ماجد بن محمد العريفي

~ اقول بما قاله الله عز وجل في كتابه، وبما قاله رسوله بسند حجة

ماجد بن محمد العريفي

Tag Archives: نقدس

البقرة 31-32 /3

29 الجمعة أكتوبر 2021

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

الوسوم

قدوس, نقدس, آدم, الملائكة, التفسير, الخليفة, ابليس, جاعل, سفك الدماء, سورة البقرة, سبحان

القول في تأويل {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)}


قوله ( أنبؤني )
قال ابو كندا : كلمة ( نبأ) تدل على الخبر عن شي خفي – غيبي او سر متكتم عنه او غير ذلك من الامور الخفية- ،
فالنبي سمي نبي لأنه ينبأ عن الله وهو شيء خفي فإذا نبأنا عنه اصبح لنا خبر ظاهر ، قال الله تعالى { وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3))
وقال الله عز وجل { وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36))
وقال تعالى { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَـزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64))

واما الراغب فقد قال في تفسيره: الإنباء: إخبار فيه إعلام، وهو متضمن لهما ولذلك كل إنباء أخبار، وليس كل إخبار إنباء.
قال ابو كندا كل الاخبار اعلام ، وليس هناك خبر ليس اعلام
وقال شيخي الذي اقرأ عليه تفسير الطبري ، ان المالكية اجمعوا على ان النبأ هو الخبر المهم ، وقد طلبت منه المصدر وواعدني به .

قال ابو كندا: فالفرق بين ( الخبر ، والنبأ ، والأذن ) كلها تدل على الاعلام،
اما الخبر فعن شيء ظاهر.
واما النبأ عن شيء خفي .
والاذن لا يكون الا من صاحب الحق بالقبول.
وقد كنت فسرت معنى الاذن بالاعلام يقتضي الوجوب وقد أخطأت في ذلك .
والدليل على ان انبئ تختلف عن اخبر قول الله عز وجل { {قَدْ نَبَّأَنَا الله مِنْ أَخْبَارِكُمْ}
فإذا قال لي قائل : إذن، فالشيء الذي يخفى على الملائكة هي ذرية ادم .
قلت معك حق ان اسماء ذرية ادم مخفية عن الملائكة ، ولكن لو تأملت الاية لا تجد فيها ذكر لذرية ادم ، فالموقف لم تحضره ذرية ادم.
أما الملائكة فهم كثر لا يحصيهم الا الله، فلا يعلم بعضهم اسماء بعض واعمال بعض لذلك يخفى عليهم الكثير من الملائكة ،

فأنت الان لو أُتي لك برجل من القطب الشمالي لا تعرفه وقيل لك انبئنا باسمه لن تسطيع ان تنبئنا باسمه مع انه من بني ادم.

وسؤال الله عز وجل للملائكة عن اسماء الملائكة هو ابلغ في المثال ، فكما انكم لا تعلمون ابناء جلدتكم وجنسكم وهو حاصل لكم فعلمكم ناقص ،
اما آدم فهو يعلم اسمائكم كلكم ومن باب اولى يعلم اسماء ذريته بل هو يعلم اسماء كل شيء بتعليمي اياه، فهو اصلح ان يكون خليفة في الارض .
ولو كان السؤال عن ذرية ادم فقط، لكان للملائكة مخرجا وعذرا ، فهم لم يدعوا علم الغيب .


القول في تأويل قوله جل ذكره: { فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ }

قال أبو جعفر:
عن مجاهد في قول الله: ” بأسماء هؤلاء ” ، قال: بأسماء هذه التي حدَّثتُ بها آدمَ.[١]
وعن مجاهد: ” أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ” يقول: بأسماء هؤلاء التي حَدّثت بها آدم. [٢]
وقال ابن ابي حاتم :
عَنْ مُجَاهِدٍ فَقَالَُ: أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بِأَسْمَاءِ هَذِهِ الَّتِي حَدَّثَ بِهَا آدَمَ.[٣]

قال ابو كندا : وكلمة { هؤُلاءِ } تدل على ضعف قول مجاهد ، فـ( هؤلاء ) تدل على اشخاص عقلاء .

قال ابن عطية :
قوله تعالى: { هؤُلاءِ } ظاهره حضور أشخاص، وذلك عند العرض على الملائكة.
قال ابو كندا اي عرض المسميات ، فهذه ايضا قرينة على ان الأشخاص هم الملائكة فقط ، لأن الله عز وجل لم يذكر لنا في القصة من اشخاص الا ادم والملائكة الذي منهم ابليس، ولم يذكر غيرهم .
وهذا كله يرجح القول الذي يعجبني ، وهو ان الاسماء التي سأل عنها الملائكة هي اسماء الملائكة الاخرين ،
وكأن الله عز وجل يقول لهم اذا انتم لم تعلموا ظاهرهم فكيف تعلمون باطنهم.

واما من يقول ان الذين عرضوا هم ذرية بني ادم ، فلا يعجبني هذا القول ، لأن الملائكة لم يدعوا علم كل شي ، وانما اقروا بعلم احوال كل الملائكة فقالوا { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }
فكان الرد اخبروني باسماء هؤلاء الملائكة الذين حكيتم عنهم بعلمكم عن ظاهرهم وباطنهم .
من باب { فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ }


القول في تأويل قوله جل ذكره {إِن كُنْتُمْ صادقين}.
قال ابن جرير
عن الحسن قال “أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين” أني لم أخلق خلقًا إلا كنتم أعلمَ منه، فأخبروني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين . [٤]
قال ابن ابي حاتم
عن مُجَاهِدٍ فَقَالَُ: أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بِأَسْمَاءِ هَذِهِ الَّتِي حَدَّثَ بِهَا آدَمَ. [٥]

قال ابن جرير
ومعنى ذلك: فقال أنبئوني بأسماء من عرضتُه عليكم أيتها الملائكة –
القائلون: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء من غيرنا، أم منا؟
فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟
إن كنتم صادقين في قيلكم أني إن جعلت خليفتي في الأرض من غيركم عَصَاني ذريته وأفسدوا فيها وسفكوا الدماء،
وإن جعلتكم فيها أطعتموني، واتّبعتم أمري بالتعظيم لي والتقديس.
فإنكم إن كنتم لا تعلمون أسماء هؤلاء الذين عرضتُهم عليكم من خلقي، وهم مخلوقون موجودون ترونهم وتعاينونهم، وعَلِمه غيركم بتعليمي إيّاه؛ فأنتم بما هو غير موجود من الأمور الكائنة التي لم توجد بَعدُ، أحرى أن تكونوا غير عالمين،
فلا تسألوني ما ليس لكم به علم، فإني أعلم بما يصلحكم ويصلح خلقي.
وهذا الفعل من الله جل ثناؤه بملائكته – الذين قالوا له:”أتجعل فيها من يفسد فيها”، من جهة عتابه جل ذكره إياهم – نظيرُ قوله جل جلاله لنبيه نوح صلوات الله عليه إذ قال: (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ) [سورة هود: ٤٥]-: لا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين .
فكذلك الملائكة سألت ربها أن تكون خُلفاءه في الأرض ليسبّحوه ويقدسوه فيها، إذ كان ذرية من أخبرهم أنه جاعلُه في الأرض خليفةً، يفسدون فيها ويسفكون الدماء، فقال لهم جل ذكره:”إني أعلم ما لا تعلمون”.
ثم عرّفهم موضع هَفوتهم في قيلهم ما قالوا من ذلك، بتعريفهم قصور علمهم عما هم له شاهدون عيانًا، – فكيف بما لم يروه ولم يُخبَروا عنه؟ – بعرَضه ما عرض عليهم من خلقه الموجودين يومئذ،
وقيله لهم:”أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين” أنكم إن استخلفتكم في أرضي سبّحتموني وقدستموني، وإن استخلفت فيها غيرَكم عَصَاني ذُريته وأفسدوا وسفكوا الدماء.
فلما اتضح لهم موضع خطأ قيلهم، وبدت لهم هَفوة زَلتهم، أنابوا إلى الله بالتوبة فقالوا:”سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا”، فسارعوا الرجعة من الهفوة، وبادروا الإنابة من الزلة، كما قال نوح – حين عوتب في مَسئلته فقيل له: لا تسأَلْنِ ما ليس لك به علم -: (رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [سورة هود: ٤٧] . وكذلك فعلُ كل مسدَّد للحق موفَّق له – سريعة إلى الحق إنابته، قريبة إليه أوْبته.أ،هـ

قال الثعلبي : فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ إنّ الخليفة الذي أجعله في الأرض يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ. أراد الله تعالى بذلك: كيف تدّعون علم ما لم يكن بعد، وأنتم لا تعلمون ما ترون وتعاينون.

وقال مكي : قوله: {إِن كُنْتُمْ صادقين}.
جوابه عند (المبرد) محذوف، معناه: إن كنتم صادقين أن بني آدم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء فأنبئوني.

قال ابو كندا اعلم ان هؤلاء المفسرين اعلم مني وما انا الا قزم في طول علمهم، وهم بلا شك اقرب للغة العرب مننا جميعا .
وبما انني باحث فيتحتم علي ان اقول ماتوصلت اليه فإن كان صوابا فمن الله ، وان كان خطأ فقولوا مجنون وزدجر.
وما توصلت اليه هو:
ان كلمة صدق تعني عند العرب قول وافق الحقيقة .
فيكون المعنى : ان كان قولكم يوافق الحقيقة.
والحقيقة لا تكون حقيقة الا اذا وقعت .
ولو تأملت القران لوجدت ان كلمة صدق لا تأتي الا في شيء تم وقوعه او طلب ان يتم وقوعه حتى يتبين صدقهم .
واليك بعض هذه الايات
قال الله عز وجل { قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ(15) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(16) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(17) }
قال عز وجل { لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) }
وقال الله تعالى { وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَـزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(23) }
وقال تعالى { وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَـزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(23) }

فإذا قال الله عز وجل { إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } فهذا يعني ان الله عز وجل يطلب منهم اثبات صدقهم وهو وقوع الحقيقة .
فالعرب لا تقول عن العلم بالغيبيات صدقا ، الا اذا وقعت، او اخبر الله عز وجل به نبيه.
أما اذا لم يخبر بها الله عز وجل فهي علم لا تكون صدقا حتى تقع.
لذلك لما اخبرنا عبد الله بن مسعود عن امر غيبي ذكره الرسول ﷺ لنا وهو حديث يجمع احدكم خلقة في بطن امه … ” ولأن هذا الامر الغيبي لن نرى وقوعة مشاهدة او حسا مع انه يقع – مثل الملك الذي يكتب عمله ورزقه – ، علق ابن مسعود بقوله : وهو الصادق المصدوق ،
كما ذكر البخاري في صحيحه عن عبد الله : حدثنا رسول اللهﷺوهو الصادق المصدوق، قال : ” إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع كلمات، ويقال له : اكتب عمله ورزقه وأجله، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع، فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار، ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة “.

إذن، ماهو الامر الذي اراده الله عز وجل منهم تحقيقه في ذاك الموقف؟ حتى يتبين صدقهم.
بلا شك ان تحقيق وقوع الفساد في الارض وسفك الدماء لن يتم في ذاك الوقت ابدا ، لأن الله عز وجل اخبرهم بانه سيتم من ذرية ادم في الارض وليس في السماء ، وايضا هذا الخبر اخبرهم به الله عز وجل وهو حقيقة .
لذلك لو قلنا ان الملائكة قاسوا الفساد وسفك الدماء على فعل الجن لتحولت المسئلة الى اثبات العلم وليس اثبات الصدق .
والملائكة مقرون بعلم الله عز وجل.

فلم يبقى لنا الا قولهم { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }
وبما ان الله عز وجل اخبرنا بأن الملائكة يسبحون بحمده في سورة الشورى { وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ }
اذن ، لم يبقى الا التقديس له ، والتقديس كما ذكرنا من قبل هي الطهارة من الظاهر والباطن .
وقد علما الله عز وجل ان ابليس لم يقدس له في الباطن، – وابليس جعله الله عز وجل من الملائكة –
قال ابن عطية وقال آخرون: صادِقِينَ في أني إن استخلفتكم سبحتم بحمدي وقدستم لي.
قال ابوكندا وانا مع هؤلاء الاخرين فمعنى الاية اذا كنتم لا تعلمون الظاهر وهو اسماء الملائكة فكيف تعلمون باطن كل هؤلاء الملائكة وحكمتم لهم بالتقديس لله.
لذلك تدارك الملائكة هذا فقالوا { سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ }

ولو كان السؤال عن ذرية ادم لم يقولوا سبحانك لأنه علم جديد معذورون بجهله ولم يََّدعوا علم به.


[١] قال ابو كندا الرواية الاولى صحيحة والثانية مقبولة
[٢] قال ابو كندا الرواية مقبولة
[٣] قال ابو كندا الرواية مقبولة
[٤] قال ابو كندا رواية السند الاول :مبارك بن فضالة وحسن بن يسار اقبلها وكتابهم مقبول ، واما رواية ابي بكر الهذلي لا اقبلها فهو كذاب ، وكتابه لا اقبله ، فإن كان المتن طويل لا استطيع قبوله لانه اختلط بين الروايتين كسند السدي في سورة البقرة .
[٥] قال ابو كندا الرواية مقبولة

البقرة 31-32/ 1 بعد التعديل والمعتمد

26 الثلاثاء أكتوبر 2021

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

الوسوم

قدوس, نقدس, آدم, الملائكة, التفسير, الخليفة, ابليس, جاعل, سورة البقرة, سبحان

القول في تأويل {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)}


القول في تأويل قوله تعالى ذكره:(وَعَلَّمَ آدَمَ)

قال ابو كندا وقوله { وَعَلَّمَ } ولم يقول ( اخبر) او (ذكر) دليل على ان الله سبحانه وتعالى علمه الاسماء واسباب تسميتها ومهماتها وصفاتها وخواصها واحوالها.

القول في تأويل قوله تعالى ذكره:(وَعَلَّمَ آدَمَ)

قال ابن جرير : وقد روى عن رسول الله ﷺ خبرٌ يحقق ما قال مَن حكينا قوله في معنى آدم.
عَنْ أبي موسى، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : ” إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ، جَاءَ مِنْهُمُ الْأَبْيَضُ وَالْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ، وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ وَبَيْنَ ذَلِكَ . [١]
عن سعيد بن جُبير، قال: خُلق آدم من أديم الأرض، فسمِّي آدم. (2)
عن سعيد بن جبير، قال: إنما سمي آدمَ لأنه خلق من أديم الأرض .(3)

قال الطبري : فعلى التأويل الذي تأول”آدم” من تأوله، بمعنى أنه خُلق من أديم الأرض، يجب أن يكون أصْل”آدم” فعلا سُمي به أبو البشر، كما سمي”أحمد” بالفعل من الإحماد، و”أسعد” من الإسعاد، فلذلك لم يُجَرَّ.
ويكون تأويله حينئذ: آدمَ المَلكُ الأرضَ، يعني به بلغ أدمتها -وأدَمتها: وجهها الظاهر لرأي العين، كما أنّ جلدة كل ذي جلدة له أدَمة.
ومن ذلك سُمي الإدام إدَامًا، لأنه صار كالجلدة العليا مما هي منه- ثم نقل من الفعل فجعل اسمًا للشخص بعينه.ا،هـ
قال ابو كندا : قول الطبري ( آدم الملك الارض )لم افهمه ، ولم افهم كيف توصل الى ذلك .
وقال مكي بن ابي طالب (ت ٤٣٧) الهداية الى بلوغ النهاية ” وذكر النحاس أنه أفعل من أديم الأرض وأدمتها، وهو ظاهر وجهها، ومنه سمي الإدام لأنه وجه الطعام وأعلاه والعرب تسمي الجلد الظاهر أدمة، والباطن بشرة”. أ،هـ


القول في تأويل قوله تعالى: {الأَسْمَاءَ كُلَّهَا}
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في الأسماء التي علمها آدمَ ثم عَرضها على الملائكة.

  • فعن مجاهد قال: علمه اسم كل شيء. [4]

وقال : عَلَّمَهُ كُلَّ دَابَّةٍ وَكُلَّ طَيْرٍ وَكُلَّ شَيْءٍ. [5]
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عَلَّمَهُ اسْمَ الصفحة وَالْقِدْرِ، قَالَ: نَعَمْ حَتَّى الْفَسْوَةَ وَالْفُسَيَّةَ.[6]

  • وعن قتادة قال: علمه اسم كل شيء، هذا جبل، وهذا بحر، وهذا كذا وهذا كذا، لكل شيء.[7]
  • وعَنْ حُمَيْدٍ الشَّامِيِّ قَالَ: عَلَّمَ آدَمَ النُّجُومَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يَعْنِي أَسْمَاءَ النُّجُومِ. [8]

ثم قال ابن جرير : وقال آخرون: إنما علمه أسماء ذريته كلها.
عن ابن زيد قال: أسماء ذريته أجمعين. [9]

  • وقال آخرون: علم آدم الأسماء كلها، أسماء الملائكة”
    قال ابو كندا ولم يورد فيه ابن جرير الا رواية عن الربيع لا اقبلها ، وهي عن الربيع قوله:”وعلم آدمَ الأسماء كلها”، قال: أسماء الملائكة.

قال ابن جرير : وأوْلَى هذه الأقوال بالصواب، وأشبهها بما دل على صحته ظاهرُ التلاوة، قول من قال في قوله:”وعلم آدم الأسماء كلها” إنها أسماءُ ذرِّيَّته وأسماءُ الملائكة، دون أسماء سائر أجناس الخلق.
وذلك أن الله جلّ ثناؤه قال:”ثمّ عرَضهم على الملائكة”، يعني بذلك أعيانَ المسمَّين بالأسماء التي علمها آدم.
ولا تكادُ العرب تكني بـ(الهاء والميم ) إلا عن أسماء بني آدم والملائكة.
وأمّا إذا كانت عن أسماء البهائم وسائر الخلق سوَى من وصفناها، فإنها تكني عنها بـ(الهاء والألف ) أو بـ(الهاء والنون)، فقالت:”عرضهن” أو”عرضها”، وكذلك تفعل إذا كنَتْ عن أصناف من الخلق كالبهائم والطير وسائر أصناف الأمم وفيها أسماءُ بني آدم والملائكة، فإنها تكنى عنها بما وصفنا من الهاء والنون أو الهاء والألف.
وربما كنَتْ عنها، إذا كان كذلك بالهاء والميم، كما قال جل ثناؤه: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ) [سورة النور: ٤٥] ، فكنى عنها بالهاء والميم، وهي أصناف مختلفة فيها الآدمي وغيره.
وذلك، وإن كان جائزًا، فإن الغالب المستفيض في كلام العرب ما وَصفنا، من إخراجهم كنايةَ أسماء أجناس الأمم – إذا اختلطت – بـ(الهاء والألف) أو (الهاء والنون) .
فلذلك قلتُ: أولى بتأويل الآية أن تكون الأسماء التي علَّمها آدمَ أسماء أعيان بني آدم وأسماء الملائكة”. أ،هـ
قال ابو كندا بلا شك ان ابن جرير اعلم مني وافهم لذلك سأطرح سؤال واقول :
قال الله عز وجل { وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا } وظاهر هذا الكلام يدل ان الله عز وجل اراد العموم ، ولو اراد الخصوص لم يقل { كلها} او لقال اسماءهم كلهم .
وهذا ما ايدته الروايات الصحيحة عن مجاهد وقتادة وابن عباس.
وعن الرسول ﷺ نفسه ، فعَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : ” يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُونَ : لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا. فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ : أَنْتَ أَبُو النَّاسِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ ” [10]

واما ماصح من رواية ابن زيد انه قال أسماء ذريته أجمعين. فأسماء ذريته داخله في اسماء كل شي، فهو من باب ذكر مثال لتفسير المعنى .
فلماذا لم يأخذ ابن جرير بظاهر الكلام الذي اخبر به النبي ﷺ وأيده السلف؟؟؟
ويكون عِلمُ ادم في الاسماء كلها معجزة له .
قد يقول قائل: أن ابن جرير لم يأخذ بظاهر الكلام لوجود قرينة وهي قوله { ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }
فبما ان الذين عرضوا على الملائكة هم ذريته والملائكة، فينصرف معنى العموم وهو {الاسماء كلها } الى الخاص بأسماء ذريته والملائكة.
سأقول ان الرسول ﷺ فسر هذا القول في الحديث السابق وقال “علمك اسماء كل شيء ” وهذا تفسير صريح صحيح للمعنى هذا ، فلما الاخذ بالقرائن والظاهر واضح ومفسر .
ثم إن قوله { ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } موقف اخر حصل بعد تعليمه للاسماء كلها .
فهو موقف اخر في وقت اخر ، اراد به الله عز وجل ان يبتلي الملائكة الذين قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها …، ليبين ان الملائكة مهما بلغت من التسبيح والتقديس والطاعة الا ان علمها محدود ،
فليت ابن جرير لم يصرف ظاهر الكلام ويخصصه في الذرية والملائكة فقط.
قال ابن كثير : وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ عَلَّمَهُ أَسْمَاءَ الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا: ذَوَاتَهَا وَأَفْعَالَهَا .

—————

[١] قال ابو كندا الحديث اخرجه احمد وهو حجة
[2] قال ابو كندا اخرجه الطبري والرواية مقبولة واقرب للصحة وهذا كتاب M-3-
[3] قال ابو كندا اخرجه الطبري والرواية صحيحة ، وهذا كتاب S-1
[4] قال ابو كندا اخرجه الطبري والرواية صحيحة
[5] قال ابو كندا اخرجه ابن ابي حاتم والرواية صحيحة
[6] اخرجه ابن ابي حاتم والرواية مقبولة
[7] قال ابو كندا اخرجه الطبري والرواية مقبولة واقرب للصحة
[8] قال ابو كندا اخرجه ابن ابي حاتم والرواية صحيحة
[9] قال ابو كندا اخرجه الطبري والرواية مقبولة
[10] رواه البخاري

البقرة 30-6

24 الجمعة سبتمبر 2021

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

الوسوم

نقدس, الملائكة, التفسير, الخليفة, جاعل, حاج آدم موسى, سورة البقرة, سبحان

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}

قد يقول قائل كيف تقول الملائكة { قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }
وقد قال الله عز وجل عن الملائكة { لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ(27) }

قلنا ان الملائكة لم تسبقه بالقول فالله عز وجل هو الذي ابتدئهم في الخطاب ، وهو من باب قول موسى عليه السلام، قال الله عز وجل { وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي }
وكما تعلمون ان رسولنا الكريم ﷺ قال عن موسى عليه السلام
” لا تخيروني على موسى ؛ فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم، فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش جانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله “. البخاري

وقد يكون من باب قول خليل الله ابراهيم عليه السلام، قال عز وجل { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي }

وقد يكون من باب فعل سيد ولد ادم رسولنا الكريم ﷺ عندما اسري به قال ” ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى، فقال : ما فرض الله لك على أمتك ؟ قلت : فرض خمسين صلاة، قال : فارجع إلى ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك. فراجعني، فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى قلت : وضع شطرها، فقال : راجع ربك، فإن أمتك لا تطيق. فراجعت فوضع شطرها، فرجعت إليه، فقال : ارجع إلى ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك. فراجعته فقال : هي خمس وهي خمسون ؛ لا يبدل القول لدي. فرجعت إلى موسى فقال : راجع ربك. فقلت : استحييت من ربي. البخاري

قوله { قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}

قال ابو كندا اختلف اهل التأويل في قوله { قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}

وعن قتادة “ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون” فكان في علم الله جل ثناؤه أنه سيكون من ذلك الخليفة أنبياءُ ورسل وقوم صالحون وساكنو الجنة. [١]

عن ابن جريج : إني أعلم ما لا تعلمون، يعني: أن ذلك كائن منهم -وإن لم تعلموه أنتم- ومن بعض من ترونه لي طائعًا. يعرفهم بذلك قصور علمهم عن علمه . [٢]

وقال الطبري : وهذا الخبر من الله جل ثناؤه يُنبئ عن أن الملائكة التي قالت:”أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء”، استفظعتْ أن يكون لله خلق يعصيه، وعجبتْ منه إذْ أخبرت أن ذلك كائن.
فلذلك قال لهم ربهم:”إني أعلم ما لا تعلمون”.
يعني بذلك، والله أعلم: إنكم لتعجبون من أمر الله وتستفظعونه، وأنا أعلم أنه في بعضكم، وتصفون أنفسكم بصفةٍ أعلمُ خِلافَها من بعضكم، وتعرضون بأمر قد جعلته لغيركم.
وذلك أن الملائكة لما أخبرها ربها بما هو كائن من ذرية خليفته، من الفساد وسفك الدماء، قالت لربها: يا رب أجاعل أنت في الأرض خليفةً من غيرنا، يكون من ذريته من يعصيك، أم منا، فإنا نعظمك ونصلي لك ونطيعك ولا نعصيك؟ -ولم يكن عندها علم بما قد انطوى عليه كَشحا إبليسُ من استكباره على ربه-
فقال لهم ربهم: إني أعلم غير الذي تقولون من بعضكم.
وذلك هو ما كان مستورًا عنهم من أمر إبليس، وانطوائه على ما قد كان انطوى عليه من الكبر.
وعلى قِيلهم ذلك، ووصفهم أنفسهم بالعموم من الوصف عُوتبوا.أ،هـ

اما الزمخشري فقد قصرها على المصلحة فقال قوله { أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ } أى أعلم من المصالح في ذلك ما هو خفى عليكم.
فإن قلت: هلا بين لهم تلك المصالح؟ قلت: كفى العباد أن يعلموا أن أفعال اللَّه كلها حسنة وحكمة، وإن خفى عليهم وجه الحسن والحكمة. على أنه قد بين لهم بعض ذلك فيما أتبعه من قوله وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها.أ،هـ

واما الراغب فقال : قال تعالى في جوابهم: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} فعرّض ولم يصرح ها هنا، ليريهم فضيلة الإنسان وما خصوا به من العلم والعمل عياناً ومشاهدة ، والإجمال في هذه الآية بقوله: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} هو المبين بما بعده من الآية التي [تليها] ..كلها، ثم عرضهم عليهم ليظهر بذلك كَمَال فَضْلِه، وقُصُورهم عنه في العلم، فيتأكّد ذلك الجواب الإجمالي بهذا الجواب التفصيلي.أ،هـ

وقال ابو السعود : قوله { إني أعلم ما لا تعلمون } ليس المرادَ بيانَ أنَّه تعالى يعلم مالا يعلمونه من الأشياءِ كائناً ما كان فإن ذلك مما لا شُبهة لهم فيه حتى يفتقِروا إلى التنبيه عليه لاسيما بطريق التوكيد بل بيانَ أن فيه عليه الصلاة والسلام معانيَ مستدعيةً لاستخلافه إذ هو الذي خفيَ عليهم وبنَوا عليه ما بنَوْا من التعجّب والاستبعاد .
فما موصولةً كانت أو موصوفةً عبارةٌ عن تلك المعاني والمعنى إني أعلم ما لا تعلمونه من دواعي الخلافة فيه وإنما لم يقتصِرْ على بيان تحققِها فيه عليه السلام بأن قيل مثلاً إن فيه ما يقتضيه من غير تعرض لإحاطته تعالى به وغفلتِهم عنه تفخيماً لشأنه وإيذاناً بابتناء أمرِه تعالى على العلم الرصينِ والحكمةِ المتقنة وصدورِ قولِهم عن الغفلة.
وقيل معناه إني أعلمُ من المصالحِ في استخلافه ما هو خفيٌّ عليكم وأنَّ هذا إرشادٌ للملائكة إلى العلم بأن أفعالَه تعالى كلَّها حسنةٌ وحِكمةٌ وإن خفي عليهم وجهُ الحسْنِ والحِكمة وأنت خبيرٌ بأنه مُشعِرٌ بكونهم غيرَ عالمين بذلك من قبلُ ويكون تعجبُهم مبنياً على تردّدهم في اشتمال هذا الفعلِ لحكمةٍ ما وذلك مما لا يليق بشأنهم فإنهم عالمون بأن ذلك متضمِّنٌ لحكمةٍ ما ولكنهم متردّدون في أنها ماذا ؟ هل هو أمرٌ راجعٌ إلى محض حُكم الله عزَّ وجلَّ أو إلى فضيلةٍ من جهة المستخلَف ؟فبيّن سبحانه وتعالى لهم أولاً على وجه الإجمالِ والإبهامِ أن فيه فضائلَ غائبةً عنهم ليستشرفوا إليها ثم أبرَزَ لهم طرفاً منها ليعاينوه جَهرةً ويظهَرَ لهم بديعُ صنعِه وحكمتِه وينزاحَ شبهتُهم بالكلية.أ،هـ

وقال ابن كثير : {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} أَيْ: إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ الْمَصْلَحَةِ الرَّاجِحَةِ فِي خَلْقِ هَذَا الصِّنْفِ عَلَى الْمَفَاسِدِ الَّتِي ذَكَّرْتُمُوهَا مَا لَا تَعْلَمُونَ أَنْتُمْ ، أَنَّ لِي حِكْمَةً مُفَصَّلَةً فِي خَلْقِ هَؤُلَاءِ وَالْحَالَةُ مَا ذَكَرْتُمْ لَا تَعْلَمُونَهَا .
وَقِيلَ: بَلْ تَضَمَّنَ قَوْلُهُمْ: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} طَلَبًا مِنْهُمْ أَنْ يَسْكُنُوا الْأَرْضَ بَدَلَ بَنِي آدَمَ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} مِنْ أَنَّ بَقَاءَكُمْ فِي السَّمَاءِ أَصْلَحُ لَكُمْ وَأَلْيَقُ بِكُمْ. أ،هـ

قال ابو كندا اعجبني قول الطبري فهو ادق في تفصيل بعض المعانى لاية {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}،
وقول الزمخشري بين فيه لماذا قال { إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}

وحتى يتضح لك مناسبة قوله { إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } سأحاول ان اشرح لك على قدر ما استطيع ، فاعذرني ان قصرت في ذلك.
اخبر الله عز وجل الملائكة المقربين انه جاعل في الارض خليفة – اي قرر وحكم في ذلك -وان هذا الخليفة هو ادم واني سأبتلي ذريته ليعلموا من المقدس لي ومن المسبح ومن الكافر ، وعلى اثر هذا الابتلاء سيسفكون الدماء ويفسدون في الارض ،
ومع ذلك ستكلفون بهم ،
فأخبِروا الملائكة الاخرين بأنه سيكونُ من الملائكة من يكون حفظة عليهم ومنكم من سيوكل بهم وبأروحهم ومنكم من سيرسل اليهم ومنكم من سيتعاقب عليهم في الليل والنهار وسأسألكم عنهم وغير ذلك …،
فتعجبت الملائكة لأنها تعلم ان الله عز وجل يكره سفك الدماء والفساد في الارض ، فاشارت الى انها اصلح لهذا الامر من بني ادم فهم كلهم يسبحون بحمد الله ويقدسون له وان ابتلاهم بالخلافة.
وكان الله عز وجل يعلم ان منهم ابليس كان لا يقدس لله مع انهم كانوا يرونه يسبح لله .
فأتى الرد اني اعلم عنكم اكثر مما تعلمونه عن انفسكم او قومكم او جنسكم.
ولأن الله عز وجل عادل حكيم رب ، ربَّى الملائكة واصلح شأنهم حتى لا يزكوا انفسهم وعرفهم ضعف حالهم ،
بجمع الملائكة ثم عرض عليهم- الملائكة المخاطبون المزكون انفسهم وقومهم بالتسبيح والتقديس – فقال الله عز وجل للملائكة المخاطبين ، انبؤني بأسماء هؤلاء الملائكة الذين جمعتهم لكم ، وكلمة انبؤني تدل على ان اسماء الملائكة الذين جمعوا مخفية عن الملائكة المخاطبين .
ان كنتم صادقين في تزكيتك لهم في ظاهرهم وباطنهم، ولا تكون التزكية الا بعلم الحال ، فإن نبئتوني بأسمائهم الظاهرة فأنا مصدقكم بعلمكم عن احوالهم الباطنة .
هذا الابتلاء عرف الملائكة ضعف حالهم وخطئهم في تزكية انفسهم ، فرجعوا الى الله واعترفوا بخطئهم ورضوا بحكم الله ، لذلك قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم .

قال صاحب المنار : إِذَا كَانَ مِنْ أَسْرَارِ اللهِ – تَعَالَى – وَحِكَمِهِ مَا يَخْفَى عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَنَحْنُ أَوْلَى بِأَنْ يَخْفَى عَلَيْنَا، فَلَا مَطْمَعَ لِلْإِنْسَانِ فِي مَعْرِفَةِ جَمِيعِ أَسْرَارِ الْخَلِيقَةِ وَحِكَمِهَا؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُؤْتَ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا.

قال ابو كندا كنت ارفض ان يكون ابليس من الملائكة لأنه خلق من نار والملائكة خلقت من نور ، ولكن عندما قرأت قول الله عز وجل { وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) } وهذه الاية تدل على ان الله عز وجل لم يمنع ذلك من سنن الكون فهو محتمل عند الله عز وجل اذا اقتضت حكمته بذلك.
وايضا قد كنت ارفض ان الملائكة تعصي الله عز وجل ولكن بعدما قرأت قول الله عز وجل { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ(26) لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ(27)) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ(28)) وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ(29)}
وقرأت قول بعض العلماء ان هذا ايضا قد يكون محتمل ، وسأشرح اقوال العلماء في ذلك عند عصيان ابليس .
لذلك كله اقول قد يكون قول مجاهد وابن جريج صحيحا .

———

[١] قال ابو كندا اخرجه الطبري والرواية مقبولة ومقاربة للصحيحة
[٢] قال ابو كندا اخرجه الطبري والرواية مقبولة

البقرة آية (30) -6

20 الجمعة أوت 2021

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

الوسوم

قدوس, نقدس, التفسير, سورة البقرة

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}

عن أبي صالح، في قوله:”ونحن نسبّح بحمدك، ونقدس لك”، قال: نعظمك ونمجِّدك. [٢]

وعن مجاهد، في قول الله:”ونقدس لك”، قال نعظّمك ونكبِّرك . [٣]

قال الطبري : والتقديس هو التطهير والتعظيم، ومنه قولهم:”سُبُّوح قُدُّوس”، يعني بقولهم:”سُبوح”، تنزيهٌ لله، وبقولهم:”قُدوسٌ”، طهارةٌ له وتعظيم.
ولذلك قيل للأرض:”أرض مُقدسة”، يعني بذلك المطهرة.
فمعنى قول الملائكة إذًا:”ونحن نسبِّح بحمدك”، ننزهك ونبرئك مما يضيفه إليك أهلُ الشرك بك، ونصلي لك.
“ونقدس لك”، ننسبك إلى ما هو من صفاتك، من الطهارة من الأدناس وما أضاف إليك أهل الكفر بك.أ،هـ

قال ابو كندا لا يعجبني قول الطبري في قوله : “ونقدس لك”، ننسبك إلى ما هو من صفاتك، من الطهارة من الأدناس وما أضاف إليك أهل الكفر بك.
ويعجبني قول: الزجاج عندما قال :ومعنى (نُقَدِّسُ لَكَ) أي نطهر أنْفُسَنا لك، ومن هذا بيت المقدس، أي البيت المُطهرُ أو المكان الذي يتطهر فيه من الذنوب.أ،هـ
وقول الشربيني : وقيل: نقدّس لك نطهر نفوسنا عن الذنوب لأجلك، كأنهم قابلوا الفساد المفسر بالشرك عند قوم بالتسبيح
وسفك الدماء الذي هو أعظم الأفعال الذميمة بتطهر النفس عن الآثام . أ،هـ

قال ابو كندا ويتضح من هذا القول والاقوال الاخرى ان مادة قدس تدل على الطهارة مع التعظيم، فهو عظيم الطهارة والمطهر .
فلاينبغي لأحد ان يقابله الا بطهارة، لذلك قالوا نقدس لك اي نتطهر لخطابك لنا وصلاتنا لك وسماع اوامرك، ولم يقولوا نقدسك اي نطهرك ، تعالى الله عن ذلك.

وقد بين السعدي وجهة نظر القولين ولم يرجح فقال: { ونقدس لك} يحتمل أن معناها: ونقدسك، فتكون اللام مفيدة للتخصيص والإخلاص،
ويحتمل أن يكون: ونقدس لك أنفسنا، أي: نطهرها بالأخلاق الجميلة، كمحبة الله وخشيته وتعظيمه، ونطهرها من الأخلاق الرذيلة.

وعَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة: ٣٠] قَالَ: ” التَّسْبِيحُ: التَّسْبِيحُ , وَالتَّقْدِيسُ: الصَّلَاةُ “[٤]

قال ابو كندا لم اقرأ لأحد قال ان التقديس الصلاة الا قتادة ، وقرأت ان ابن عطية ضعف قوله .
أما الذي اعرفه ان بعض العرب تسمي الصلاة سبحة ، وتصف الذين يصلون بيسبحون كما جاء في صحيح مسلم عن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب قال: صحبت ابن عمر في طريق مكة، قال: فصلى لنا الظهر ركعتين، ثم أقبل وأقبلنا معه، حتى جاء رحله، وجلس وجلسنا معه، فحانت منه التفاتة نحو حيث صلى، فرأى ناسا قياما، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟» قلت: يسبحون، قال: «لو كنت مسبحا لأتممت صلاتي، يا ابن أخي إني صحبت رسول الله ﷺ في السفر، فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت أبا بكر، فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت عمر، فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، ثم صحبت عثمان، فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله» وقد قال الله: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} [الأحزاب: ٢١] .[٥]
وقال الزجاج : يقال فرغت من تسبيحي أي من صلاتي .

اما اذا كان قتادة يقصد بالصلاة مثالا على التقديس وليس معنى التقديس فيعجبني هذا.
لأن الصلاة مبتدأها الوضوء وهي الطهارة الظاهرة ومآلها الغفران وهي الطهارة الباطنة .
ويرد هنا سؤال وهو هل قول الله عز وجل { وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ(3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ(4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ(5) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ(6) } هو معنى التقديس؟؟؟

—————
[٢] رواه الطبري وقال ابو كندا الرواية مقبولة
[٣] قال ابو كندا رواه ابن جرير من طريقين احدهما صحيح والاخر مقبول
[٤] رواه عبد الرزاق قال ابو كندا الرواية صحيحه
[٥] صحيح مسلم

Newer posts →

اشترك

  • Entries (RSS)
  • Comments (RSS)

الأرشيف

  • أوت 2022
  • جويلية 2022
  • ماي 2022
  • أفريل 2022
  • فيفري 2022
  • جانفي 2022
  • ديسمبر 2021
  • نوفمبر 2021
  • أكتوبر 2021
  • سبتمبر 2021
  • أوت 2021
  • جويلية 2021
  • جوان 2021
  • ماي 2021
  • أفريل 2021
  • جانفي 2021
  • ديسمبر 2020
  • نوفمبر 2020
  • أكتوبر 2020
  • نوفمبر 2017
  • أكتوبر 2017
  • سبتمبر 2017
  • أوت 2017
  • جويلية 2017
  • جوان 2017
  • ماي 2017
  • أفريل 2017
  • مارس 2017
  • فيفري 2017
  • ديسمبر 2016
  • سبتمبر 2016
  • أوت 2016
  • جويلية 2016
  • جوان 2016
  • ماي 2016
  • أفريل 2016
  • مارس 2016
  • أكتوبر 2015
  • أوت 2015
  • جوان 2015
  • أفريل 2015
  • مارس 2015
  • فيفري 2015
  • نوفمبر 2014
  • أكتوبر 2014
  • أوت 2014
  • جويلية 2014
  • جوان 2014
  • أفريل 2014
  • مارس 2014
  • فيفري 2014
  • جانفي 2014
  • ديسمبر 2013
  • نوفمبر 2013
  • أكتوبر 2013
  • سبتمبر 2013
  • أوت 2013

التصنيفات

  • Uncategorized

منوعات

  • تسجيل
  • تسجيل الدخول

المدونة على ووردبريس.كوم.

  • تابع متابع
    • ماجد بن محمد العريفي
    • ألديك حساب ووردبريس.كوم بالفعل؟ تسجيل الدخول الآن.
    • ماجد بن محمد العريفي
    • تخصيص
    • تابع متابع
    • تسجيل
    • تسجيل الدخول
    • إبلاغ عن هذا المحتوى
    • مشاهدة الموقع في وضع "القارئ"
    • إدارة الاشتراكات
    • طي هذا الشريط