ماجد بن محمد العريفي

~ اقول بما قاله الله عز وجل في كتابه، وبما قاله رسوله بسند حجة

ماجد بن محمد العريفي

Tag Archives: اعوذ

اعوذ 4

10 الثلاثاء مايو 2022

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

الوسوم

الملائكة, الاستعاذة،, التفسير, الخليفة, الرجيم, الشيطان, ابليس, استعاذ, اعوذ, سورة البقرة, سبحان

نعود الى قول القائل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قال ابو كندا و لحرف الجر ( من) معنى واحد فقط ، يفهم منه التقدير ويدخل في التقدير الاقسام والبداية والتبعيض .
فحرف (من) يشير الى معنى التقدير في الجملة.
و( من ) في الجملة هنا للتبعيض ،
والمستعاذ منه هو ابليس لأن ( ال ) في الشيطان للعهد وليس للجنس، والدليل على ذلك انه وصف بالرجيم، وهذه صفة خاصة بإبليس لقول الله تعالى { قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ }

اعلم انك ستتعجب وتقول لي أنفهم من كلامك هذا اننا نستعيذ بالله من بعض الشيطان !!!
اقول لك إن الشيطان طلب من الله فـ { قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ(15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ(16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ(17) }
وقال الرسول ﷺ ” إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ “. البخاري.

فالله عز وجل ملك وإله وقد قضى ان الشيطان سيأتيك وقد يصيبك وهذا امر من الله قد قضاه ولا مفر منه ، اما تقدير ضرر هذه الاصابة فجعل لك الخيار فيها ، ان استعذت به سيدفع الضرر وان لم تستعذ به سيستمر فيك الضرر حتى يأذن الله عز وجل في دفعه او بقاءه.
لذلك اذا استعذت بالله من الشيطان فأنت تستعيذ من ضرر الشيطان كله . لأن ضرر الشيطان متعدد ومتنوع ولا نستطيع ان نحصر ضرره .
ومن انواع ضرره شره وشركه وسوسته وفتنته وهمزاته وتلبيسه ، لذلك التعوذ منه عامة دون تخصيص، عند قراء القران هو الافضل والاكمل لدفع ضرره .

تأويل قوله: {مِنَ الشَّيْطَانِ}

قال أبو جعفر: والشيطان، في كلام العرب: كل متمرِّد من الجن والإنس والدوابِّ وكل شيء. وكذلك قال ربّنا جل ثناؤه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ} [سورة الأنعام: ١١٢] ، فجعل من الإنس شياطينَ، مثلَ الذي جعل من الجنّ.
وقال عمر بن الخطاب رحمة الله عليه، وركب بِرذَوْنًا فجعل يتبختر به، فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبخترًا، فنزل عنه، وقال: ما حملتموني إلا على شيطانٍ! ما نزلت عنهُ حتى أنكرت نَفسي. < قال ابو كندا الرواية صحيحة >

قال أبو جعفر: وإنما سُمي المتمرِّد من كل شيء شيطانًا، لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاقَ سائر جنسه وأفعاله، وبُعدِه من الخير.أ،هـ

وقال ابو كندا : روى مسلم في صحيحه بسنده عن أبي ذر، قال:
قال رسول الله ﷺ :
” يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب الأسود “.
فقلت: يا رسول الله، ما بال الكلب الأسود من الأحمر والأصفر؟
فقال: ” الكلب الأسود شيطان ” .

قال ابن جرير : وقد قيل: إنه أخذ من قول القائل: شَطَنَتْ دَاري من دارك – يريد بذلك: بَعُدت. فكأن الشيطان – على هذا التأويل – فَيعَال من شَطَن. أ،هـ
وقال الواحدي : قال أبو علي: هو (فَيْعَال) من شَطَن مثل: البَيْطَار والغَيْدَاق. وليس بفَعْلَان من قوله: وقد يَشِيُط البيت.
لأن سيبويه قد حكى: (شيطن) وهو (فَيْعَل) لا (فَعْلَن)، لأنا لا
نعلم أن هذا الوزن جاء في كلامهم. ومثل (فَيْعَل) بَيْطَر وَهَيْنَم.
وقال قوم: الشيطان فعلان من شاط يشيط إذا هلك واحترق، بوزن: هَيْمَان وعَيْمَان ،من هام وعام .أ،هـ
قال الطبري : ولو كان فَعلان، من شاطَ يشيط، لقال أيُّما شائط، ولكنه قال: أيما شاطنٍ، لأنه من “شَطَن يَشْطُنُ، فهو شاطن”. أ،هـ
وقال ابن عادل : من شَرط امْتنَاع ” فعلان ” الصّفة أَلا يؤنث بِالتَّاءِ، وَهَذَا يؤنث بهَا؛ قَالُوا: ” شَيْطَانَة “.أ،هـ

وقال الخليل : ويُقال للرّجُلِ إذا استامَ بسلْعَتِهِ فتباعَدَ عن الحقِّ في السَّوْم: قد أَبْعَطَ وتَشَحَّى. أو شَطَّ وأَشَطَّ.أ،هـ

قال ابو كندا : اذا كان اسم الشيطان في لغة العرب مشتق من شطن إذا بعد، فيعني هذا ان من يطلق عليه شيطان فهو بعيد بطبعه عن طباع جنسه، وبعيد بفسقه عن كل خير، حتى اصبح قربه ضرر.
ولهذا يسمون كل ما تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطانا، قال الله تعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا } .

وقال الشوكاني : وَقَدِ اخْتَلَفَ كَلَامُ سِيبَوَيْهِ فِي نُونِ الشَّيْطَانِ فَجَعَلَهَا فِي مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ أَصْلِيَّةً وَفِي آخِرَ زَائِدَةً،
فَعَلَى الْأَوَّلِ هُوَ مِنْ شَطَنَ أَيْ بَعُدَ عَنِ الْحَقِّ،
وَعَلَى الثَّانِي مِنْ شَطَّ: أَيْ بَعُدَ. أَوْ شَاطَ: أَيْ بَطَلَ، وَشَاطَ:أَيِ احْتَرَقَ، وَأَشَاطَ: إِذَا هَلَكَ .أ،هـ

قال ابن عاشور : وَعِنْدِي أَنَّهُ اسْمٌ جَامِدٌ شَابَهَ فِي حُرُوفِهِ مَادَّةً مُشْتَقَّةً وَدَخَلَ فِي الْعَرَبِيَّةِ مِنْ لُغَةٍ سَابِقَةٍ لِأَنَّ هَذَا الِاسْمَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالْعَقَائِدِ وَالْأَدْيَانِ، وَقد كَانَ الْعَرَب الْعِرَاقِ فِيهَا السَّبْقُ قَبْلَ انْتِقَالِهِمْ إِلَى الْحِجَازِ وَالْيَمَنِ، وَيَدُلُّ لِذَلِكَ تَقَارُبُ الْأَلْفَاظِ الدَّالَّةِ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى فِي أَكْثَرِ اللُّغَاتِ الْقَدِيمَةِ. أ،هـ

قال ابو كندا : وقول ابن عاشور اعجبني الا ان لي تعليل اخر
مبني على قول الله عز وجل { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ }
وقوله عز وجل { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }
وقول الله عز وحل {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ}

فقد ثبت ان ابراهيم عليه السلام كان يتكلم العربية كما في صحيح البخاري بسنده عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ : ” إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ “.

وايضا كانت بني اسرائيل تتكلم العربية والدليل قول الله عز وجل { وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ }

قال: الحسن وقتادة: أي احطُط عنا خطايانا.
قال ابو كندا روايته مقبوله اقرب للصحة >
< الكتاب اشبه بالصحيح >
وهو كتب K

وقال ابن زيد: (وقولوا حطة)، يحط الله بها عنكم ذنبكم وخطيئتكم.

وايضا هذا النبي سليمان عليه السلام يرسل لملكة سبأ بالعربية قال الله عز وجل { قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ(29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(30) أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ(31) }

وهذا عيسى عليه السلام يبشر قومه برسول يأتي من بعده اسمه احمد { وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ }

قال ابو كندا وفي هذا كله دليل ثابت ان ابراهيم وابناءه واحفاده من الرسل والانبياء الذين ذكرهم في القران كانوا يتحدثون اللغة العربية ولكن بلسان قومهم ، وهذا دليل على ان العربية لها عدة اللسن ، والالسن كما قال بعض العلماء هي الطريقة او سنن او العرف في الكلام والحديث ، ولان قوم رسولنا محمد ﷺ عرب فصحاء نزل عليهم القران بلسان عربي مبين .

فاسم اسرائيل عليه السلام عربي ولكن بلسان بني اسحاق العبراني فـ( اسرا ) اي اسير و( ئيل ) اله ، والمعنى يكون اسير الله او عبد الله .
والدليل ( لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا)، فـ(إيل ) معناها اله كما قال ابن جرير في تفسيره فقال :كأنه يقول: لا يرقبون الله عز وجل.

اذن ، اسرائيل كلمة عربية ليست على لساننا وقس على ذلك اسم اسماعيل عليه السلام فهو اسم متكون من ( يسمع ) و(إيل) اي يسمع الله ومطيع له ، وهذا بلسان ابراهيم عليه السلام ، فحولوه عرب الجزيرة الى اسماعيل فقلبوا (الياء ) -الحرف الاول -في الى (الف) وقلبوا ( الالف) – الحرف قبل الاخير -الى (ياء ) فكان اسماعيل .
قال الطبري في اسم جبريل وميكال ، : وأما ” جبريل ” فإن للعرب فيه لغات.
فأما أهل الحجاز فإنهم يقولون ” جبريل، وميكال ” بغير همز، بكسر الجيم والراء من ” جبريل ” وبالتخفيف.
وعلى القراءة بذلك عامة قَرَأَة أهل المدينة والبصرة.
أما تميم وقيس وبعض نجد فيقولون: ” جَبرئيل وميكائيل ” على مثال ” جبرعيل وميكاعيل ” ، بفتح الجيم والراء، وبهمز، وزيادة ياء بعد الهمزة.

وأما بنو أسد فإنها تقول ” جِبرين ” بالنون. وقد حكي عن بعض العرب أنها تزيد في ” جبريل “” ألفا ” فتقول: جبراييل وميكاييل.
وقد حكي عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرأ: ” جَبْرَئِلّ” بفتح الجيم، والهمز، وترك المد، وتشديد اللام.
فأما ” جبر ” و ” ميك ” ، فإنهما الاسمان اللذان أحدهما بمعنى: ” عبد ” ، والآخر بمعنى: ” عبيد “.
وأما ” إيل ” فهو الله تعالى ذكره .أ،هـ

قال الثعلبي المتوفي سنة ( 427 ) من ضمن حديثه عن معنى اسم ( الله ) : وقال قوم: أصله (لاها) بالسريانية، وذلك أن في آخر أسمائهم مدّة، كقولهم للروح:
(روحا) ، وللقدس: (قدسا) ، وللمسيح: (مسيحا) ، وللابن: (ابنا) ، فلما طرحوا المدّة بقي (لاه) ، فعرّبه العرب وأقرّوه.أ،هـ

وقال الواحدي : قال أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار: سألت أبا العباس لم جمع بين الرحمن والرحيم؟ فقال: لأن الرحمن عبراني فأتى معه الرحيم العربي، واحتج بقول جرير

أو تَتْرُكُونَ إِلَى القَسَّيْنِ هِجْرَتَكُم … وَمَسْحَهُمْ صُلْبَهُمْ رَحَمَانَ قُرْبَانَا
< قال ابو كندا : ابو بكر هو الانباري وابو العباس هو ثعلب ، والبيت من قصيدة لجرير يهجو فيها الأخطل وهو نصراني، فحكى في البيت قول النصارى، ولهذا نصب (رحمن): (قربانا) أي قائلين ذلك. >
وقال مكي بن ابي طالب :
وقيل: إن إسرائيل اسم عبراني تفسيره: عبد الله.

وقال الزمخشري : في اسم طالوت : إلا أن يقال: هو اسم عبراني وافق عربيا، كما وافق حنطا حنطة، وبشمالا لها رخمانا رخيما بسم اللَّه الرحمن الرحيم . أ،هـ

وشدد الشافعي النكير على القائل بأن في القران كلام معرب، وقال أبو عبيدة: إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين، فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول .

وقال ابن أوس: لو كان فيه من لغة غير العرب شيء لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله، لأنه أتى بلغات لا يعرفونها.

وقال ابن جرير: ما ورد عن ابن عباس وغيره من تفسير ألفاظ من القرآن إنها بالفارسية والحبشية والنبطية أو نحو ذلك إنما اتفق فيها توارد اللغات فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة بلفظ واحد .

وفإذا تبين هذا كله فاعلم ان هناك من يتحدث بلسان عربي عبراني ، وهناك من يتحدث بلسان عربي سرياني ، وهناك من يتحدث بلسان عربي حميري .
لذلك اقول ان اسم الشيطان من هذه الالسنة فهي اسماء عربية ولكنها ليست بلساننا لذلك هي بالنسبة للساننا اسماء جامدة ليس لها اشتقاق .

والله اعلم

—————

اعوذ بالله 3

16 السبت أبريل 2022

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

الوسوم

لغة, الاستعاذة،, التفسير, الرجيم, الشيطان, استعاذ, اعوذ, حرف الباء

نعود ايها الكرام الى تأويل قول القائل “اعوذ بالله من الشيطان الرجيم “

قال ابو كندا : ان القران هو كلام الله عز وجل انزله على رسوله ﷺ ليكلمنا به ، وانزله على الرسول ﷺ بلسان عربي مبين ، وقوله بلسان اشارة الى ان القران نزل بطريقة كلام العرب وسننهم وسلومهم في الحديث حتى يكون مبين ، وقوله مبين يعني ان لكل حرف معنى واضح وليس له خمسة وعشرون معنى او مائة وثلاثون معنى .
فلا يعقل ان يكون مبين ولحرف واحد عدة معاني .
لذلك اتفق العلماء المتقدمون ان اعجاز القران في نظمه ،
ولهذا اي كلمتين مختلفتي الحروف لا يمكن ان يكون لهما نفس المعنى البته ، بل لابد ان احدهما مختلف عن الاخر بزيادة معنى او نقصه .

قال ابو كندا لذلك قررت في هذا التفسير ان اجعل معنى واحد لكل كلمة ولكل حرف ، وايضا لا ابدل حرفا بالقران بحرف اخر حتى اقرب المعنى ، بل سأقرب المعنى بالحرف الاصلي وابين لماذا اختار الله عز وجل هذا الحرف وما دلالاته في الجملة، حتى أبين المعنى كما اراد الله عز وجل. والله اعلم

وعلى هذا اقول أن حرف ( الباء ) هو من حروف الجر ويدل على معنى واحد حقيقي يفهم منه الدلالة على الاصل والاهمية.
فهو حرف يشير الى معنى الاصل في الجملة .
فلو قلت ( مَسَحْتُ بِيَدَيَّ الْمِنْدِيلَ ) لفهم انك مسحت المنديل بيدك – فالباء دللت على ان اليد الماسح والممسوح المنديل – لأن الباء سبقت اليد .
واذا قلت ( مَسَحْتُ يَدَيَّ بِالْمِنْدِيلِ ) لفهم انك مسحت يدك بالمنديل – فالباء دللت على ان المنديل الماسح واليد الممسوح – لأن الباء سبقت المنديل
فـ ( الباء ) تشير الى ان هذا الامر المقصود اصل في المعنى ويبنى عليه الفهم .

واليك مثالا اخر من القران ، اقرأ قول الله عز وجل { وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا }
فقال الله عز وجل هنا { بِقِنْطَارٍ } و{ بدينار } ولم يقل ( على قنطار ) أو ( على دينار )، مع ان اكثر اهل اللغة والمفسرون يرون ان معنى ( الباء ) هنا هو الاستعلاء اي ( على ).
اما العربي اذا سمع قول الله عز وجل { وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ } سيعلم ان من اهل الكتاب اناس اصلهم ومبدأهم الامانة ، وسيفهم انك لو وضعت عند احدهم امانه أكثر من قنطار سيبقى على اصله ومبادئه في الامانة فلن تحصل الخيانة منه .
اما ان قلت له : ( أن من أهل الكتاب من إن تأمنه ( على ) قنطار يؤده إليك ) سيعلم العربي ان هذا الرجل امين ان امنته على قنطار وسيفهم انه قد يخون ان زدت على القنطار .
وكذلك العربي اذا سمع قول الله عز وجل { وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا } سيعلم ان من اهل الكتاب أناس اصلهم ومبدأهم الخيانة فلو امنت احدهم على اقل من الدينار كالدرهم سيصعب اخراجه منه ولا يؤديه اليه الا بعد شدة .
كل هذا سيفهم العربي ولا تحتاج الى ان تشرحه له ، فقط ان سمع منك (الباء) سيفهم ما تشير اليه ، دون ان تطيل في الشرح ، وان سمع (على ) سيفهم ما تقصده وسيتصرف بناء على ذلك .
أرأيت اهمية حرف الجر هذا وكيف اختصر عدة اسطر في حرف واحد.

فـ ( الباء ) تشير الى ان هذا الامر المقصود اصل في المعنى ويبنى عليه الفهم .
وكذلك لو سمع العربي قول الله عز وجل { وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ } لعلم العربي ان الاصل في الرأس هو المسح عند الوضوء ويفهم انه لو وجد شيء لاصق في الشعر لا يلزمه ان يزيله وانه لو زرع شعر فلا يلزمه ان يوصل الماء لعروق الشعر انما يكفي فقط المسح ، لذلك لبد الرسول ﷺ رأسه عندما احرم واهل للحج في ميقات المدينة اي قبل ذي الحجة بعدة أيام ولم يحلق شعره الا يوم العاشر من ذي الحجة ، فعَنْ حفصة أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ : مَا شَأْنُ النَّاسِ حَلُّوا، وَلَمْ تَحْلِلْ أَنْتَ مِنْ عُمْرَتِكَ ؟ فَقَالَ : ” إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ “.
قال القنازعي : وَصِفَةُ التَّلْبيدِ: هُوَ أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ الصَّمْغَ فَيَحِلُّهُ في المَاءِ ثُمَّ يَحْمِلُهُ عَلَى شَعْرِ رَأْسِهِ، فَيَشْتَدُّ ذَلِكَ الصَّمْغُ عَلَى الشَعْرِ، ويَصِيرُ كالسَّطْحِ يَمْنَعُ الغُبَارَ أَنْ يَصِلَ إلى جِلْدَةِ الرَّأْسِ.أ،هـ
قال ابن بطال والتلبيد أن يجعل الصمغ فى الغسول، ثم يلطخ به رأسه عند الإحرام، ليمنعه ذلك من الشعث .أ،هـ
قال ابو كندا ومع ذلك التلبيد مسح الرسول ﷺ رأسه عند الوضوء وصلى ولم يُزل التلبيد إلا بعد عدة ايام .
لذلك قال الله عز وجل { وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ } بـ(الباء) ولم يقل امسحوا رؤوسكم .
واما قول بعضهم ان ( الباء ) هنا للتبعيض مثل حرف ( من) فهذا خطأ والدليل انه لم يرد عن الرسول ﷺ انه مسح بعض رأسه في الوضوء ولو مرة واحدة .
واما من قال ان معناها الاصلي هو الالصاق فحديث التلبيد يبين انه اخطأ ، فالرسول ﷺ مسح على التلبيد والصمغ يعزل الماء عن الرأس فيمنعه من الملاصقة .
والغريب في الامر ان الشافعي يرى الباء هنا للتبعيض فيكفي مسح بعض الرأس ، بينما يوجب اتمام الوجه كامل في التيمم مع ان الله عز وجل قال { فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ }

اذن، ( الباء ) تدل على ان هذا الامر المقصود اصل في المعنى ويبنى عليه الفهم .
وعلى هذا المعنى يفهم العربي اذا سمع من يقول اعوذ بالله ، ان هذا القائل ينسب اصل الاستعاذه بالله .
وسيعلم ان هذا القائل يلجئ الى الله طالبا الامان بدفع الضرر . – قد لا يتضح قولي في حرف الجر( الباء )في الاستعاذة ، لأن الاستعاذة لا يطلبها العربي الا من الله ، وسيتضح قولي في البسملة ان شاء الله –

قال ابو كندا ويبقى سؤال لا اعرف اجابته وهو لماذا امرنا الله عند قراءة القران ان نستعيذ بالالوهية – فقال {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } وفي سورة الفلق بالربوبية – { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } – وفي حديث الاستعاذة عند النزول بصفات الله – اعوذ بكلمات الله -.
اللذي اعرفه ان هناك مفهوم ادركه العرب في ذلك الوقت ولم ندركه نحن الان ، واعلم ايضا انه سيأتي احدا سيدركه لكثرة قراءته في معاني القران ومعاني الاحاديث وسنن كلام العرب في ذاك الزمان .لذلك سأشارككم نتاج تأملي في هذه المسألة فقد تكون خطأ وقد تكون صوابا ،
أقول والله اعلم ، أن الاستعاذة في الالوهية في قوله { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } لأن الشيطان شغله الشاغل ان يخرجك من عبادة الله إما لعبادة البشر او الكفر بالله فناسب الاستعاذة بالالوهية .
وأما الاستعاذة بالربوبية في سورة الفلق والناس هي الاستعاذة من الضرر في الدنيا ، فناسب الاستعاذة بالربوبية لان الرب هو الرازق المصلح الشافي.

اعوذ2

12 الثلاثاء أبريل 2022

Posted by ماجد العريفي in Uncategorized

≈ أضف تعليق

الوسوم

التفسير, الرجيم, الشيطان, استعاذ, اعوذ

قال ابو كندا : وما يشكل على القائل ان الاستعاذة هي الاستجارة ، ان لغة القران هي لغة السماء ، واعجازه في نظمه ، لهذا اي كلمتين مختلفتي الحروف لا يمكن ان يكون لهما نفس المعنى البته ، بل لابد ان احدهما مختلف عن الاخر بزيادة معنى او نقصه .
فقولهم ان الاستعاذة هي الاستجارة ،يقصدون بذلك ، ان اقرب معنى للاستعاذة هو الاستجارة ، لأنهما متفقتان بالمعنى العام مختلفتان في الدلالات .

فالاستعاذة هي نوع خاص من انواع الاستجارة لها ما للاستجارة وعليها ماعلى الاستجارة، الا ان الاستجارة معناها اعم فالاستجارة مستمدة من الجار ، لأن من يطلب الاستجارة عند العرب فهو يطلب الحماية كما تحمي العرب جارها ، وهو اللجوء لطلب الامان والضمان وعدم التعرض كحفض الجار، وليس فيها دفع الضرر إن اصابك .
اما الاستعاذة فمعناها اخص ، وهو اللجوء لطلب الامان بدفع الضرر إن اصابك المكروه.
ولو تأملت مارواه مسلم بسنده الى الرسول ﷺ انه قال” مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا، ثُمَّ قَالَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ “.
ومارواه مالك بسنده عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ قَالَ : مَا نِمْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ” مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ؟ ” فَقَالَ : لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ” أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّكَ “.
لوجدت ان الرسول ﷺ قال لم تضرك ولم يقل لم تصيبك ، فالاستعاذة لا تعني حمايتك حتى لايصيبك شي ، بل قد يصيبك لكنه لا يضرك ، اما الاستجارة فلا تعني دفع الضرر ، فإن اصابك لا يدفعون الضرر عنك ولكنهم يضمنون ارجاع حقك لك .
قال ابن عطية : الاستجارة، والتحيز إلى الشيء على معنى الامتناع به من المكروه . أ،هـ
قال ابن كثير : وَالْعِيَاذَةُ تَكُونُ لِدَفْعِ الشَّرِّ . أ،هـ

وحتى نتصور المسئلة دعني اضرب لك مثال لعل وعسى تتضح المسئلة اكثر

لو قام رجل بالاستجارة من امير المدينة للتجارة وبعد ان دخل المدينه هو وابنه ، وبعدما اقاما في المدينة ، اصيب ابنه بطلقة من بندقية احد الاشخاص بالخطأ فشلت اطرافه ،

  • لا تقل هذه ليست استجارة لأن الابن اصيب –
    فالاستجارة ليست حراسة، انما هي ضمان إن اعتدى عليك احد ، أن يؤخذ حقك منه ويرد عليك لأنهم ضمنوا ذلك لك،
    فالاستجارة مبنية على مكانة الشخص بين قومة وقوته، فإن كان الناس يحترمونه لمكانته بينهم او يخافونه وعلموا انك في جواره لم يتعرضوا لك –
    نعود الى المثال ، فلو اصيب ابنه بالخطأ وشلت اطرافه، فيجب على المستجير به ان يأتي بمن اصاب ولده ويحاكمه ويأخذ حقهما منه حتى يرضيا ، ولكنه ليس بمطالب ان يشفي الابن من شلله قد يحاول لكن ان لم يستطع لا يقدح في اجارته ، ويعد عند العرب انه اوفى بإستجارته .
    اما ان استعاذ بالبشر كالملك او الامير فلابد ان يرجعه الى حالته السليمة ويشفيه من الشلل، وهذا لا يستطيع عليه البشر، لذلك لا تستعيذ العرب بالبشر، وانما تستعيذ بآلهاتها التي تظن انها تدفع الضرر كالجن والاصنام والطواغيت .
    اما اذا نزل منزل فقال ” أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ” عملا بقول الرسول ﷺ “مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا، ثُمَّ قَالَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ “. مسلم
    فإنه اذا اصاب ابنه طلقة من بندقية احد الاشخاص بالخطأ فلن تشله ، لأنه استعاذ بالله عز وجل ، وستجد ان الاطباء يقولون سبحان الله كان بينه وبين الشلل ( واحد ملّي )

قال ابو كندا ومن الامور المتشابهه بين الاستجارة والاستعاذة ، انهما تشابها في طلب الامان وكيفية الالتجاء

فالاستعاذة كالاستجارة لها حدود زمانية ومكانية
والاستجارة كالاستعاذة في الاركان وهي الطلب والقبول
فلابد ان تطلب الاستجارة ويقبلها المستجير وكذلك الاستعاذة لابد ان تطلب الاستعاذة ويقبلها الله عز وجل .

هنا سيأتي سؤال في الذهن كيف اعلم ان الله قبلها؟

الجواب:
ارسل الله عز وجل لنا رسولا من البشر ليبلغنا عنه ماهي الاستعاذة التي سيقبلها ، والاستعاذة التي اذا شاء قبلها واذا شاء لم يقبلها .

هنا تتجلى رحمة الله عز وجل ان ارسل لنا رسول يخبرنا بما يحب الله عز وجل وما لا يحب.
فالله عز وجل ملك الملوك ذو العظمة والجبروت وهو الإله العظيم ، اذا قضا عليك امرا فلابد ان يصيبك مهما دعوت ومهما فعلت ، سيصيبك سيصيبك ، ورحمة الله تتجلى في القدر ، فإن قبل استعاذتك فسيدفع الضرر، وان لم تستعذ فدعائك سيخفف القدر .

إذن ، فأي استعاذة اخبر بها النبي ﷺ وصح عنه ذلك، فهي رسالة من الرحمن الرحيم انه سيقبلها ان دعوته كما اخبرك الرسول ﷺ .

قال ابو كندا : ولقد تأملت في الفرق بين الاستعاذة والاستجارة في القران والسنة فوجدت ثلاثة امور ،

الاول ؛ ان الاستعاذة تطلب من الله عز وجل ، فالعرب تستجير بالبشر وتستعيذ بللآلهة
{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا }
قال ابن تيمية ” الاستعاذة لا تكون إلا بالله في مثل قول النبي ﷺ ( أعوذ بوجهك ) و ( أعوذ بكلمات الله التامات ) و ( أعوذ برضاك من سخطك ) ونحو ذلك وهذا أمر متقرر عند العلماء ” ا.هـ الفتاوى 35/273

الثاني : أن الاستعاذة يلزمك ذكر ما تستعيذ منه، كما قال الله عز وجل { وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ }
{قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ }
{ وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ}
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2)}

وعَنْ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ : ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ “. احمد < قال ابو كندا الحديث حجة >
تأمل كل هذه الادلة ستجد الاستعاذة من شيء معين لابد ان يذكره المستعيذ
اما الاستجارة فتكون عامة وليست مخصصه بشيء
{ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ (6) }
{قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88)

الثالث ان الاستعاذة: طلب الامان بدفع الضرر – أي تمضى في الامر لا خوف عليك وان اتاك شيء لايضرك-
اما الاستجارة :فهي طلب الامان بالحماية وبالضمان – اي امضي في الامر لا خوف عليك وان اتاك شيء وضرك سنضمن لك اننا سنأخذ لك حقك
لذلك الاستعاذة لا تطلب الا من الله
اما الاستجارة فتطلب من البشر

الرابع : ان الاستعاذة يحدد زمانها ومكانها (المعيذ) وهو الله عز وجل، اما الاستجارة فالذي يحدد الزمان والمكان هو المستجير -طالب الاستجارة-
فالاستعاذة يحدد الله عز وجل وقتها او ممانها عن طريق رسوله ﷺ

كقوله ﷺ ” مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا، ثُمَّ قَالَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ “.

الخامس : الاستعاذة لها صيغة خاصة لابد ان تقال حتى تضمن ان الله عز وجل يقبلها .
كقوله ﷺ ” أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّكَ “.

ولو تأملت ما اخبر الرسول ﷺ لابي بكر الصديق رضي الله عنه ، عندما سأله فقال له يارسول الله أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ. قَالَ : ” قُلِ :
اللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ “. احمد < قال ابو كندا الحديث حجة >

لوجدت ان هذا الحديث متوفرة فيه كل شروط الاستعاذة فإذا قلتها سيقبلها الله عز وجل منك حتما
فهذه الرسالة ، حدد فيها صيغة الاستعاذة وحاجتك من الاستعاذة ومتى تقال .

فإن غيرت الصيغة او الوقت او المكان ، فلله عز وجل الحق في قبولها او رفضها . فسبحانه وتعالى رب العرش العظيم لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ .

وبعد هذا كله وبعد البحث في معنى ( اعوذ ) ،استطيع ان اقول ان معنى اعوذ اي التجئ الى الله لطلب الامان بدفع الضرر.

اشترك

  • Entries (RSS)
  • Comments (RSS)

الأرشيف

  • أغسطس 2022
  • يوليو 2022
  • مايو 2022
  • أبريل 2022
  • فبراير 2022
  • يناير 2022
  • ديسمبر 2021
  • نوفمبر 2021
  • أكتوبر 2021
  • سبتمبر 2021
  • أغسطس 2021
  • يوليو 2021
  • يونيو 2021
  • مايو 2021
  • أبريل 2021
  • يناير 2021
  • ديسمبر 2020
  • نوفمبر 2020
  • أكتوبر 2020
  • نوفمبر 2017
  • أكتوبر 2017
  • سبتمبر 2017
  • أغسطس 2017
  • يوليو 2017
  • يونيو 2017
  • مايو 2017
  • أبريل 2017
  • مارس 2017
  • فبراير 2017
  • ديسمبر 2016
  • سبتمبر 2016
  • أغسطس 2016
  • يوليو 2016
  • يونيو 2016
  • مايو 2016
  • أبريل 2016
  • مارس 2016
  • أكتوبر 2015
  • أغسطس 2015
  • يونيو 2015
  • أبريل 2015
  • مارس 2015
  • فبراير 2015
  • نوفمبر 2014
  • أكتوبر 2014
  • أغسطس 2014
  • يوليو 2014
  • يونيو 2014
  • أبريل 2014
  • مارس 2014
  • فبراير 2014
  • يناير 2014
  • ديسمبر 2013
  • نوفمبر 2013
  • أكتوبر 2013
  • سبتمبر 2013
  • أغسطس 2013

التصنيفات

  • Uncategorized

منوعات

  • تسجيل
  • تسجيل الدخول

المدونة على ووردبريس.كوم.

  • تابع متابع
    • ماجد بن محمد العريفي
    • ألديك حساب ووردبريس.كوم بالفعل؟ تسجيل الدخول الآن.
    • ماجد بن محمد العريفي
    • تخصيص
    • تابع متابع
    • تسجيل
    • تسجيل الدخول
    • إبلاغ عن هذا المحتوى
    • مشاهدة الموقع في وضع "القارئ"
    • إدارة الاشتراكات
    • طي هذا الشريط