قال ابو كِندا : قولك ” سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي “.

كأنك تقول بكلامنا الدارج في زماننا هذا :

ماجا منك قصور ابدا ،

فأنت لا تخطئ ولا تنسى،

وانت فوق هذا كله ومنزه عنه ،

فانت اعظم من انك تظلمني او تتعدى علي ،

الخطا مني انا ،

فما جاء منك الا الخير ،

رحمتني …

وربيتني …

وعلمتني …

وانعمت علي …

ومع ذلك اتعدى على حدودك وحرمك ،

فلم احترم عظمتك ولا قَدَرتها .

وانا بهذا ظلمت نفسي بالتعدي ولم تظلمني .

أنا يالله احمدك فأثني عليك خيرا وامدحك من محبة بل انا راضي بكل شي سويته واللي بتسويه، لأني اعلم انه لن يأتي منك الا خيرا، وان كان بلاء او عقوبة فهو خير لي ايضا في المستقبل ، فانت ربي .

ولهذا انا طمع في رحمتك وغفرانك .

وحتى تتصور المسئلة اكثر ، اضرب لك مثالا ، ولله المثل الاعلى ،

لو كنت مديرا فتأخر موظفان عن الدوام ساعة فخصمت عليهما اجر هذه الساعة .

فأتاك الاول غاضبا منفعلا وقال -وهو يصارخ -انتم ماتقَدرون ولا ترحمون انا طالع بدري لكن زحمة الطرق والتحويلات ، تخصم علي عشان نص ساعة !!!

صلحوا شوارعك وتحويلاتكم عشان نداوم زي الناس .

الله يسلط عليك مثل ماتسلطت علي .

بلا شك انك ستغضب من كلامه ، وستقول له :

اولا :تأخرت ساعة وليس نصف ساعة وهذا مثبت في جهاز البصمة .

ثانيا : هذه عاشر مرة تتأخر وامشيها لك ،

ثالثا: دايم تتأخر في ساعة الغدا ساعة ثانية وكأن فترة الغدا ساعتين وليست ساعة ومع ذلك اطنش .

رابعا : ماعمرك جلست الى نهاية الدوام ، دايم تطلع قبل بنص ساعة ومع ذلك ما اقول شي .

خامسا: وظيفتك اصلا ما نحتاجها ، عملك يسويه اي موظف اخر في العمل واحسن منك بعد ، لكني مخليك ليس رحمة فيك ، رحمة في عيالك .

لكن بما انك ابديت اللي في خاطرك على اني ظلمتك ولا رحمتك ولا قدرتك وتدعي علي بعد ، سأعاملك بالنظام من اليوم وليس بيني وبينك الا النظام ،والسلام .

اما الموظف الثاني : اتاك وفي وجهه الحياء ، ثم قال لك بصوت خافت انت ماقصرت معنا في الاوله ياما مشيت لنا ووقفت معنا وحنا نتأخر ونطلع من الدوام بدري ، والله اني داري ان وظيفتي ما تحتاجها لكنك رحمة فيني وفي عيالي وظفتني وعطيتني راتب كبير وبيت وسيارة ، مع انك لو تجيب بدالي ( بنقالي ) سواها براتب الف ريال .

عشان كذا والله اني امدحك في كل مكان محبة فيك ، وترى خصمك من الراتب عشان تأخرنا هو الصح عشان اتأدب ويتأدب باقي الموظفين ، حتى لا يتوقعون ان الشركة ( سايبة ) – مافيه احد يسأل عنهم – ، فقرارك هذا ، اوافقك عليه وانا راضي به ، واهم شي لا تشيل بخاطرك علي ، ترى ماتأخرت استخاف بك ، ترى ماتأخرت الا عشان ولدي رفض يروح المدرسة الا لين نشتري له لعبة زي ولد عمه ، وانا في العادة اطنشه واخليه عشان ما اتأخر عن الدوام ، لكن المشكله عنده اختبار، وهو طفل ما يعرف مصلحة نفسه ومستقبله ، عشان كذا جلست اتحايل عليه ويتحايل علي ، لين واعدته اجيب له (سوني 5 ) اذا نجح ، فلو تتفضل علي وتغرقني بكرمك وتخلي القرار في الدرج ، او تعطيني انتداب اجمع فيه حق (السوني ) يكون فرحت هالطفل المسكين .

بلا ريب انك بترضى عليه لو مانفذت طلبه .

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ : ” سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي “. البخاري