{كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون}
بعد أن بدأ الخطاب بإستفهام بديع فقال سبحانه وتعالى ( عم يتساءلون ) اي عن اي شيء يتساءلون ( عن النبأ العظيم ) اي عن البعث بعد الموت والحساب والجزاء ( الذي هم فيه مختلفون )أي مختلفون في أمر البعث بعد الموت مابين مكذب ومستهزء ومشكك ومصدق .
اتى الجواب على ماختلفوا فيه ( كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ) هنا بدأ الحكم في هذه القضية بجملتين ( كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ) هاتان الجملتان كفيلتان في فصل الخطاب .
ولأن هذه الجملتين قالها ملك الملوك الحاكم العادل القادر فقد زلزلت قلوب المكذبين والمستهزئين وطاشت بعقولهم ( كلا سيعلمون ) أي كقولك -الجواب ما ترى لا ما تسمع – ( ثم كلا سيعلمون )
أي: سيعلمون إذا نزل بهم العذاب ما كانوا به يكذبون،
جملتان فيهما تهديد ووعيد للمستهزئين والمكذبين وفيهما نصرة للمؤمنين .
بداية الجواب بهذه الجملتين من انسب البدايات ومن ابدعها وانفعها للمخاطب والمتلقي
لأن هذه الجملتين تهز القلوب لعلها تستفيق من سباتها وسكرها و تزلزلها لتشقق سواد الذنوب في القلوب لعل النور يجد مدخلا الى هذه القلوب .
فترى النور وتبصر ، فإذا ابصرت القلوب ابصرت العقول ، وإذا ابصرت العقول والقلوب ابصرَ الانسان الحقَّ وسهل عليه تقبله وتصديقه واعتقاده واتباعه .