باب مِنَ الدِّينِ الْفِرَارُ مِنَ الْفِتَنِ
١٩ – عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: “يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتَّبعُ بِهَا شَعَفَ الجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ”. 
**********

١- قوله: “يُوشِكُ” هوأي: يسرع ويقرب،
٢- وقوله: “شعف الجبال” وهي رءوس الجبال، وشَعَفُ كل شيء: أعلاه، 
٣- وقوله: (“يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ”) أي: من (فساد ذاتِ البين) 
٤- وخصت الغنم بذلك؛ لما فيها من السكينة والبركة -وقد رعاها الأنبياء والصالحون صلوات الله عليهم وسلامه- مع أنها سهلة الانقياد، خفيفة المؤنة، كثيرة النفع.
٥- إنما ذكر شعف الجبال لفراغها من الناس غالبًا.
٦- فضل العزلة في أيام الفتن؛ لإحراز الدين؛ ولئلا تقع عقوبة فتعم، إلا أن يكون الإنسان ممن لَهُ قدرة عَلَى إزالة الفتنة، فإنه يجب عليه السعي في إزالتها، إما فرض عين، وإما فرض كفاية بحسب (الحال) والإمكان.
٧- وأما في غير أيام الفتنة (فاختلف)العلماء أيها أفضل: العزلة أم الاختلاط؟

فذهب الشافعي والأكثرون إلى تفضيل الخلطة؛ لما فيها من اكتساب الفوائد، وشهود الشعائر، وتكثير سواد المسلمين، وإيصال الخير إليهم ولو بعيادة (المرضى)، وتشييع الجنائز، وإفشاء السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتعاون عَلَى البر والتقوى، وإعانة المحتاج، وحضور (جماعاتهم)، وغير ذَلِكَ مما يقدر عليه كل أحد.

وذهب آخرون إلى تفضيل العزلة؛ لما فيها من السلامة المحققة لمن لا يغلب عَلَى ظنه الوقوع في المعاصي، ومنها الاحتراز من الفتن.
اختصره ماجد بن محمد العريفي

يوم الاربعاء ٢٧-٧-١٤٣٧هـ