قال ابو كندا
والان نعود الى آدم بعد ان خلقه الله وقبل ان ينفخ فيه الروح
فعَنْ أنس أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ : ” لَمَّا صَوَّرَ اللَّهُ آدَمَ فِي الْجَنَّةِ تَرَكَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ، يَنْظُرُ مَا هُوَ، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنَّهُ خُلِقَ خَلْقًا لا يتمالك” .[1]
وقبل ان نبدأ بذكر الاحداث التي حصلت بعد نفخ الروح في آدم
هناك امر لا اعرف متى حدث وهو
قول الله عز وحل { إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) }
هل هو اثناء قوله للملائكة اني جاعل في الارض خليفة؟؟
او قاله قبلها او بعدها ؟؟؟
ليس لي فيه علم
وماذكرتُ هذه الاية هنا الا للحديث عن نفخ الروح في ادم ، وليس للترتيب
فنفهم من هذه الآية { إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) }
إن الله عز وجل امر الملائكة قبل ان ينفخ الروح في ادم ان يقعوا له ساجدين .
والسؤال هنا هل كان الامر بالسجود في الحال بمجرد ان ينفخ فيه الروح ويقوم ؟؟؟
او هيئهم للأمر فقال اذا نفخ فيه الروح سآمركم بالسجود فإذا امرتكم فاسجدوا؟؟؟
بالنسبة لي فأنا ارى القول الثاني هو الارجح فإن قلتم لماذا سأقول لكم
قال الله عز وجل { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (11)}
وهذه الاية تدل على ان الله عز وجل اخرج من ادم ذريته وصورهم واشهدهم ثم قال للملائكة اسجدوا لآدم
وأيضا عن أبي هريرة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ” خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ لَهُ : اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ – وَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ – فَاسْتَمِعْ مَا يُجِيبُونَكَ ؛ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ “. قَالَ : ” فَذَهَبَ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا : السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ : وَرَحْمَةُ اللَّهِ “. قَالَ : ” فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمْ يَزَلْ يَنْقُصُ الْخَلْقُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ “.[2]
وهذا دليل اخر أن ادم ذهب وسلم على الملائكة قبل ان يأمرهم الله عز وجل بالسجود.
وأيضا حديث أبي هريرة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ” لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ، وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ عَطَسَ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ بِإِذْنِهِ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ : رَحِمَكَ اللَّهُ يَا آدَمُ، اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى مَلَأٍ مِنْهُمْ جُلُوسٍ، فَقُلِ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، قَالُوا : وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ”.[3]
******
قال ابو كندا
وسأسرد لكم بعض الاحداث التي حصلت بعد نفخ الروح ، ولن اعلق عليها ، لأني لا اعلم كيف اجمع بينهم ، ومن فتح الله عليه، وعرف كيف يجمع بينهم فليخْبِرْنِي به، وَلَا يضَنَّ عَلَي .
قال الله عز وجل { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ(11)}
وقال الله تعالى { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ(172)}
وقال جلا وعلا { وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) }
وعن أنس ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : ” يَقُولُ اللَّهُ لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا : لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ كُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ. فَيَقُولُ : قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ مَا هُوَ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ ؛ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي، فَأَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تُشْرِكَ بِي “. [4]
وقال عز وجل { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ }
وعَنْ عبد الله بن الديلمي قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ بِالطَّائِفِ، يُقَالُ لَهُ : الْوَهْطُ، وَهُوَ مُخَاصِرٌ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ، … ” وفيه ” وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ : ” إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ يَوْمَئِذٍ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ نُورِهِ يَوْمَئِذٍ اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ “.
فَلِذَلِكَ أَقُولُ : جَفَّ الْقَلَمُ عَلَى عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.[5]
وعن أبي هريرة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ” لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ، وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ عَطَسَ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ بِإِذْنِهِ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ : رَحِمَكَ اللَّهُ يَا آدَمُ، اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى مَلَأٍ مِنْهُمْ جُلُوسٍ، فَقُلِ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، قَالُوا : وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ، قَالَ : إِنَّ هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ بَنِيكَ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ اللَّهُ لَهُ وَيَدَاهُ مَقْبُوضَتَانِ : اخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْتَ، قَالَ : اخْتَرْتُ يَمِينَ رَبِّي، وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ مُبَارَكَةٌ، ثُمَّ بَسَطَهَا، فَإِذَا فِيهَا آدَمُ وَذُرِّيَّتُهُ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ مَا هَؤُلَاءِ ؟ فَقَالَ : هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ، فَإِذَا كُلُّ إِنْسَانٍ مَكْتُوبٌ عُمْرُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا فِيهِمْ رَجُلٌ أَضْوَءُهُمْ أَوْ مِنْ أَضْوَئِهِمْ، قَالَ : يَا رَبِّ، مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ قَدْ كَتَبْتُ لَهُ عُمْرَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ : يَا رَبِّ، زِدْهُ فِي عُمْرِهِ، قَالَ : ذَاكَ الَّذِي كَتَبْتُ لَهُ، قَالَ : أَيْ رَبِّ، فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِنْ عُمْرِي سِتِّينَ سَنَةً، قَالَ : أَنْتَ وَذَاكَ، قَالَ : ثُمَّ أُسْكِنَ الْجَنَّةَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أُهْبِطَ مِنْهَا، فَكَانَ آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ، قَالَ : فَأَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ : قَدْ عَجَّلْتَ، قَدْ كُتِبَ لِي أَلْفُ سَنَةٍ، قَالَ : بَلَى، وَلَكِنَّكَ جَعَلْتَ لِابْنِكَ دَاوُدَ سِتِّينَ سَنَةً، فَجَحَدَ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنَسِيَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ. قَالَ : فَمِنْ يَوْمِئِذٍ أُمِرَ بِالْكِتَابِ وَالشُّهُودِ “. رواه الترمذي وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رِوَايَةِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ [6]
كل هذه الادلة صحيحة ولكني لم استطع ان اجمع بينها.
على العموم ، هناك امور لابد ان نؤمن بها نأخذها من هذه الايات وهي:
ان الله عز وجل اخذ منا الميثاق على الايمان به قبل ان نولد في الدنيا، فكل بني ادم قد اخذ الله منه الميثاق والعهد على الايمان به واشهده على انه لا اله الا الله.
لذلك ربطنا الله عز وجل بها ، في ذِكرها في الاذان والصلاة ، وهي اول كلمة يقولها الكافر اذا اراد ان يسلم ، فمن يقول اشهد ان لا اله الا الله فهو يُذكر نفسه بهذه الشهادة ، والشهادة من دلالاتها الحضور ، فلو لم يُشهدنا الله على ذلك قبل ان نولد لتغيرت الكلمة من ( اشهد) الى ( آمنت ).
وايضا جعل الله عز وجل سيد الاستغفار فيه ذكر هذا العهد ، قال الرسول ﷺ ” سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ؛ فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ “. قَالَ : ” وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ “. البخاري.
قال ابو كندا والعهد هو ما ذكرت وقد اخذه الله منك قبل أن تولد في الدنيا
———-
كتبه
ماجد بن محمد العريفي
الهامش
[1] رواه مسلم
[2] رواه أحمد <قال أبو كندا حجة>
[3] رواه الترمذي <قال ابو كندا صحيح >
[4] رواه احمد < قال ابو كندا حجة> .
[5] رواه احمد <قال ابو كندا حجة >
[6] قال ابو كندا وهذا الحديث اعتبره صحيح لغيره فلا أقبله في هذه المقالة ، وقلت انه صحيح لغيره لأنه اتى من طريقين عن ابي هريرة مختلفا السند كليا وكلا السندين فيهما صدوق فهما يشهدان لبعض.
فقد روى عن أبي هريرة سعيد المقبري وعنه الحارث بن عبد الرحمن وعنه صفوان بن عيسى وعنه محمد بن بشار .
وايضا روى عن ابي هريرة ابوصالح وعنه زيد بن أسلم وعنه هشام بن سعد وعنه ابو نعيم وعنه عبد بن حميد.
وأقصد بالصحيح لغيره اي ان الحديث صحيح بالمجمل والاحداث الكبيرة فيها صحيحة لكن التفاصيل والكلمات التي فيها ليست دقيقة فقد تكون وهم من الراوي