠٤٬٠٠٠ سبع مائة مليوووووون وربع ، لنخرج ١٩٨٢ طالب كل ثلاث سنين!!!
لكن لو تركنا المدرسين واعطينا الطلاب لكل واحد يحفظ القران ٧٠٠٠٠ سبعين الف ضرب ١٩٨٢ تساوي= ١٣٨٬٧٤٠٬٠٠٠ كل ثلاث سنوات ، اي في السنة الواحدة ٤٦٬٢٤٦٬٦٦٧ ستة واربعين مليون ريال تقريبا .
ارأيتم الفرق!!! اي اننا وفرنا ميتين مليون ريال تقريبا.
اذا تصورت هذا حتما ستدرك ان مدرسي الحلقات يأكلون الاموال الطائلة من بيت المال والاوقاف، دون فائدة تذكر ، بل نستطيع ان ننتج الفائدة بميزانية اقل بالاضعاف من ميزاتية المدرسين.
طبعا مع الاخذ بالاعتبار ، الحفظة من السعوديين الذين ستوظفهم الجمعية في كل منطقة ليختبروا الحفاظ ، واتوقع ١٠٠ موظف في جميع مناطق المملكة يكفون لاختبار الحفاظ.
ومع الاخذ بالاعتبار ان الحفاظ المقيمين لهم النصف فقط اي ان ميزانية التكلفة ستقل .
ومع الاخذ بالاعتبار ان الاموال التي لم تصرف في السنة الاولى والثانية تستطيع ان تستثمرها ببناء اوقاف اخرى.
ثم ان كل هذه الاموال ستصرف لاهل هذه البلاد المباركة وفيها .
ثم ان هذه الطريقة ستخلق حل لمن اوقفت خدماته او سجن فيحفظ القران او يحفظ ابناءه ليخرجوه من الضائقة.
عرضت هذه الفكرة كعادتي على الناس حتى اتدارك الاخطاء قبل نشرها- فالانسان بعض الاحيان يعيش حيال الحلم فيأتيه شخص يذكر له ملاحظة من البديهيات تقضي على الحلم وتجعله مستحيل وتتعجب من نفسك لما لم تنتبه لهذا الامر وهو من البدهيات –
عرضته على مجموعة فقيرة ففرحوا بها كثيرا وتحمسوا لحفظ القران قبل ابنائهم.
وعرضتها على طبقة ميسورة فأيدوا الفكرة.
وعرضتها على مجموعة متدينة فانزعجوا وقالوا لا تقيس على ماشاهدته ، فهناك جمعية في جدة تخرج الف حافظ سنويا .
وارسل لي احدهم رابط المقابلة في الصحيفة
فكانت المعلومات كالتالي
٥٦ الف طالب ، ويتخرج منهم الف طالب سنويا . – وكشخص عمل مع التحفيظ والجمعيات الخيرية قبل ٢٠سنة اعلم ان هذا مبالغ فيه – ولكن سنحسن الظن ونصدقهم.
ونبدأ بحسابة التكاليف ونقول :
بما انهم لم يذكروا عدد المدرسين فسنظطر لتقديرهم ، فالمعدل الطبيعي الذي يحتاجه الطالب ١٠دقائق للحفظ والمراجعة أقل شي ، – هذا اذا اردت ان تخرج حافظ كل ثلاث سنوات ، فمن يتقدم في حفظ الاجزاء لابد له ان يراجع في اليوم جزء على الاقل ، والجزء كما تعلمون لا تكفيه عشر دقائق –
اذا كل ستة طلاب ساعة ،
ولأنهم يذكرون ان هذه الجمعية شديدة في الصرف ، سنقول انها تعطي المدرس على كل ساعة ٩٠٠ ريال فقط،
فاذا كانت الحلقة ١٢ طالب تحتاج الى ساعتين ، ولان الجمعية شديدة فلن تعطي المدرس ١٨٠٠ ريال بل ستعطيه ١٥٠٠ ريال
واذا وزعنا ١٢ طالب في كل حلقة اصبح عندهم ٤٦٦٦ حلقة اذا كل حلقة تحتاج ١٥٠٠ ريال شهريا اي ٦٬٩٩٩٬٠٠٠ سبعة مليون تقريبا في ١٢ شهر . اي سيصرفون في السنة الواحدة ٨٣٬٩٨٨٬٠٠٠ اربعة وثمانون ريال فقط . وفي ثلاث سنوات حتى يخرجوا لنا الف حافظ يحتاجون الى ٢٥١٬٩٦٤٬٠٠٠ ربع مليار ،هذا غير المشرفين والموجهين.
ولو طبقنا هذه الفكرة سيصرف على ١٠٠٠ حافظ في الثلاث سنوات ٧٠,٠٠٠,٠٠٠ سبعين مليون ريال تقريبا ، اي بمعدل ٢٣,٠٠٠,٠٠٠ ثلاثة وعشرون مليون تقريبا .
اي سيوفرون في السنة سبعين مليون ، يستثمرونها في وقف اخر .
توقعت انهم اقتنعوا بعدما حسبناها وهذا الطبيعي ، ولكن احدهم قال لي ، بهذه الفكرة ستلغي حلقات القران في المساجد.
فقلت له حلقات القران في باكستان واندنوسيا ومصر لم تقفل واستمر الناس يحفظون بل حفاظهم اكثر منا ومع ذلك ليس عندهم واحد بالمية من مزانية الجمعيات.
الغريب احد الموظفين الفضلاء من باكستان اتاني يبشرني بأن ابنيه حفظ القران ، مع انهما لم يسجلا في الحلقات .
اعود واقول هذه الفكرة ياسادة ستخلق روح التعاون لجو العائلة وستخلق للشخص روح تحقيق الاهداف منذ الصغر .
هذه الطريقة سيشارك فيها الطفل والمراهق والشباب ومن بلغ سن الرشد ومن كبر في السن .
هذه الطريقة ستجعل في كل بيت حافظ او حافظه.
هذه الطريقة ستجعل الكل ينشغلون بالقران .
واذا انشغل الناس بالقران صفيت القلوب .
هذه فكرتي تحتمل الصواب وقد تحتمل الخطأ ، فإن اعجبتكم فادعوا لي بالتوفيق وان لم تعجبكم فادعوا لي بالهداية وان وجدتم مآخذ عليها فبينوا عورها ولا ترحموها .
والسلام