باب الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ

٢٤ – عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الَحيَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: “دَعْهُ، فَإِنَّ الحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ”. 

********

١- قوله: (مَرَّ عَلَى رَجُلٍ) قَالَ أهل اللغة: مَرَّ عليه، ومَرَّ به أي: اجتاز.

٢- وقوله: (يعظ أخاه) قَالَ أهل اللغة: الوَعْظُ: النُصْحُ، والتذكير بالعواقب، وقال ابن فارس: هو التخويف، 

٣- ومعنى: (يَعِظُ أَخَاهُ فِي الحَيَاءِ) أي: ينهاه عنه، ويقبح له فعله، ويخوفه منه. فإنّ كثرته عجز، فزجره – صلى الله عليه وسلم – عن وعظه، وقال: “دعه” أي: عَلَى فعل الحياء، وكُفّ عن نهيه؛ “فإن الحياء من الإيمان”.

وفي رواية أخرى في الصحيح: “الحياء خير كله” وفي رواية: “الحياء لا يأتي إلا بخير”.

٤- وقال ابن قتيبة: معنى الحديث أن الحياء يمنع صاحبه من ركوب المعاصي كما يمنع منه الإيمان، فسمي إيمانًا كما يسمى الشيء باسم ما قام مقامه،

٥- وفي الحديث التنبيه عَلَى الامتناع من قبائح الأمور ورذائلها، وكل ما يستحيا من فعله.

اختصره ماجد بن محمد العريفي

يوم الخميس٢٧-٧-١٤٣٧هـ