قال ابو كندا
نعود الى سؤالكم ، فإن قلتم وماهي الكبائر ؟؟؟
سأقول لكم مارواه البخاري بسنده عَنْ عبد الله بن عمرو قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْكَبَائِرُ ؟ قَالَ : ” الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ “. قَالَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : ” ثُمَّ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ “. قَالَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : ” الْيَمِينُ الْغَمُوسُ “. قُلْتُ : وَمَا الْيَمِينُ الْغَمُوسُ ؟ قَالَ : ” الَّذِي يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، هُوَ فِيهَا كَاذِبٌ “.البخاري [1]
وروى احمد بسنده عن شعبه عن فراس بسنده عَنْ عبد الله بن عمرو، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ : ” الْكَبَائِرُ : الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، أَوْ قَتْلُ النَّفْسِ – شُعْبَةُ الشَّاكُّ – وَالْيَمِينُ الغموس”. احمد[2]
وروى ابو بكرة قال : “كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ : ” أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ؟ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ “.
قَالَ : وَذُكِرَ الْكَبَائِرُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ : ” الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ “، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، وَقَالَ : ” وَشَهَادَةُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ “، أَوْ ” قَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ “، فَمَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا : لَيْتَهُ سَكَتَ. رواه احمد [3]
قال ابو كندا ويغلب ظني ان هذا الموقف بعد موقف الاعرابي الذي جاء يسأل الرسول ﷺ الذي ذكرته سابقا عن عبد الله بن عمرو ، لأن أبا بكرة قال ” كنا جلوسا عند النبي ﷺ ” وابو بكرة اسلم في شوال من السنة للهجرة.
وحديث ابي بكرة خصص الرسول ﷺ الشرك بالله بأنه اكبر الكبائر ، وأيضا نسخ تخصيص اليمين الغموس الى لفظة اعم وهي قول الزور ، وقول الزور كما تعلمون يدخل فيه اليمين الغموس وشهادة الزور والكذب وغيرها من مخالفة الحقيقة لحظوظ النفس والله اعلم.
وروى أنس ابن مالك قال “ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْكَبَائِرَ، أَوْ سُئِلَ عَنِ الْكَبَائِرِ، فَقَالَ : ” الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ “. وَقَالَ : ” أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ؟ ” قَالَ : ” قَوْلُ الزُّورِ “. أَوْ قَالَ : ” شَهَادَةُ الزُّورِ “. قَالَ شُعْبَةُ : أَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ : ” شَهَادَةُ الزُّورِ “. رواه احمد [4]
وهنا انس رضي الله عنه قال ذكر رسول الله الكبائر او سئل عنها ثم ذكر اربع كبائر وزاد على الحديثين السابقين قتل النفس ، وهذا يدل ان هذا الموقف الذي حضره انس مع الرسول ﷺ كان اخر عهد النبي ﷺ ، لأن قتل النفس انزل الله عز وجل فيها اية في اخر عهد الرسول ﷺ وهي قول الله عز وجل { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا(93)}
فعن سعيد بن جبير قَالَ : آيَةٌ اخْتَلَفَ فِيهَا أَهْلُ الْكُوفَةِ، فَرَحَلْتُ فِيهَا إِلَى ابن عباس فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ } هِيَ آخِرُ مَا نَزَلَ، وَمَا نَسَخَهَا شَيْءٌ. البخاري
وهذا فيه اشارة ان حديث انس الذي زاد فيه قتل النفس وجعلها من الكبائر هي اخر عهد الرسول ﷺ .
ثم لو لاحظت حديث انس ان الرسول ﷺ قال “أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ؟ ” قَالَ : ” قَوْلُ الزُّورِ”.
وهذا يدل على ان الكبائر اربع فقط وهي :
الشرك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقول الزور ، وقتل النفس.
وأن اكبر الكبائر اثنتين وهي
الشرك بالله ، وقول الزور .
فإياك والوقوع في هذه الكبائر فقد قال الله عز وجل { إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا(31)}
فلا ينبغي للمسلم مهما كان علمه ان يزيد شيئا من عنده للعاطفة او لدرء المفسدة او جلب مصلحة او قياس فلا قياس مع النص الصريح.
وهذا ما كان يعمل به صحابة الرسول ﷺ فكانوا وقافون عند قول الله وقول رسوله ، فيعضمون ما معضمه الله ورسوله ، ويهونون ما هونه الله عز وجل ورسوله ﷺ
وخذ ابن عباس مثالا على ذلك
فلو تعلمون ما يقول ابن عباس عن قاتل المؤمن لتعجبتم منه ، فقد قال : قاتل المؤمن ان لم يتب سيدخل النار ولن يغفر الله له حتى يتوب وان فعل كل الخيرات ولم يتب – من قتل النفس -فسيدخل النار كما قال الله عز وجل في كتابه
فعَنْ سعيد بن جبير ، قَالَ : أَمَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى، قَالَ : سَلِ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ مَا أَمْرُهُمَا ؛ { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ } ، { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا } . فَسَأَلْتُ ابن عباس، فَقَالَ : لَمَّا أُنْزِلَتِ الَّتِي فِي الْفُرْقَانِ قَالَ مُشْرِكُو أَهْلِ مَكَّةَ : فَقَدْ قَتَلْنَا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ، وَدَعَوْنَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَقَدْ أَتَيْنَا الْفَوَاحِشَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ } . الْآيَةَ، فَهَذِهِ لِأُولَئِكَ، وَأَمَّا الَّتِي فِي النِّسَاءِ ؛ الرَّجُلُ إِذَا عَرَفَ الْإِسْلَامَ وَشَرَائِعَهُ، ثُمَّ قَتَلَ فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ، فَذَكَرْتُهُ لمجاهد، فَقَالَ : إِلَّا مَنْ نَدِمَ. البخاري
واما في تعريف اللمم فقال ” مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِمَّا قَالَ ابو هريرة، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ ” إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَى، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، وَزِنَى الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَى اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ ” رواه احمد
فالصحابة ياكرام لا يقولون الا كما يقول الله عز وجل ورسوله ﷺ ولا يتعدون كلامهما بأرائهم او عاطفتهم وخاصة اذا جاء فيه النص الصريح، فإن اتى الامر عام ولم يحدد، فيجتهدون في ضابطه او تعريفه كل على حسب علمه.
فإن قال قائل الم يقل ابن عباس نفسه في قول الله عز وجل “إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه”، قال:”الكبائر”، كل ذنب ختمه الله بنار، أو غضب، أو لعْنة، أو عذاب. رواه الطبري
اليس هذا تعريف صريح من ابن عباس -حبر هذه الامة واقرب الناس لرسول ﷺ – ،لمعنى الكبائر وجعله ضابطا نمشي عليه في معرفة الكبائر؟؟؟
قلت وازيدكم من الشعر بيت فقد روي عن ابن عباس قوله عن الكبائر، قال: كل شيء عُصيِ الله فيه فهو كبيرة. وايضا رواه الطبري
قال ابو كندا كلا الروايتين ضعيفة ولا تثبت عن ابن عباس
فالرواية التي ذكرتموها فيه مجهول ، وصدوق كثير الغلط ، وصدوق له اوهام ، وصدوق يخطئ وقد روى عن ابن عباس ولم يره ، اي ان بينه وبين ابن عباس رجل مجهول.
اي كل رواته ليس فيهم ثقة مابين الصدوق الذي يخطئ الى المجهول ، مافيهم واحد فقط ثقة، فالرواية شديدة الضعف.
واما الرواية التي ذكرتها وهي تعميم ابن عباس الكبائر في كل شي عُصي الله فيه، قال ابو كندا الرواية ضعيفه فيه مجهولان هما ابن سعدان وابو الوليد فالرواية ضعيفة وان قارنت هذه الرواية بالرواية التي ذكرتموها فهذه افضل من روايتكم من حيث السند.
فالرواية الصحيحة ياكرام ، التي وجدتها هي عن سعيد بن جبير.
فعن محمد بن واسع قال، قال سعيد بن جبير: كل موجبة في القرآن كبيرة.رواه الطبري [5]
وسعيد بن جبير كما تعرفون ليس بصحابي ، وقد يكون هذا التعريف للكبائر هو الذي جعله [يخرج على الامام في فتنة الاشعث] ، اقول قد يكون ولا اجزم.
فلماذا نترك قول الرسول ﷺ ونأخذ قوله!!!!
اما المتأخرين من العلماء فقد عرفوا الكبيرة انها كل موجِبة، وكل ما أوعد الله أهلَه عليه النار، فكبيرة.
اعتمادا على روايات ضعيفة عن ابن عباس كما ذكرت سابقا واعتمادا ايضا على قول سعيد ابن جبير حتى انهم اوصلوا الكبائر الى سبعمائة كبيرة.
والدليل ان هذا التعريف مخالف لكلام الرسول ﷺ مارواه
احمد في مسنده بسنده عن ابن عباس قال مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بِقَبْرَيْنِ، فَقَالَ : ” إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كبير ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يستنزه مِنَ الْبَوْلِ – قَالَ وَكِيعٌ : مِنْ بَوْلِهِ – وَأَمَّا الْآخَرُ : فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ “. ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً، فَشَقَّهَا بِنِصْفَيْنِ فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟ قَالَ : ” لَعَلَّهُمَا أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا “. قَالَ وَكِيعٌ : ” تَيْبَسَا “. احمد[6]
وهنا صرح الرسول ﷺ ان أنهما يعذبان مع ان مافعلاه لا يعد من الكبائر.
وهذا دليل ان ماوعد بالعذاب في الاخرة لا يلزم ان يكون من الكبائر .
اما الروايات التي فيها “وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كبير ، وَبَلَى “. التي رواها الدارمي ، <قال ابو كندا هي اقرب رواية فيها هذه الزيادة وهذه الرواية فيها بحر بن مرار قال عنه ابن حجر صدوق اختلط بآخره، لذلك نشكك في هذه الزيادة ، ولا تقبل امام رواية الثقة>.
ومن روى بعد هذه الرواية قد اختلطت عليه الروايتين فخالف الثقات.
وأما رواية “وَإِنَّهُ لَكَبِيرٌ، كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ”. رواها البخاري ، <قال ابو كندا لولا ان هذا الحديث في البخاري لقلت ليس بحجة ففيه عبيدة بن حميد أبو عبد الرحمن قال عنه ابن حجر صدوق نحوي ربما أخطأ ،أ،هـ . قال ابو كندا ولو تأملت الرواية لوجدت أنه زاد كلمة (وإنه لكبير ) بعد قوله ” ومايعذبان في كبير ” وهذه اللفظة مخالفة للرواية الحجة الاقرب للرسول ﷺ وايضا قلب كلمة( استنزه ) الى (استتر) ، ولا عجب في ذلك فالروية فيه ( عبيدة بن حميد) وهو صدوق ربما أخطأ>
وحتى تعرف الفرق بين اللفظتين ، دعني اشرح لك .
( الستر ): تدل على الغطاء.
و( النزه ) تدل على الابعاد.
فإذا قيل لك استتر اي غط القبح الذي بك.
واذا قيل لك استنزه اي ابعد القبح الذي بك.
أظن انك فهمت لكن سأزيد في الشرح.
فلو قيل لك استتر من بولك ، فيكون المقصود معنيان وهما .
اما غط نفسك بأي شيء اذا اردت ان تبول حتى تستتر.
او ضع حاجز بينك وبين بولك حتى لايرتد اليك .
وهذان المعنيان خالفهما الرسول ﷺ كما في البخاري ومسلم واحمد وهذه رواية احمد بسنده عَنْ حذيفة قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي طَرِيقٍ، فَتَنَحَّى، فَأَتَى سباطة قَوْمٍ، فَتَبَاعَدْتُ مِنْهُ، فَأَدْنَانِي حَتَّى صِرْتُ قَرِيبًا مِنْ عَقِبَيْهِ، فَبَالَ قَائِمًا، وَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ.
اتمنى ان تتأمل قوله “فَتَبَاعَدْتُ مِنْهُ، فَأَدْنَانِي حَتَّى صِرْتُ قَرِيبًا مِنْ عَقِبَيْهِ”. فهذا يدل ان الرسول ﷺ في حال البول لم يبتعد ، وعندما ابتعد عنه حذافه ادناه حتى صار قريبا منه .
وهذا يدل ان الابتعاد في حالة البول ليس مأمور به .
ولو تأملت قوله ” فَبَالَ قَائِمًا “، لرأيت انه لم يجعل بينه وبين بوله حاجز ، خاصة ان البول يبعد عن الجسد في اوله ويقرب في اخره ، فارتداد البول حاصل حاصل سواء كان قائما او قاعدا .
ولو قلت معنى ( الاستتار من البول ) هو حفر حفره ويبول فيها ، لقلت لك هذا معنى ( يستر بوله ) وليس معنى (يستتر من بوله).
ولو تأملت قوله “وَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ “. لعلمت ان هذا هو معنى ( يستنزه من بوله ) فقد ابعد البول عنه هنا بالاستجمار او الاستنجاء ، لأن الوضوء لايتم إلا بالاستجمار او الاستنجاء .
والاستنزاه الاخر هو اذا اصاب البول الجسد مباشرة فينظفه ليتنزه منه.
اما مايرتد من البول الرشاش البسيط فلا يتنزه منه بدليل هذا الحديث فقد كان الرسول ﷺ لابس الخفين ولم يغسلهما بل مسحهما ، كما في قوله “وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ” .
وهذا ما كان يقصده حذيفة في الرواية الاخرى التي رواها البخاري ومسلم واحمد وهذه الرواية لاحمد لأنها اقرب للرسول ﷺ فروى بسنده عن حذيفة قَالَ : بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا مُوسَى كَانَ يَبُولُ فِي قَارُورَةٍ، وَيَقُولُ : إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا إِذَا أَصَابَ أَحَدَهُمُ الْبَوْلُ قَرَضَ مَكَانَهُ. قَالَ حُذَيْفَةُ : وَدِدْتُ أَنَّ صَاحِبَكُمْ لَا يُشَدِّدُ هَذَا التَّشْدِيدَ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي نَتَمَاشَى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَانْتَهَيْنَا إِلَى سباطة ، فَقَامَ يَبُولُ كَمَا يَبُولُ أَحَدُكُمْ، فَذَهَبْتُ أَتَنَحَّى عَنْهُ، فَقَالَ : “ادْنُهْ “. فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ عَقِبِهِ.
فلا تتشددوا هذا التشديد.
واعتذر عن الاستطراد الطويل .
فالحاصل ان الرسول ﷺ مع انه علم انهما يعذبان الا ان الرسول ﷺ صرح انه ليس كبيرة ،
وهذا دليل قاطع ان الكبائر هي التي يسميها الله عز وجل او يسميها الرسول ﷺ انها كبائر صراحة وليس فهماً، او رأيا، او عقلا.
———-
كتبه
ابو محمد
[1] < قال ابو كندا ورواية البخاري هذه -التي رواها بسنده الى شيبان عن فراس-، رجحت ماشك فيه شعبة بين عقوق الوالدين او قتل النفس ، وذكر انه عقوق الوالدين >.
[2] < قال ابو كندا الحديث حجة وهذه الرواية من اقرب الرواية للرسول ﷺ في هذا الشأن>.
[3] < قال ابو كندا الحديث حجة ومن اقرب الروايات عن ابي بكرة عن الرسول ﷺ ، في هذا الشأن >
[4] <قال ابو كندا هذا الحديث حجة وهو اقوى واقرب رواية للرسول ﷺ فهو اضبط لفظا >
[5] <قال ابو كندا هذه الرواية صحيحة عن سعيد بن جبير> .
[6] <قال ابو كندا هذه الرواية حجة وهي اضبط رواية واقرب رواية للرسول ﷺ >.