ماجد بن محمد العريفي

~ اقول بما قاله الله عز وجل في كتابه، وبما قاله رسوله بسند حجة

ماجد بن محمد العريفي

Monthly Archives: أفريل 2022

اعوذ بالله 3

16 السبت أفريل 2022

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

الوسوم

لغة, الاستعاذة،, التفسير, الرجيم, الشيطان, استعاذ, اعوذ, حرف الباء

نعود ايها الكرام الى تأويل قول القائل “اعوذ بالله من الشيطان الرجيم “

قال ابو كندا : ان القران هو كلام الله عز وجل انزله على رسوله ﷺ ليكلمنا به ، وانزله على الرسول ﷺ بلسان عربي مبين ، وقوله بلسان اشارة الى ان القران نزل بطريقة كلام العرب وسننهم وسلومهم في الحديث حتى يكون مبين ، وقوله مبين يعني ان لكل حرف معنى واضح وليس له خمسة وعشرون معنى او مائة وثلاثون معنى .
فلا يعقل ان يكون مبين ولحرف واحد عدة معاني .
لذلك اتفق العلماء المتقدمون ان اعجاز القران في نظمه ،
ولهذا اي كلمتين مختلفتي الحروف لا يمكن ان يكون لهما نفس المعنى البته ، بل لابد ان احدهما مختلف عن الاخر بزيادة معنى او نقصه .

قال ابو كندا لذلك قررت في هذا التفسير ان اجعل معنى واحد لكل كلمة ولكل حرف ، وايضا لا ابدل حرفا بالقران بحرف اخر حتى اقرب المعنى ، بل سأقرب المعنى بالحرف الاصلي وابين لماذا اختار الله عز وجل هذا الحرف وما دلالاته في الجملة، حتى أبين المعنى كما اراد الله عز وجل. والله اعلم

وعلى هذا اقول أن حرف ( الباء ) هو من حروف الجر ويدل على معنى واحد حقيقي يفهم منه الدلالة على الاصل والاهمية.
فهو حرف يشير الى معنى الاصل في الجملة .
فلو قلت ( مَسَحْتُ بِيَدَيَّ الْمِنْدِيلَ ) لفهم انك مسحت المنديل بيدك – فالباء دللت على ان اليد الماسح والممسوح المنديل – لأن الباء سبقت اليد .
واذا قلت ( مَسَحْتُ يَدَيَّ بِالْمِنْدِيلِ ) لفهم انك مسحت يدك بالمنديل – فالباء دللت على ان المنديل الماسح واليد الممسوح – لأن الباء سبقت المنديل
فـ ( الباء ) تشير الى ان هذا الامر المقصود اصل في المعنى ويبنى عليه الفهم .

واليك مثالا اخر من القران ، اقرأ قول الله عز وجل { وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا }
فقال الله عز وجل هنا { بِقِنْطَارٍ } و{ بدينار } ولم يقل ( على قنطار ) أو ( على دينار )، مع ان اكثر اهل اللغة والمفسرون يرون ان معنى ( الباء ) هنا هو الاستعلاء اي ( على ).
اما العربي اذا سمع قول الله عز وجل { وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ } سيعلم ان من اهل الكتاب اناس اصلهم ومبدأهم الامانة ، وسيفهم انك لو وضعت عند احدهم امانه أكثر من قنطار سيبقى على اصله ومبادئه في الامانة فلن تحصل الخيانة منه .
اما ان قلت له : ( أن من أهل الكتاب من إن تأمنه ( على ) قنطار يؤده إليك ) سيعلم العربي ان هذا الرجل امين ان امنته على قنطار وسيفهم انه قد يخون ان زدت على القنطار .
وكذلك العربي اذا سمع قول الله عز وجل { وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا } سيعلم ان من اهل الكتاب أناس اصلهم ومبدأهم الخيانة فلو امنت احدهم على اقل من الدينار كالدرهم سيصعب اخراجه منه ولا يؤديه اليه الا بعد شدة .
كل هذا سيفهم العربي ولا تحتاج الى ان تشرحه له ، فقط ان سمع منك (الباء) سيفهم ما تشير اليه ، دون ان تطيل في الشرح ، وان سمع (على ) سيفهم ما تقصده وسيتصرف بناء على ذلك .
أرأيت اهمية حرف الجر هذا وكيف اختصر عدة اسطر في حرف واحد.

فـ ( الباء ) تشير الى ان هذا الامر المقصود اصل في المعنى ويبنى عليه الفهم .
وكذلك لو سمع العربي قول الله عز وجل { وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ } لعلم العربي ان الاصل في الرأس هو المسح عند الوضوء ويفهم انه لو وجد شيء لاصق في الشعر لا يلزمه ان يزيله وانه لو زرع شعر فلا يلزمه ان يوصل الماء لعروق الشعر انما يكفي فقط المسح ، لذلك لبد الرسول ﷺ رأسه عندما احرم واهل للحج في ميقات المدينة اي قبل ذي الحجة بعدة أيام ولم يحلق شعره الا يوم العاشر من ذي الحجة ، فعَنْ حفصة أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ : مَا شَأْنُ النَّاسِ حَلُّوا، وَلَمْ تَحْلِلْ أَنْتَ مِنْ عُمْرَتِكَ ؟ فَقَالَ : ” إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ “.
قال القنازعي : وَصِفَةُ التَّلْبيدِ: هُوَ أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ الصَّمْغَ فَيَحِلُّهُ في المَاءِ ثُمَّ يَحْمِلُهُ عَلَى شَعْرِ رَأْسِهِ، فَيَشْتَدُّ ذَلِكَ الصَّمْغُ عَلَى الشَعْرِ، ويَصِيرُ كالسَّطْحِ يَمْنَعُ الغُبَارَ أَنْ يَصِلَ إلى جِلْدَةِ الرَّأْسِ.أ،هـ
قال ابن بطال والتلبيد أن يجعل الصمغ فى الغسول، ثم يلطخ به رأسه عند الإحرام، ليمنعه ذلك من الشعث .أ،هـ
قال ابو كندا ومع ذلك التلبيد مسح الرسول ﷺ رأسه عند الوضوء وصلى ولم يُزل التلبيد إلا بعد عدة ايام .
لذلك قال الله عز وجل { وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ } بـ(الباء) ولم يقل امسحوا رؤوسكم .
واما قول بعضهم ان ( الباء ) هنا للتبعيض مثل حرف ( من) فهذا خطأ والدليل انه لم يرد عن الرسول ﷺ انه مسح بعض رأسه في الوضوء ولو مرة واحدة .
واما من قال ان معناها الاصلي هو الالصاق فحديث التلبيد يبين انه اخطأ ، فالرسول ﷺ مسح على التلبيد والصمغ يعزل الماء عن الرأس فيمنعه من الملاصقة .
والغريب في الامر ان الشافعي يرى الباء هنا للتبعيض فيكفي مسح بعض الرأس ، بينما يوجب اتمام الوجه كامل في التيمم مع ان الله عز وجل قال { فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ }

اذن، ( الباء ) تدل على ان هذا الامر المقصود اصل في المعنى ويبنى عليه الفهم .
وعلى هذا المعنى يفهم العربي اذا سمع من يقول اعوذ بالله ، ان هذا القائل ينسب اصل الاستعاذه بالله .
وسيعلم ان هذا القائل يلجئ الى الله طالبا الامان بدفع الضرر . – قد لا يتضح قولي في حرف الجر( الباء )في الاستعاذة ، لأن الاستعاذة لا يطلبها العربي الا من الله ، وسيتضح قولي في البسملة ان شاء الله –

قال ابو كندا ويبقى سؤال لا اعرف اجابته وهو لماذا امرنا الله عند قراءة القران ان نستعيذ بالالوهية – فقال {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } وفي سورة الفلق بالربوبية – { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } – وفي حديث الاستعاذة عند النزول بصفات الله – اعوذ بكلمات الله -.
اللذي اعرفه ان هناك مفهوم ادركه العرب في ذلك الوقت ولم ندركه نحن الان ، واعلم ايضا انه سيأتي احدا سيدركه لكثرة قراءته في معاني القران ومعاني الاحاديث وسنن كلام العرب في ذاك الزمان .لذلك سأشارككم نتاج تأملي في هذه المسألة فقد تكون خطأ وقد تكون صوابا ،
أقول والله اعلم ، أن الاستعاذة في الالوهية في قوله { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } لأن الشيطان شغله الشاغل ان يخرجك من عبادة الله إما لعبادة البشر او الكفر بالله فناسب الاستعاذة بالالوهية .
وأما الاستعاذة بالربوبية في سورة الفلق والناس هي الاستعاذة من الضرر في الدنيا ، فناسب الاستعاذة بالربوبية لان الرب هو الرازق المصلح الشافي.

اعوذ2

12 الثلاثاء أفريل 2022

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

الوسوم

التفسير, الرجيم, الشيطان, استعاذ, اعوذ

قال ابو كندا : وما يشكل على القائل ان الاستعاذة هي الاستجارة ، ان لغة القران هي لغة السماء ، واعجازه في نظمه ، لهذا اي كلمتين مختلفتي الحروف لا يمكن ان يكون لهما نفس المعنى البته ، بل لابد ان احدهما مختلف عن الاخر بزيادة معنى او نقصه .
فقولهم ان الاستعاذة هي الاستجارة ،يقصدون بذلك ، ان اقرب معنى للاستعاذة هو الاستجارة ، لأنهما متفقتان بالمعنى العام مختلفتان في الدلالات .

فالاستعاذة هي نوع خاص من انواع الاستجارة لها ما للاستجارة وعليها ماعلى الاستجارة، الا ان الاستجارة معناها اعم فالاستجارة مستمدة من الجار ، لأن من يطلب الاستجارة عند العرب فهو يطلب الحماية كما تحمي العرب جارها ، وهو اللجوء لطلب الامان والضمان وعدم التعرض كحفض الجار، وليس فيها دفع الضرر إن اصابك .
اما الاستعاذة فمعناها اخص ، وهو اللجوء لطلب الامان بدفع الضرر إن اصابك المكروه.
ولو تأملت مارواه مسلم بسنده الى الرسول ﷺ انه قال” مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا، ثُمَّ قَالَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ “.
ومارواه مالك بسنده عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ قَالَ : مَا نِمْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ” مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ؟ ” فَقَالَ : لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ” أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّكَ “.
لوجدت ان الرسول ﷺ قال لم تضرك ولم يقل لم تصيبك ، فالاستعاذة لا تعني حمايتك حتى لايصيبك شي ، بل قد يصيبك لكنه لا يضرك ، اما الاستجارة فلا تعني دفع الضرر ، فإن اصابك لا يدفعون الضرر عنك ولكنهم يضمنون ارجاع حقك لك .
قال ابن عطية : الاستجارة، والتحيز إلى الشيء على معنى الامتناع به من المكروه . أ،هـ
قال ابن كثير : وَالْعِيَاذَةُ تَكُونُ لِدَفْعِ الشَّرِّ . أ،هـ

وحتى نتصور المسئلة دعني اضرب لك مثال لعل وعسى تتضح المسئلة اكثر

لو قام رجل بالاستجارة من امير المدينة للتجارة وبعد ان دخل المدينه هو وابنه ، وبعدما اقاما في المدينة ، اصيب ابنه بطلقة من بندقية احد الاشخاص بالخطأ فشلت اطرافه ،

  • لا تقل هذه ليست استجارة لأن الابن اصيب –
    فالاستجارة ليست حراسة، انما هي ضمان إن اعتدى عليك احد ، أن يؤخذ حقك منه ويرد عليك لأنهم ضمنوا ذلك لك،
    فالاستجارة مبنية على مكانة الشخص بين قومة وقوته، فإن كان الناس يحترمونه لمكانته بينهم او يخافونه وعلموا انك في جواره لم يتعرضوا لك –
    نعود الى المثال ، فلو اصيب ابنه بالخطأ وشلت اطرافه، فيجب على المستجير به ان يأتي بمن اصاب ولده ويحاكمه ويأخذ حقهما منه حتى يرضيا ، ولكنه ليس بمطالب ان يشفي الابن من شلله قد يحاول لكن ان لم يستطع لا يقدح في اجارته ، ويعد عند العرب انه اوفى بإستجارته .
    اما ان استعاذ بالبشر كالملك او الامير فلابد ان يرجعه الى حالته السليمة ويشفيه من الشلل، وهذا لا يستطيع عليه البشر، لذلك لا تستعيذ العرب بالبشر، وانما تستعيذ بآلهاتها التي تظن انها تدفع الضرر كالجن والاصنام والطواغيت .
    اما اذا نزل منزل فقال ” أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ” عملا بقول الرسول ﷺ “مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا، ثُمَّ قَالَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ “. مسلم
    فإنه اذا اصاب ابنه طلقة من بندقية احد الاشخاص بالخطأ فلن تشله ، لأنه استعاذ بالله عز وجل ، وستجد ان الاطباء يقولون سبحان الله كان بينه وبين الشلل ( واحد ملّي )

قال ابو كندا ومن الامور المتشابهه بين الاستجارة والاستعاذة ، انهما تشابها في طلب الامان وكيفية الالتجاء

فالاستعاذة كالاستجارة لها حدود زمانية ومكانية
والاستجارة كالاستعاذة في الاركان وهي الطلب والقبول
فلابد ان تطلب الاستجارة ويقبلها المستجير وكذلك الاستعاذة لابد ان تطلب الاستعاذة ويقبلها الله عز وجل .

هنا سيأتي سؤال في الذهن كيف اعلم ان الله قبلها؟

الجواب:
ارسل الله عز وجل لنا رسولا من البشر ليبلغنا عنه ماهي الاستعاذة التي سيقبلها ، والاستعاذة التي اذا شاء قبلها واذا شاء لم يقبلها .

هنا تتجلى رحمة الله عز وجل ان ارسل لنا رسول يخبرنا بما يحب الله عز وجل وما لا يحب.
فالله عز وجل ملك الملوك ذو العظمة والجبروت وهو الإله العظيم ، اذا قضا عليك امرا فلابد ان يصيبك مهما دعوت ومهما فعلت ، سيصيبك سيصيبك ، ورحمة الله تتجلى في القدر ، فإن قبل استعاذتك فسيدفع الضرر، وان لم تستعذ فدعائك سيخفف القدر .

إذن ، فأي استعاذة اخبر بها النبي ﷺ وصح عنه ذلك، فهي رسالة من الرحمن الرحيم انه سيقبلها ان دعوته كما اخبرك الرسول ﷺ .

قال ابو كندا : ولقد تأملت في الفرق بين الاستعاذة والاستجارة في القران والسنة فوجدت ثلاثة امور ،

الاول ؛ ان الاستعاذة تطلب من الله عز وجل ، فالعرب تستجير بالبشر وتستعيذ بللآلهة
{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا }
قال ابن تيمية ” الاستعاذة لا تكون إلا بالله في مثل قول النبي ﷺ ( أعوذ بوجهك ) و ( أعوذ بكلمات الله التامات ) و ( أعوذ برضاك من سخطك ) ونحو ذلك وهذا أمر متقرر عند العلماء ” ا.هـ الفتاوى 35/273

الثاني : أن الاستعاذة يلزمك ذكر ما تستعيذ منه، كما قال الله عز وجل { وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ }
{قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ }
{ وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ}
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2)}

وعَنْ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ : ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ “. احمد < قال ابو كندا الحديث حجة >
تأمل كل هذه الادلة ستجد الاستعاذة من شيء معين لابد ان يذكره المستعيذ
اما الاستجارة فتكون عامة وليست مخصصه بشيء
{ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ (6) }
{قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88)

الثالث ان الاستعاذة: طلب الامان بدفع الضرر – أي تمضى في الامر لا خوف عليك وان اتاك شيء لايضرك-
اما الاستجارة :فهي طلب الامان بالحماية وبالضمان – اي امضي في الامر لا خوف عليك وان اتاك شيء وضرك سنضمن لك اننا سنأخذ لك حقك
لذلك الاستعاذة لا تطلب الا من الله
اما الاستجارة فتطلب من البشر

الرابع : ان الاستعاذة يحدد زمانها ومكانها (المعيذ) وهو الله عز وجل، اما الاستجارة فالذي يحدد الزمان والمكان هو المستجير -طالب الاستجارة-
فالاستعاذة يحدد الله عز وجل وقتها او ممانها عن طريق رسوله ﷺ

كقوله ﷺ ” مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا، ثُمَّ قَالَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ “.

الخامس : الاستعاذة لها صيغة خاصة لابد ان تقال حتى تضمن ان الله عز وجل يقبلها .
كقوله ﷺ ” أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّكَ “.

ولو تأملت ما اخبر الرسول ﷺ لابي بكر الصديق رضي الله عنه ، عندما سأله فقال له يارسول الله أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ. قَالَ : ” قُلِ :
اللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ “. احمد < قال ابو كندا الحديث حجة >

لوجدت ان هذا الحديث متوفرة فيه كل شروط الاستعاذة فإذا قلتها سيقبلها الله عز وجل منك حتما
فهذه الرسالة ، حدد فيها صيغة الاستعاذة وحاجتك من الاستعاذة ومتى تقال .

فإن غيرت الصيغة او الوقت او المكان ، فلله عز وجل الحق في قبولها او رفضها . فسبحانه وتعالى رب العرش العظيم لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ .

وبعد هذا كله وبعد البحث في معنى ( اعوذ ) ،استطيع ان اقول ان معنى اعوذ اي التجئ الى الله لطلب الامان بدفع الضرر.

اعوذ1

04 الإثنين أفريل 2022

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

الوسوم

الاستعاذة،

القول في تأويل الاستعاذة
تأويل قوله: {أَعُوذُ} .
قال أبو جعفر: والاستعاذة: الاستجارة. وتأويل قول القائل: ” أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ” أستجيرُ بالله – دون غيره من سائر خلقه – من الشيطان أن يضرَّني في ديني، أو يصدَّني عن حق يلزَمُني لرَبي.

قال ابو كندا : قال الطبري ” وتأويل قول القائل {أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} ” ولم يقل تأويل قول الله عز وجل ، لأن هذه الجملة ليست من القران .
فالله عز وجل امرنا بالاستعاذة عند قراءة القران فقال { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } ونحن ننفذ امره فنستعيذ بالله عند قراءة القران فنقول : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .

قال ابو كندا: بعد الاطلاع على كتب التفسير وكتب اللغة لم اجد تعريف دقيق للاستعاذة لذلك اصتنعت له تعريفا فإن كان حق فهو من الله وان كان خطأ فمن نفسي والشيطان .
فأقول ان الاستعاذة هي اللجوء لطلب الامان بدفع الضرر.

اما المفسرون فقد اختلفوا في معنى الاستعاذة على عدة معاني وهي:
الاول الاستجارة اي ( طلب الأمان والضمان )
والثاني الالتجاء
والثالث الاعتصام أي ( والامساك والالتصاق) ونتيجته (المنع)
والرابع اللواذ أي ( التخفي والتستر)
والخامس الالتجاء والاستجارة والاعتصام

قال ابو كندا فأما من قال ان معنى الاستعاذه هو الالتجاء ، فأرى ان هذا وصف عام للاستعاذة وليس معنى للإستعاذة فقط ، فالالتجاء يدخل فيه الاستعانة والاستجارة والاستعاذة والاعتصام واللواذ والفرار اليه والإواء والحصن .
اما من قال الاعتصام ، فأرى انه قد أخطأ لأن الاعتصام من دلالاته
الامساك والشيطان لا يمسك عنك، بل يستمر في الوسوسة وانت تقرأ .

واما اللواذ فلا يصلح ان نفسر به الاستعاذه ولا اظن انه يصح ان تلوذ بالله لأن اللواذ في استخدام العرب واستخدام القران التخفي والتستر ، { قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)، ولم ارى اية في القران او حديث صحيح او حسن ذكر فيه اللواذ بالله ، لذلك لا يصلح لمعنى الاستعاذة.

قال ابو كندا قد يكون تفسير الطبري الاستعاذة بالاستجارة من باب تعريف الشيء بالمثل ، فمعنى الاستعاذة لا يطابق معنى الاستجارة .
فلو كان معنى الاستعاذة يطابق معنى الاستجارة لقال الله عز وجل- ولا مبدل لكلماته – استجير بالله من الشيطان الرجيم، كما قال عز وجل { قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88)

وقد يكون تفسير الطبري مبني على بعض الاثار التي رويت بالمعنى .
فبعض الرواة يروي بالمعنى فيجعل مكان الاستعاذة الاستجارة .
واليك مثالا على ذلك :
فهذا حديث حذيفة المعروف الذي رواه احمد في مسنده فقال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ – يَعْنِي الْأَعْمَشَ – عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ ، عَنْ صِلَةَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَكَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ : ” سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ “، وَفِي سُجُودِهِ : ” سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى “. قَالَ : وَمَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ عِنْدَهَا فَسَأَلَ، وَلَا آيَةِ عَذَابٍ إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْهَا. < قال ابو كندا الحديث حجة >
وقد رواه الدارمي ومسلم وابن ماجة وابو داود والترمذي والنسائي كلهم بلفظ التعوذ .
وهناك روايتان واحدة عند ابن ماجة وواحدة عند النسائي شذا عن لفظ التعوذ فقالا استجار ، فروى ابن ماجه بسنده عَنْ حُذَيْفَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ صَلَّى فَكَانَ إِذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةِ عَذَابٍ اسْتَجَارَ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ لِلَّهِ سَبَّحَ. < قال ابو كندا وفي اسنادهما مقال >

وايضا اذكر لك مثال اخر على ان بعض الرواة يرون بالمعنى فيقولون الاستجارة بدلا من الاستعاذة
روى احمد في مسنده فقال : حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ” مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ ثَلَاثًا، قَالَتِ الْجَنَّةُ : اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ. وَمَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ ثَلَاثًا، قَالَتِ النَّارُ : اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنَ النَّارِ “.
وروى الترمذي : حَدَّثَنَا هَنَّادٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ” مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ الْجَنَّةُ : اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ. وَمَنِ اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ النَّارُ : اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ “.
قال ابو كندا لعلكم لاحظتم ان الرواية الاولى بلفظ استعاذ ، واما الرواية الثانية فهي بلفظ استاجر ، ومع ان الروايتين ليستا بحجة الا ان اسرائيل اضبط من ابي الاحواص في ابي اسحاق ، وهذا يدل على ان ابي الاحواص رواها بالمعنى
قال عيسى بن يونس : إسرائيل يحفظ حديث أبي إسحاق كما يحفظ الرجل السورة من القرآن . وقال عنه ابو حاتم الرازي: ثقة متقن ، من أتقن أصحاب أبي إسحاق .

اشترك

  • Entries (RSS)
  • Comments (RSS)

الأرشيف

  • أوت 2022
  • جويلية 2022
  • ماي 2022
  • أفريل 2022
  • فيفري 2022
  • جانفي 2022
  • ديسمبر 2021
  • نوفمبر 2021
  • أكتوبر 2021
  • سبتمبر 2021
  • أوت 2021
  • جويلية 2021
  • جوان 2021
  • ماي 2021
  • أفريل 2021
  • جانفي 2021
  • ديسمبر 2020
  • نوفمبر 2020
  • أكتوبر 2020
  • نوفمبر 2017
  • أكتوبر 2017
  • سبتمبر 2017
  • أوت 2017
  • جويلية 2017
  • جوان 2017
  • ماي 2017
  • أفريل 2017
  • مارس 2017
  • فيفري 2017
  • ديسمبر 2016
  • سبتمبر 2016
  • أوت 2016
  • جويلية 2016
  • جوان 2016
  • ماي 2016
  • أفريل 2016
  • مارس 2016
  • أكتوبر 2015
  • أوت 2015
  • جوان 2015
  • أفريل 2015
  • مارس 2015
  • فيفري 2015
  • نوفمبر 2014
  • أكتوبر 2014
  • أوت 2014
  • جويلية 2014
  • جوان 2014
  • أفريل 2014
  • مارس 2014
  • فيفري 2014
  • جانفي 2014
  • ديسمبر 2013
  • نوفمبر 2013
  • أكتوبر 2013
  • سبتمبر 2013
  • أوت 2013

التصنيفات

  • Uncategorized

منوعات

  • تسجيل
  • تسجيل الدخول

المدونة على ووردبريس.كوم.

  • تابع متابع
    • ماجد بن محمد العريفي
    • ألديك حساب ووردبريس.كوم بالفعل؟ تسجيل الدخول الآن.
    • ماجد بن محمد العريفي
    • تخصيص
    • تابع متابع
    • تسجيل
    • تسجيل الدخول
    • إبلاغ عن هذا المحتوى
    • مشاهدة الموقع في وضع "القارئ"
    • إدارة الاشتراكات
    • طي هذا الشريط