مختصر التوضيح لشرح الجامع الصحيح الحديث ١٧
باب عَلاَمَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ
١٧ – عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: “آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ”.
**********
١- هذا الحديث أخرجه البخاري (رباعيًّا عاليًا هنا) وفي فضائل الأنصار.
٢- الأنصار لقب إسلامي، سموا بذلك لنصرتهم النبي – صلى الله عليه وسلم – وهم ولد الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة العنقاء -لطول عنقه- بن عمرو مزيقيا -الخارج من اليمن أيام سيل العرم- بن عامر بن ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول، بن مازن، وهو جماع غسان بن الأزد، واسمه ذراء عَلَى وزن فعال بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد كهلان أخي حمير بن يعرب بن يقطن، وهو قحطان وإلى قحطان جماع اليمن، وهو أبو اليمن كلها، ومنهم من ينسبه إلى إسماعيل فيقول: قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نبت بن إسماعيل، هذا قول الكلبي.
وقال حسان بن ثابت الأنصاري:
إمّا سألت فإنا معشر نجبٌ … الأزد نسبتنا والماء غسان
٣- “آية الإيمان” علامته ودلالته و”حب الأنصار” من حيث كانوا أنصار الدين ومُظهريه، وباذلي أنفسهم وأموالهم، وقتالهم الناس كافة دونه علامة ودلالة قاطعة عَلَى الإيمان، فمن عرف حق الأنصار ومبادرتهم ونصرهم ومحبتهم لَهُ – صلى الله عليه وسلم – أحبهم ضرورة بحكم صحة إيمانه، ومن كان منافقًا لم يسره ما جاء منهم فيبغضهم.
وهذا جارٍ في أعيان الصحابة كالخلفاء، وبقية العشرة، والمهاجرين، بل في كل الصحابة إذ (كل واحد منهم له) سابقة وسالفة، وغناء في الدين وأثر حسن فيه.
فحبهم لذلك المعنى محض الإيمان، وبغضهم محض النفاق،
٤- فمن وقع لَهُ بغض في واحد منهم -والعياذ بالله- لشيء من ذَلِكَ فهو عاص تجب عليه التوبة، ومجاهدة نفسه بذكر سوابقهم وفضائلهم، وما لهم (عَلَى كل)من بعدهم من الحقوق؛ إذ لم يصل أحد من بعدهم لشيء من الدين والدنيا إلا بهم، وبسببهم قَالَ تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} الآية ، نبه عَلَى ذَلِكَ القرطبي ففيه: الحث عَلَى حب الأنصار، وبيان فضلهم لما كان منهم من مناصحتهم لله تعالى ولرسوله وللمهاجرين وسائر المسلمين، وإعزازهم للدين، وإيثارهم به على أنفسهم وغير ذَلِكَ.
اختصره ماجد بن محمد العريفي
يوم الاحد ٢٤-٧-١٤٣٧هـ