كتاب ” الصاحبي ” في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها، ألف ابن فارس هذا الكتاب وأهداه للوزير الصاحب ابن عباد وسمى الكتاب باسمه ( الصاحبي ) فكافئه الصاحب بن عباد بجائزة قليلة لأنه كان يكره ابن فارس ، فابن فارس كان يتعصب لآل العميد، – بادئ الامر لم اتعجب من ذلك فالعميد وزير والصاحب بن عباد وزير والوزراء اقران يتنافسون ويتحاسدون ولكني عندما قرأت ان الصاحب بن عباد كان ملازما لابن العميد وكان من اتباعه وصاحب لابن العميد حتى سمي (الصاحب ) تعجبت من كرهه لرجل تعلم منه واستفاد منه حكمة وعلما ومنصبا، لأن هذا ليس من طبع علمائنا وادبائنا الذين تربوا على القران والسنة وستقوا من هديها، فعلمت ان في دينه دخن ، فبحثت عن سيرة الصاحب ابن عباد،فوجدت الذهبي يقول عنه ” وكان شيعيا معتزليا مبتدعا، تياها صلفا جبارا” وابن العميد شيعي والدوله البويهيه شيعيه ، فزال العجب –
نعود الى كتاب ( الصاحبي ) وابن فارس، توفي ابن فارس سنة ٣٩٥هـ ، وابن فارس هو أول من استخدم مصطلح فقه اللغة .
بدأ ابن المؤلف الحديث بالقول على لغة العرب أهي توقيف أم اصطلاح ، ثم يتحدث عن أفضل اللغات وأوسعها وعن الكلام المعرَّب والدخيل في القرآن، وعن اختلاف لغات العرب وذكر من الاختلاف اختلاف التضاد وذلك قول حمير للقائم : “ثَبْ” أي اقعد ، وروي أن زيد وفد على بعض ملوك حمير فألفاه في مُتصيَّد له على جبل مشرف ، فسلم عليه وانتسب له ، فقال له الملك : “ثَبْ” أي اجلسْ ، وظنَّ الرجلُ أنه أمره بالوثوب من الجبل فقال: “لتجدني أيها الملك مِطواعا” ثم وثبَ من الجبل فهلك ، فقال الملكُ : ماشأنُه ؟. فخبَّروه قصته وغلطه في الكلمة ، فقال : “أما إنه ليست عندنا عربية : من دخل ظَفار حمَّر”.
الكتاب ممتع ومفيد .
يوم السبت الموافق 19-3-1436هـ