بعدما هزا الله عزوجل قلوب المكذبين والمستهزئين وزلزلها بقوله ( كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون )
لتستفيق من سبات كفرها العميق فترى الحق حقا وتتبعه .
بعد هذا التهديد ، ذكر الله عز وجل الادلة على البعث والنشور ، بطريقة جميلة وبديعة . اعجزت العقول والالسنة ان تحاكيها او تماثلها .
فخاطبهم على قدر عقولهم في المعاني ولكنه أعجزهم بالأسلوب البلاغي وأدهشهم بالخطاب ( فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ )
المعاني من بيئتهم القريبة منهم – مهاد ، اوتاد، لباس ، معاش ، سراج – كلها اسماء بسيطه مستخدمه يوميا في بيوتهم ، فالمعاني على قدر مستوى فهمهم ، فكفار قريش اميين لم يبرزوا في الحساب ولا في النجوم ولا في الطب والسحر . ولكنه اعجزهم في الفصاحة والبلاغة التي اشتهروا فيها وافتخروا بها ، فشبه – الارض بالمهاد ، والجبال بالاوتاد ، والليل بالباس ،و النهار بالمعاش ، والشمس بالسراج –
ولم يكتفي بذلك بل بدأ عرض الأدلة باستفهام تقريري وهو( ألم ) في قوله ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا) أي بدأ بالأدلة المتفق عليها سلفا والمقررة في الأذهان فلا يسعهم إلا الإقرار بها { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن اللّه )
إنه الإعجاز وكفى .

كتبه ماجد العريفي