مختصر التوضيح لشرح الجامع الصحيح الحديث ١٤-١٥
باب: حُبُّ الرَّسُولِ – صلى الله عليه وسلم – مِنَ الإِيمَانِ
١٤ -عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: “وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ”.
١٥ – عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم -: “لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ”.
********
١- الحب: الوداد، وأحبه فهو محبوب.
٢- جواز الحلف من غير استحلاف إِذَا كان لمهم.
٣- معنى الحديث: لا يكمل إيمان أحدكم حتَّى يكون بهذِه الصفة، فمن لم يكن هكذا فهو ناقص الإيمان. قَالَ الخطابي: معناه لا تصدق في [حبي حتى] تفني في طاعتي نفسك، وتؤثر رضاي عَلَى هواك وإن كان فيه هلاكك.
٤- قَالَ أبو الزناد: وهذا الحديث من جوامع الكلم الذي أوتيه عليه أفضل الصلاة والسلام؛ إِذ أقسام المحبة ثلاثة: محبة إجلال إعظام كمحبة الولد للوالد، ومحبة شفقة ورحمة كمحبة الوالد لولده، ومحبة مشاكلة واستحسان كمحبة سائر الناس، فجمع – صلى الله عليه وسلم – أصناف المحبة في محبته.
٥- قَالَ القاضي عياض: ومن محبته – صلى الله عليه وسلم – نَصْرُ سنته، والذَّبُّ عن شريعته، وتمني حضور حياته فيبذل ماله ونفسه دونه.
٦- قُدِّم في الحديث الوالد عَلَى الولد، ومحبة الإنسان لولده أعظم من والده غالبًا؛ لأن كثيرًا من الناس لا ولد له وكل أحد له والد، فلذلك قدم الأعم ثمَّ خصَّ.
اختصره ماجد بن محمد العريفي
يوم السبت ٢٣-٧-١٤٣٧هـ