الحمد لله رب العالمين

نحمد الله عزوجل ولا نحمد سواه لأنه رب العالمين

قال الطبري والرب هو السيد المطاع ، ( ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ () فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) 

فإذا علمت ان معنى رب العالم هو سيد العالم ستتيقن انه 

لن يستطيع العالم كله ان يمسك بسوء لم يرده الله

ولن يستطيع العالم كله ان يدفع عنك سوء قدره الله عليك.

( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )

فالحمدلله رب العالمين
*********

الحمدلله رب العالمين

نحمد الله عزوجل ونصرف العبادة له دون سواه لأنه رب العالمين 

قال السمرقندي الرب هو المربي ، 

وقال السمعاني الرب يكون بمعنى التربية.

وقال الواسطي ” الرب هو الخالق ابتداء والمربي غذاء والغافر انتهاء “.أ.هـ

  «ووجوه تَرْبِيَةِ الله لِلْعَبْدِ كثيرةٌ ، فلما وَقَعَتِ النّطفةُ مِنْ صُلْبِ الأَبِ إلى رَحِمِ الأُمِّ، رَبَّاهَا حتى صارت عَلَقَةً، ثم مُضْغَةً، ثم تولّدت منه أعضاء مُختلفةٌ، مثلُ العِظَامِ، والغَضَارِيف، والأَوْتَارِ، والأوردَةِ، والشرايِين، ثم اتصل البعضُ بالبعضِ، ثمَّ حَصَلَ في كُلِّ واحِدٍ منها نَوْعٌ خَاصٌّ من أنواع القُوَى، فحصلت القوّةُ الباصرة في العَيْنِ، والسَّامِعَةُ في الأُذُنِ، والنَّاطِقَةُ في اللِّسانِ، فسُبْحَانَ مَنْ بَصَّرَ بِشَحْمٍ، وأَسْمَعَ بِعَظْمٍ، وأَنْطَقَ بِلَحْمٍ» ! .

وأيضا ترى الحَبَّةَ الواحِدَةَ إذا وقعت في الأرض، وخالطها نَدَاوةُ الأرضِ، انتفَخَتْ فلا تنشق من شيء من الجوانِبِ إلاّ مِنْ أَعْلاَها وأسفلها، مَعَ أنَّ الانتفاخَ حاصلٌ من جميع الجوانب.

أما الشق الأعلى، فيخرجُ منه الجزءُ الصاعِدُ، فبعد صعودِهِ يحصُلُ له سَاقٌ، ثم ينفصِلُ من ذلك الساقِ أَغْصَانٌ كثيرةٌ، ثم يظهر على تلك الأغصانِ الأَزهار، ثُمَّ الثِّمَار، ليستفيد منه الانسان.

 والحكمةُ في كلِّ هذه التدبِيرَاتِ تحصيلُ ما يحتاج العبد إليه من الغِذَاءِ، والإدام، والفواكه، والأشربةِ، والأدْوِيَةِ؛ كما قال تعالى: {أَنَّا صَبَبْنَا المآء صَبّاً ثُمَّ شَقَقْنَا الأرض شَقّاً} [عبس: ٢٥، ٢٦] . 
فالحمد لله رب العالمين
***********
الحمد لله رب العالمين

نحمد الله فنصلي له وننحر له وندعوه ونثني عليه ولا نشرك احد معه في حمدنا وصلاتنا ونحرنا ودعاءنا لأنه رب العالمين 

قال الطبري “الرب من معانيه المصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه “.

( يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )

فالمزارع اذا تعاظمت حاجته للثمر وصار الماء شحيحا نظر الى السماء وقال يالله … فيصلح الله له ماراد من المطر وتكيف التربة للثمر.
ركاب السفينة اذا تلاطمت بهم الامواج جراء العواصف وخشي الركاب من الموت قالوا يا رب … فيصلح الله لهم سفينتهم فلا تغرق مهما طغت الامواج والعواصف.

( وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ )
هذا المخلوق الضعيف اذا جاع واحتاج الى الطعام يقول يا رب إني جائع فأطعمني …فيصلح الله له الامر ويطعمه بإرسال احد المخلوقين اليه بطعام

فإذا احتاج المخلوق الى المال يقول يا رب لا مال عندي …فيأمر الله احد المخلوقين ان يعطيه مالا

فإذا مرض هذا المخلوق تجده يرفع يديه الى السماء ويقول يا رب اشفني فيهيء الله له سبب الشفاء 

فإذا ظُلم هذا المخلوق واحتاج الى النصر يقول يا رب انصرني على من ظلمني فينصره الله من فوق سبع سموات
( قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ () أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ () فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ () الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ () وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ () وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ () وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ () وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ )
فالحمد لله رب العالمين
*******

الحمد لله رب العالمين

نحمده لانه رب العالمين

قال الطبري الرب هو المالك الذي له الخلق والأمر

( ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ) 
فالكون كله لا يخرج عن حكمه. . .

فلا الشمس تستطيع أن تغيب وتقول لن أشرق ولا النجوم تستطيع أن تصطدم بعضها ببعض في الكون، ولا الأرض تستطيع أن تمنع إنبات الزرع. . ولا الغلاف الجوي يستطيع أن يبتعد عن الأرض فيختنق الناس جميعا. .

اذن فالله سبحانه وتعالى يريد ان يطمئن عباده انه رب لكل ما في الكون فلا تستطيع اى قوى تخدم الانسان ان تمتنع عن خدمته. . لأن الله سبحانه وتعالى مسيطر على كونه وعلى كل ما خلق. . انه رب العالمين وهذه توجب الحمد. . ان يهيئ الله سبحانه وتعالى للانسان ما يخدمه، بل جعله سيدا في كونه. . ولذلك فإن الانسان المؤمن لا يخاف الغد. . وكيف يخافه والله رب العالمين. 

اذا لم يكن عنده طعام فهو واثق ان الله سيرزقه لأنه رب العالمين.

. واذا صادفته ازمة فقلبه مطمئن الي ان الله سيفرج الازمة ويزيل الكرب لأنه رب العالمين. . واذا اصابته نعمة ، ذكر الله ، فشكره عليها لانه رب العالمين الذي انعم عليه.
فالحمد لله رب العالمين

*******

 قال السعدي 

 {رَبِّ الْعَالَمِينَ} الرب، هو المربي جميع العالمين -وهم من سوى الله- بخلقه إياهم، وإعداده لهم الآلات، وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة، التي لو فقدوها، لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة، فمنه تعالى.

وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.

فالعامة: هي خلقه للمخلوقين، ورزقهم، وهدايتهم لما فيه مصالحهم، التي فيها بقاؤهم في الدنيا.

والخاصة: تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم له، ويكمله لهم، ويدفع عنهم الصوارف، والعوائق الحائلة بينهم وبينه، وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير، والعصمة عن كل شر. ولعل هذا [المعنى] هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب. فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.

فدل قوله {رَبِّ الْعَالَمِينَ} على انفراده بالخلق والتدبير، والنعم، وكمال غناه، وتمام فقر العالمين إليه، بكل وجه واعتبار.
فالحمد لله رب العالمين
كتبه 

ماجد بن محمد العريفي

يوم الخميس 

9-12-1438

31-8-2017