ها أنا اعود الى اساس حديثنا وهو قول الرسول ﷺ ” مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَطَهَّرُ، فَيُتِمُّ الطُّهُورَ الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَيُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَاتٍ لِمَا بَيْنَهَا “.البخاري

وحديث عثمان عن الرسول ﷺ “مَا مِنِ امْرِئٍ يَتَوَضَّأُ، فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يُصَلِّي الصَّلَاةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الْأُخْرَى، حَتَّى يُصَلِّيَهَا “. رواه مالك

وتخصيص الرسول ﷺ ان تكون مع الامام لقوله للذي اصاب حدا ” هَلْ تَوَضَّأْتَ حِينَ أَقْبَلْتَ ؟ “. قَالَ : نَعَمْ. فَقَالَ : ” هَلْ صَلَّيْتَ مَعَنَا حِينَ صَلَّيْنَا ؟ “. قَالَ : نَعَمْ. قَالَ : ” اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَفَا عَنْكَ “. احمد

السؤال قول الرسول ﷺ ” ما من مسلم ” و “ما من امرئ” هل يدخل فيه الرجال والنساء ام الرجال فقط ؟.

بالنسبة لي ( انا يا ماجد العريفي ) ارى انها عامة للرجال والنساء ، فالمسلم – كان رجلا او امرأة- الذي يريد ان يغفر الله له من (اللمم او الفاحشة )، يتوضئ ثم يذهب الى بيت الله – المسجد- ثم يصلي فيه الصلاة المكتوبة فيغفر الله له الا الكبائر .

فإن قلتم كيف تقول ذلك وانت تعلم ان الرسول ﷺ قال : ” صَلَاةُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهَا فِي حُجْرَتِهَا، وَصَلَاتُهَا فِي مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهَا فِي بَيْتِهَا “. رواه ابو داود وصححه الالباني

وقال النَّبِيُّ ﷺ قَالَ : ” لَا تَمْنَعُوا النِّسَاءَ أَنْ يَخْرُجْنَ إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ “. رواه احمد

سأجيبكم ببساطة كل الاحاديث التي وردت في الكتب الستة وذكر فيها ان صلاة المرأة في بيتها خير لها ليست بحجة ، ففي كل رواية مقال .

فالحديث الذي رواه ابو داود وصححه الالباني قال عنه ابو كندا فيه عمرو بن عاصم قال عنه ابن حجر صدوق ، في حفظه شيء .

فالحديث ليس بحجة.

واما الحديث الاخر الذي رواه احمد قال عنه ابو كندا ليس بحجة ففيه حبيب بن ابي ثابت قال عنه ابن حجر ثقة فقيه جليل ، وكان كثير الإرسال والتدليس.

وهنا عنعن ، وقال علي ابن المديني:حبيب بن أبي ثابت لقي ابن عباس ، وسمع من عائشة ، ولم يسمع من غيرهما من أصحاب رسول الله ﷺ .

وقد خالفت هذه الرواة الروايات الحجة التي رواها احمد في مسنده بسنده عن سالم عَنِ ابن عمر قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ” إِذَا اسْتَأْذَنَتْ أَحَدَكُمُ امْرَأَتُهُ أَنْ تَأْتِيَ الْمَسْجِدَ فَلَا يَمْنَعْهَا “. قَالَ : وَكَانَتِ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهَا : إِنَّكِ لَتَعْلَمِينَ مَا أُحِبُّ. فَقَالَتْ : وَاللَّهِ لَا أَنْتَهِي حَتَّى تَنْهَانِي. قَالَ : فَطُعِنَ عُمَرُ وَإِنَّهَا لَفِي الْمَسْجِدِ.

<قال ابو كند الحديث حجة وهذه الرواية اضبط رواية واقرب رواية للرسول ﷺ في هذا الشأن>.

قال ابو كندا انظروا لعمر يحب ان لاتذهب زوجته للمسجد لكن لا يستطيع ان يمنعها.

وروى احمد ايضا في مسنده بسند اخر عن نافع عن ابن عمر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ : ” لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ “.

<قال ابو كندا الحديث حجة وهو بعد الحديث السابق في القرب من الرسول ﷺ في هذا الشأن >.

وكأننا نخالف رسول الله ﷺ صراحة ونمنعهم من المسجد بحجة درء المفسدة على جلب المصلحة ونسند هذه القاعدة بأحديث حسنة او ضعيفة وليست حجة.

ولو كان صلاة المرأة خير لها في بيتها ، لما رأيت ازواج النبي ﷺ يصلين في المسجد ، ولما اعتكفن مع الرسول ﷺ في المسجد .

فعَنْ عائشة زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهَا قَالَتْ : إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَيُصَلِّي الصُّبْحَ، فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ متلفعات بمروطهن مَا يُعْرَفْنَ مِنَ الْغَلَسِ”. رواه مالك < قال ابو كندا الحديث حجة وهو اقرب الروايات للرسول ﷺ >

فلو كان صلاة المرأة في بيتها خير لها من المسجد لنصح لهم رسول الله ﷺ وحثهم على الصلاة في بيوتهن .

والحديث يدل على استمرارهن في حياته ﷺ . فلم ينسخ الحكم.

وعن سهل بن سعد قال : كَانَ رِجَالٌ يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ عَاقِدِي أُزُرِهِمْ عَلَى رِقَابِهِمْ كَهَيْئَةِ الصِّبْيَانِ، فَيُقَالُ لِلنِّسَاءِ : لَا تَرْفَعْنَ رُءُوسَكُنَّ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجَالُ جُلُوسًا. رواه احمد < قال ابو كندا الحديث حجة وهو من اقرب الروايات للرسول ﷺ في هذا الشأن>

هل تعلم ما الحكمة من عدم رفع النساء رءوسهن حتى يستوي الرجال جلوسا!!!؟؟؟

حتى لا يرين عورات الرجال لقصر أزرهم ، ولو كانت الصلاة في بيتهن افضل ، لأمرهن الرسول ﷺ ان يصلين في بيوتهن حتى يجد الرجال ثيابا طويلة فيستروا انفسهم .

و عَنْ أم سلمة قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ، وَيَمْكُثُ فِي مَكَانِهِ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ. رواه احمد <قال ابو كندا الحديث حجة وهو من اقرب الروايات للرسول ﷺ في هذا الشأن>

وعَنْ عائشة قَالَتْ : أَعْتَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِالْعِشَاءِ حَتَّى نَادَاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قَدْ نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ : ” إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَاةَ غَيْرُكُمْ “. وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُصَلِّي يَوْمَئِذٍ غَيْرَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. رواه احمد < قال ابو كندا الحديث حجة وهو من اقرب الروايات للرسول ﷺ في هذا الشأن>

وقد بوب البخاري على هذا الخديث فقال بَابُ خُرُوجِ النِّسَاءِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِاللَّيْلِ وَالْغَلَسِ.

وعَنْ أنس أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ قَالَ : ” إِنِّي لَأَدْخُلُ الصَّلَاةَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُطِيلَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فأتجاوز فِي صَلَاتِي ؛ مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وجدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ “. رواه احمد < قال ابو كندا الحديث حجة وهو من اقرب الروايات للرسول ﷺ في هذا الشأن>

ولو كان صلاتهن في بيتهن افضل لامرهن الرسول ﷺ بالصلاة في بيتهن رحمة بهن وبصبيانهن .

ولو قال الرسول ﷺ صلاتهن في بيتهن افضل ، لكان هذا اشارة في منعهن ، لكن الرسول ﷺ لم يمنعهن ونهانا ان نمنعهن .

حتى ان عائشة قالت : لَوْ أَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ لَمَنَعَهُنَّ الْمَسَاجِدَ كَمَا مُنِعَهُ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ : فَقُلْتُ لِعَمْرَةَ : أَوَمُنِعَ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الْمَسَاجِدَ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ. رواه مالك < قال ابو كندا الحديث حجة وهو من اقرب الروايات للرسول ﷺ في هذا الشأن>

وهنا عائشة ترى مافعل النساء بعد عهد النبي ﷺ لكن لم تتجرء في منعهن ولم يتجرأ الصحابة ان يمنعونهن وهم اغير الناس على نسائهم .

بل ان زوجة عمر بن الخطاب كانت في المسجد تصلي مع الناس في الصلاة التي قتل في عمر بن الخطاب.

كان الصحابة وقافين عند كلام الله عز وجل وكلام رسوله ﷺ ، وان خالف عقولهم ورغباتهم وعواطفهم ومنطقهم .

واما نحن فقد قدمنا اهواءنا وعواطفنا ومنطقنا فظننا ان المصلحة في منعهن عن المساجد – وكأننا لا نوقن بأن احكام الله كلها فيها مصلحة للبشر – ، فنذكر الاحاديث الضعيفة ونصححها لنحتج بها على موافقة اهوائنا ، فلو لم تكن موافقه اهوائنا لأخذنا اقرب علة وان كانت واهية لتضعيف الحديث ، فإن كان حجة لا غبار عليه أولناه على رغباتنا .

وكأنهم يعلموت مصلحة العباد اكثر من الله ، والعياذ بالله.

بل اننا اتبعنا بني اسرائيل وقلدناهم في منع نسائهم من المساجد .

ولهذا كله اقول: ان الفضل في الصلاة المكتوبة ان تصلى مع الامام للرجل والمرأة، واما النوافل فالصلاة في البيت افضل ، فعَنْ زيد بن ثابت، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ اتخذ حجرة فِي الْمَسْجِدِ مِنْ حَصِيرٍ، فَصَلَّى فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَيَالِيَ حَتَّى اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، ثُمَّ فَقَدُوا صَوْتَهُ فَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ نَامَ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَتَنَحْنَحُ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ : ” مَا زَالَ بِكُمُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَيْكُمْ، وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ مَا قُمْتُمْ بِهِ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ ؛ فَإِنَّ أَفْضَلَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ “.

ولو دققتم في الحديث لوجدتم ان المخاطب به الرجال وليس النساء.