الوسوم

, , , , , , , , , ,

قال ابو كندا:
فإن قال قائل : ان الله عز وجل قال عن الملائكة { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }
كيف تقول ابليس من الملائكة وقد عصى الله والملائكة لا يعصون الله .
اقول لهم يقول الله عز وجل (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ(26) لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ(27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ(28) وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ(29))
قال ابو كندا لو كانت الملائكة كلهم لا يعصون الله ما امرهم ، فلماذا إذاً قال الله عز وجل عنهم { وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ(29)}

لماذا وجه الله عز وجل الخطاب للملائكة : عندما قال سبحانه { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (42) }
كيف تقولون انهم جبلوا على عدم العصيان والله عز وجل يقول للملائكة { أَهَٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ } مع ان الذي فعل الخطأ هم الجن بدليل قول الملائكة { بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ }
ولماذا لم ينفوا عنهم هذا الخطأ بقولهم سبحانك ما قلنا الا ما امرتنا به فيفهم ان الجن ليس من جنسهم او يقولون كما قال عيسى عليه السلام عندما قال له عز وجل { وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ) المائدة
فلو قالوا مثل عيسى او نفوا ذلك قطعيا ، لقلنا ان الجن ليسوا من الملائكة
ولكن عندما صرحوا بالاخلاص لله ووجهوا فعل الخطأ الى الجن دل ان الجن حي من احياء الملائكة او قبيلة منهم .
وحتى يتضح ما اقول لك : لو رأيت في السوق رجلا من اليمن فقلت له كيف تتعدون على بلاد الحرمين وقال لك انا رجل يماني من اهل السنة فأنتم اخواننا ، ان الذي تعدى عليكم هو الحوثي .
هل ستفهم ان الحوثي ليس من اليمن؟
بالطبع لا ، لكنك ستفهم ان الحوثي قبيلة من اليمن او مذهب او نوع من اليمن .
ولو كان الحوثي ليس يمانيا ، لخطأك وقال لم نعتدي عليكم.

وقد قال بعضهم : إن وصف الملائكة بأنهم لا يعصون الله ما أمرهم دليل على تصور العصيان منهم، ولولا ذلك ما مدحوا به، لكن طاعتهم طبع وعصيانهم تكلف، وطاعة البشر تكلف ومتابعة الهوى منهم طبع، ولا يستنكر من الملائكة تصوّر العصيان، فقد ذكر عن هاروت وماروت ما ذكر، وليس هناك دليل على أن بين الملائكة والجن فروقا جوهرية بها يمتاز أحدهما من الآخر، بل هى فروق في الأوصاف فقط، والجميع من عالم الغيب لا نعلم حقائقها ولا نضيف إليها شيئا إلا إذا ورد به نص عن الرسول ﷺ .أ،هـ

قال ابو كندا : وفي قوله عز وجل { لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ } دليل ان من بني ادم من يستنكف عن عبادته ، وايضا ان من الملائكة من يستنكف عن عبادته وهم الجن .
لذلك بين الله عز وجل ان ابليس استنكف لأنه من الجن وليس من الملائكة المقربين .
ثم ان قوله عز وجل { عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } فهل هذا عام على الملائكة ؟!!
أكان جبريل غليظ شديد على الرسول ﷺ ؟!!!
استكون ملائكة الجنة او خزنة الجنة غلاظ شداد على اصحاب الجنة ؟!!!
ام ان الغلظة والشدة صفة مختصة بملائكة النار ؟!!

فإن قالوا ابليس له ذرية والملائكة لا ذرية لهم ، قلنا لهم
ما قال الجرجاني : وأمّا الذرّيّة فقد حصلت له بعد المسخ، ويجوز تناسل الممسوخ عند أكثر النّاس .

وقبل الختام اذكر لكم ما قاله الطبري بعدما ذكر علل القائلين بان ابليس ليس من الملائكة .
قال أبو جعفر: وهذه علل تنبئ عن ضعف معرفة أهلها.
وذلك أنه غيرُ مستنكر أن يكون الله جل ثناؤه خَلق أصنافَ ملائكته من أصنافٍ من خلقه شَتَّى.
فخلق بعضًا من نُور، وبعضًا من نار، وبعضًا مما شاء من غير ذلك.
وليس في ترك الله جل ثناؤه الخبر عَما خَلق منه ملائكته ، وإخبارِه عما خلق منه إبليس – ما يوجب أن يكون إبليس خارجًا عن معناهم.
إذْ كان جائزًا أن يكون خلق صِنفًا من ملائكته من نار كان منهم إبليس، وأن يكون أفرد إبليس بأنْ خَلقه من نار السموم دون سائر ملائكته.
وكذلك غيرُ مخرجه أن يكون كان من الملائكة بأنْ كان له نسل وذرية، لِمَا ركَّب فيه من الشهوة واللذة التي نُزعت من سائر الملائكة، لِمَا أراد الله به من المعصية.
وأما خبرُ الله عن أنه”من الجن”، فغير مدفوع أن يسمى ما اجتنّ من الأشياء عن الأبصار كلها جنًّا – كما قد ذكرنا قبل في شعر الأعشى – فيكون إبليسُ والملائكةُ منهم، لاجتنانهم عن أبصار بني آدم.أ،هـ

عن ابي هريرة قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ” إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ ؛ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ : يَا وَيْلَهُ، أُمِرَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ ؛ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ، فَعَصَيْتُ ؛ فَلِي النَّارُ “. (10)

————

١] اخرجه ابن ابي حاتم ، قال ابو كندا الرواية صحيحة، وهذا كتاب Ee (١٢)

2- اخرجه الطبري في تفسيره <قال ابو كندا اقبل هذه الرواية في التفسير وهو كتاب B -١>

3- اخرجه الطبري ، قال ابو كندا الرواية صحيحة، وهذا كتاب S

4- اخرجه الطبري، قال ابو كندا الاسناد مقبول مقارب للصحيح،

وهو كتاب J

5- اخرجه الطبري ، قال ابو كندا روايته مقبوله اقرب للصحة، وهذا الكتاب اشبه بالصحيح، وهو كتاب K

6- اخرجه الطبري ، قال ابو كندا الرواية ضعيفة لضعف حميد فقد قيل عنه كذاب ، وهذا الكتاب D . لا اقبل رواياته.

قال ابو كندا وهذه الرواية مع ضعفها لكذب ابن حميد فأنا هنا لا اعتبره قول لابن اسحاق بل اعتبره قول لابن حميد نفسه فقد ذكر ابن حميد رأية بأدلة فأعجبني رأية وسأنسبه له.

7- اخرجه الطبري ، قال ابو كندا الاسناد مقبول مقارب للصحيح، وهذا كتاب G-٢-

8- اخرجه الطبري ، قال ابو كندا الاسناد مقبول مقارب للصحيح، وهو كتاب J

9- اخرجه الطبري قال ابو كندا رواية صحيحة، وهذا كتاب

10- اخرجه احمد في مسنده ، قال ابو كندا الحديث حجة .