“ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين”
“ذلك الكتاب” قال ابن عباس “ذلك الكتاب”هذا الكتاب ، وكذا قال به مجاهد وعكرمة والسُّدي.
أشار الله عز وجل الى الكتاب -وهو القران- بقوله “ذلك” مع أن العرب تستخدم الاشارة بـ”ذلك” على البعيد، والإشارة بـ”هذا” على القريب، والاشارة بـ”ذاك” تدل على التوسط بين القريب والبعيد ،
فالاشارة بـ”ذلك” فيه دلالة على علو مرتبة الكتاب، وهذا البعد ليس بعد حسي بل بعد معنوي ، أي ذو مرتبة عظيمة عالية سامية يسمو بالنفس اذا تعلقت به عن الدنيا وشهواتها الدنيئة ، ويعلو بالفكر اذا تدبر فيه، ويزيد ايمان القلب ويرفعه كلما قرأه ورتله،
إن الاشتغال بالقران والعمل بما فيه هو علو بذاته ، علو في الحياة والممات علو فوق الكائنات علو في الدرجات ” اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند اخري آية تقرؤها”
عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي وكان عامل عمر على مكة أنه لقيه بعسفان فقال له: من استخلفت؟ فقال: استخلفت ابن أبزى مولى لنا، فقال عمر :استخلفت مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض فقال عمر: أما إن نبيكم قد قال ” إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين”
قال عليه الصلاة والسلام “يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله”
فعند دخول الناس على الله في الصلاة لا يتقدمهم في بيت الله إلا من ارتفع بالقران واشتغل به.
عن ابن عمر رضي الله عنهما «كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد قباء فيهم أبو بكر، وعمر، وأبو سلمة، وزيد، وعامر بن ربيعة»
وهذه سنة الله في ارضه من تعلق بالقران رفعه الله في الدنيا والآخرة.
كان عطاء بن أبى رباح عبدا مملوكا لامرأة من أهل مكة، وكان أنفه كأنه باقلاة، وجاء سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين وابناه فجلسوا إليه وهو يصلي، فلما صلى التفت إليهم، فمازالوا يسألونه عن مناسك الحج، ثم قال سليمان لابنيه: قوما، فقاما، وقال: يابُنيَّ لا تنيا في طلب العلم فإني لا أنسى ذلنا بين يديْ هذا المملوك.
قال سفيان بن عيينه :ارفع الناس منزلة من كان بين الله وبين عباده وهم الأنبياء والعلماء .
كتبه
ماجد بن محمد العريفي
يوم الثلاثاء 26-8-1438
23-5-2017