الوسوم
قدوس, كالضلع، حواء ، اسكن, هل ابليس من الملائكة, ولا تقربا ،, الملائكة, التفسير, الحكمة, الحكيم, الخليفة, ابليس, اسكن, حاج آدم موسى, زوج, سفك الدماء, سورة البقرة
ارسل الي ابوالخير – وهو من أهل الخير ، إن لم يكن ابوهم –
زاده الله علما وعملا في عفو وعافيه ، فقال :
” يبدو لي ان الضمير في قولة تعالى ” وخلق منها زوجها” عائد على النفس وليس على ادم.
وكذلك قولة تعالى ” وجعل منها زوجها” اي من النفس التي هي منشأ ادم. وكذا الاية ” من انفسكم” اي من الانفس التي خلقتم منها، وليس خلقت منكم.
والله اعلم واحكم”.أ،هـ
وهذه لفته جميلة لم انتبه لها ، وعزمت على ان اضعها في كتابي .
نعود الى قول الله عز وجل { وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ }
قال ابن جرير : فلما زوّجه الله تبارك وتعالى، وَجعل له سكنًا من نفسه، قال له، “يا آدم اسكنْ أنتَ وزوجك الجنة وكلا منها رغدًا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرةَ فتكونا من الظالمين” . أ،هـ
قال ابو كندا : ولا اعلم ان هناك دليل يحدد اين خلق زوجه ، هل كان في الجنة ام خارجها ، ولا اعلم ايضا ان هناك دليل يحدد مكان ادم وزجه عندما قال له الله عز وجل اسكن الجنة ، هل كان داخل الجنة ام خارجها.
فقولك لرجل اسكن البيت لا يدل على انه خارج البيت فقد يكون داخل البيت وتقول له اسكن البيت اي اتخذه مسكنا لك .
ولو كان القول ادخل الجنة انت وزوجك لقلنا حتما انه كان خارج الجنة .
هذا رأيي حتى قرأت قولا للرازي ، فإن كان قوله نحويا ولغويا صحيح ، فيبنى عليه ان الله عز وجل خلق حواء قبل دخولهم وسكنهم الجنة ،
قال الرازي : لقائل أن يقول: إنه تعالى قال هاهنا: { وكلا منها رغدا }
وقال في الأعراف: { فكلا من حيث شئتما } ،
فعطف ( كلا ) على قوله: ( اسكن ) في سورة البقرة بـ(الواو) وفي سورة الأعراف بـ( الفاء ) فما الحكمة؟
والجواب: كل فعل عُطف عليه ( شيء ) وكان الفعل بمنزلة الشرط، وذلك ( الشيء ) بمنزلة الجزء عطف الثاني على الأول بـ( الفاء ) دون ( الواو ) كقوله تعالى: { وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا } [البقرة: ٥٨] فعطف ( كلوا ) على ادخلوا بـ ( الفاء ) لما كان وجود الأكل منها متعلقا بدخولها، فكأنه قال إن أدخلتموها أكلتم منها، فالدخول موصل إلى الأكل، والأكل متعلق وجوده بوجوده ، يبين ذلك قوله تعالى في مثل هذه الآية من سورة الأعراف: { وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم } ، فعطف ( كلوا ) على قوله { اسكنوا } بـ ( الواو ) دون ( الفاء ) لأن اسكنوا من السكنى وهي المقام مع طول اللبث والأكل لا يختص وجوده بوجوده لأن من دخل بستانا قد يأكل منه وإن كان مجتازا فلما لم يتعلق الثاني بالأول تعلق الجزاء بالشرط وجب العطف بـ( الواو ) دون ( الفاء ) ،
إذا ثبت هذا فنقول: إن ( اُسكن ) يقال لمن دخل مكانا فيراد منه الزم المكان الذي دخلته ولا تنتقل عنه، ويقال أيضا لمن لم يدخل اسكن هذا المكان يعني ادخله واسكن فيه،
ففي سورة البقرة هذا الأمر إنما ورد بعد أن كان آدم في الجنة فكان المراد منه اللبث والاستقرار، وقد بينا أن الأكل لا يتعلق به فلا جرم ورد بلفظ ( الواو ) .
وفي سورة الأعراف هذا الأمر إنما ورد قبل: أن دخل الجنة فكان المراد منه دخول الجنة وقد بينا أن الأكل يتعلق به فلا جرم ورد بلفظ ( الفاء ) والله أعلم .
انتهى كلام الرازي ، واصدقكم القول لم افهم قول الرازي هذا حتى ذهبت الى نحوي وقرأته عليه وفصفصت كلامه حرفا حرفا .
ونتيجة قول الرازي هذا ان الاية في سورة البقرة { وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ } حكاية عن امر قد مضى وانقضى وانما يذكرهم به بصيغة الماضي.
واما الاية في سورة الاعراف { وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(19)} هي وصف مرتب للقصة واحداثها حال حدوثها .
وهذا ان صح نحويا ولغويا، نخرج منه ان زوجة ادم خلقت قبل دخول الجنة بدليل اية الاعراف .