باب إِفْشَاءُ السَّلاَمِ مِنَ الإِسْلاَمِ
وَقَالَ عَمَّارٌ: ثَلَاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ:
الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلامِ لِلْعَالَمِ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ.
٢٨ – عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: “تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ”.
**************
١- قوله” ثَلَاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ:”
قَالَ أبو الزناد: هذِه الثلاث عليها مدار الإسلام، وهي جامعة للخير كله؛
٢-قوله “الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ” لأن من أنصف من نفسه فيما بينه وبين الله وبين الخلق، ولم يضيِّع شيئًا مما لله تعالى عليه، وللناس عليه، ولنفسه بلغ الغاية في الطاعة.
٢- قوله “وَبَذْلُ السَّلامِ لِلْعَالَمِ” وأما بذل السلام للعالم فمعناه: للناس كلهم، لقوله – صلى الله عليه وسلم -: “وتقرأ السلام عَلَى من عرفت ومن لم تعرف”. وهذا من أعظم مكارم الأخلاق، ويتضمن التواضع وهو أن لا ترتفع عَلَى أحد، ولا تحتقر أحدًا، وإصلاح ما بينه وبين الناس بحيث لا يكون بينه وبين أحد شحناء، ولا أمر يمتنع من السلام عليه بسببه.
كما يقع لكثير من الناس، ففيه الحث عَلَى إفشاء السلام وإشاعته،
٣- قوله” وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ” وأما الإنفاق من الإقتار فهو الغاية في الكرم، وقد مدح الله تعالى (فاعله) بقوله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} وهذا عام في نفقة الرجل عَلَى عياله وضيفه والسائل منه، وفي كل نفقة في الطاعات، وهو متضمن للوثوق بالله تعالى، والزهادة في الدنيا، (وقصر الأمل) وهذا كله من مهمات طرق الآخرة.
٤- هذا الحديث سلف شرحه في الباب السالف المشار إليه.
اختصره بتصرف
ماجد بن محمد العريفي
يوم السبت٣٠-٧-١٤٣٧هـ