كتاب” فتوح مصر والمغرب”، من اقدم الكتب المدونة في تاريخ العهد الاسلامي في مصر، وقد تحدث عن ابراهيم ويوسف وموسى عليهم السلام، وعمرو بن العاص وعبدالله بن ابي السرح رضي الله عنهما، ولم يقتصر الحديث عن المسلمين فقط بل تحدث عن العمالقة والفراعنة والاقباط والاسكندرية، الكتاب ممتع بالنسبة لي لأنه على طريقة المحدثين فكل حدث او قصة يذكرها يذكر الاسناد فيها، ويتكون الكتاب من سبعة أجزاء، خمسة اجزاء استمتعت فيها، وجزئين اصابني الملل منها وهي جزء القضاء وجزء المحدثين ، لأنه اكتفى فيهما بذكر الاسماء والمناصب والوفاة او ذكر حديث عن الرسول ﷺ لست ادري هل هو صحيح ام ضعيف.

كتاب “فتوح مصر والمغرب ” هو اشهر من مؤلفه ابو القاسم المصري، مع انه محدث وفقيه وسجن ايام المعتصم في فتنة خلق القران.

ومع ذلك لم يذكره الذهبي من أعلام كتابه سير اعلام النبلاء، ثم وجدته في تهذيب الكمال والجرح والتعديل وكانت ترجمتهما له قصيره.

 الحاصل ان اسمه عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالحكم، وتوفي سنة 257هـ.

نعود الى الكتاب يتألف من جزء واحد فيه 519 صفحة ، عدد صفحات الفهارس 167 صفحة والباقي صفحات المؤلف.

اعجبني في الكتاب وصفه لمدينة مصر في عهد عمرو بن العاص، وذكره لمُلّاك البيوت والدور والقصور ومن باعوها عليه، وكأنه رئيس البلدية في وقتنا الحاضر او كاتب عدل قد وقع على المبايعة.

وعلى ذكر كاتب العدل، سألني مديري مرة من المرات وقال لي لماذا بيع الاراضي لا يتم الا في كتابة العدل، فأردت ان اقول لأنهم يعرفون طبيعة الارض فذكرت انهم لم يتخصصوا في الجغرافيا، فبدرت لي اجابة اخرى وهي لأنه يعلمون تربة الارض فذكرت انهم لم يدرسوا الجولوجيا، ففكرت بطريقة اخرى وقلت في نفسي لأنهم يعرفون طريقة حسابات مساحة الارض اذا كانت اضلاعها غير متسوية، فتذكرت ان بعضهم لم يذهب الى الشريعة الا هربا من الرياضيات، كل هذا التفكير في ربع دقيقة ولم شاهدني مديري صامت حائر ابحث عن اجابة، -ومديري احد الحكماء الذين عرفتهم في هذه الحياة-، اسعفني بإجابة وقال يمكن لأن الاراضي غالية، قلت صح يمكن لأنها غالية، وتحتاج الى أناس يؤتمن لهم، فأجابني لكن بعض الاراضي ، ارخص من السيارات في الوكالات ، وهناك قطع من الالماس اغلى من كثير من الاراضي فلماذا لا تكون في كتابة العدل.

بقي هذا السؤال في خلدي يحيرني، لماذا بيع الاراضي خاصة بكتابة العدل، لماذا لا يخصصوا لبيع الاراضي خريجوا علم الاجتماعيات التاريخ والجغرافيا، على اقل عندهم اساسيات دراسة الارض من ناحية الطبيعة وتاريخها.

أو لماذا لا يوضفوا دارسي الجولوجيا في هذا المجال خاصة ان عندنا بالشرقية وفي مخطط ضاحية الملك فهد ملزم بأن تفحص التربة لإخراج فسح البناء.

ثم بدرا الي سؤال آخر وهو لماذا كتاب العدل خاص بخرجي الشريعة فقط لماذا لايوضفون خريجي اصول الدين او خريجي كلية الدعوة، ما سبب تخصيصها بخريجي الشريعة فقط.
كتبه 

ماجد بن محمد العريفي

يوم الجمعة 30-1-1439

20-10-2017